* من منا لا يعرف الأستاذ الشاعر المبدع محمد عبد القادر كرف؟ * من مِن المريخاب لم تشنف آذنيه أشهر قصيدة قيلت في المريخ؟ * محمد عبد القادر كرف رحمة الله عليه هو الذي نظم قصيدة (عشت يا مريخ موفور القيم)، التي تعتبرها الصفوة بمثابة (النشيد الوطني) لأمة المريخ. * قال فيها: (عشت يا مريخ موفور القيم.. ناهض العزة خفاق العلم * خطوك الوثاب في ركب الأمم.. كجناح النسر يجتاح القمم. عشت للنيل على شطآنه.. قوة تدفق فى شريانه سال تاريخك من أحضانه.. سلسلاً يجري على وديانه نجمك الخافق في جو السماء.. صنعته من خافقي أو من دمائي وإذا ناديت ألفيت ندائي.. باسمك العذب ورددت غنائي يا فتى المريخ في عينيك عزم.. وبهذا العزم للعليا تسمو وعلى صدرك في المواكب نجم.. ووراء الغد نصر لك ضخم ثب إلى الذروة رفاف الجناح.. وتألق في الميادين الفساح وانطلق أشبه شيء بالرياح.. بالكفاح الحق والجد الصراح خذ طريق المجد في حزم وقوة.. واقسم الدهر ولا ترهب عنوة واسق اخوانك من صفو الاخوة.. كلما لاقيتهم باسم الاخوة يا فتى المريخ حقق للغد.. نهضة تبقى بقاء الابد واذا صحت فقل هذه يدي.. قد بنت صرحى وشادت معهدي). * أذكر أن الحبيب الأديب عاشق المريخ سيف الكناني أشرف على تحويل ذلك النشيد الجميل إلى أجمل أهزوجة موسيقية بالتعاون مع فرقة سلاح الموسيقى، والملحن الفاتح كسلاوي (إن لم تخن الذاكرة) وتم ترديدها في عدة احتفالات للمريخ فنالت إعجاباً يفوق الوصف. * لذلك نتمنى أن يتم تسجيل نشيد المريخ الوطني على أسطوانة مدمجة وتوزيعه في منافذ البيع المختلفة ليصبح من أهم موارد النادي المادية، وأناشد الحبيب سيف الكناني أن يعود ليشرف على ذلك المقترح، وهو أهل لذلك. * كما أتمنى أن يتم ترديد نشيد المريخ الوطني في ليلة تدشين مجلس الشرف الأحمر بحول الله.نعود إلى كرف الذي عبر عن حبه للزعيم بأحلى الأشعار وأجمل الكلمات وقد كان رحمة الله عليه من أساطين اللغة العربية، وعمل معلماً لها معظم سني حياته، وكتب فيه أحد تلاميذه ما يلي: * (ولد الاستاذ محمد عبد القادر كرف عام 1907 م في قرية الكرفاب بالشمالية حيث تلقى تعليمه بالمدرسة الابتدائية ووفد مع اسرته واستقر بامدرمان ليلتحق بمعهد أم درمان العلمي ونال فيه شهادة العالمية… تخرج معلماً في معهد بخت الرضا وعمل معلمًا للغة العربية طوال حياته حتى توفاه الله عام 1989). * سبحان الله، إذ أن ميلاد كرف تزامن مع ميلاد المريخ تقريباً (بفارق عام واحد)، كما تزامن تاريخ وفاته رحمة الله عليه مع تاريخ فوز المريخ بأغلى وأكبر ألقابه (بطولة كأس الكؤوس الإفريقية 1989). * يواصل تلميذه حديثه عنه وشهادته فيه ويقول: (كان الأستاذ محمد عبد القادر كرف يدرس اللغة العربية فى جميع المدارس الثانوية بأمدرمان يتنقل بها وكانت المدارس تتشرف بان يقبل التدريس فيه وهو الاستاذ المقيم بمدرسة أمدرمان الاهلية الثانوية، وكنت من المحظوظين أن درست على يديه دروساً فى البلاغة خاصة، وأذكره بهيبته ووقاره وحضوره المهيب يدخل علينا الفصل كان فارع الطول يرتدى الجلابية ناصعة البياض ويحكم ربط العمامو و يبدأ بكتابة بيت من الشعر على السبورة يستخلص من ذلك البيت النحو والبلاغة وفنون الأدب). * رسم شعراء المريخ الفحول أمثال كرف ومحمد زبير رشيد وسلطان العاشقين الزبير عوض الكريم خاطرة طريق المجد للزعيم، ودونوا في عشقه أجمل الحروف. * هذه الأيام (الحصة مجلس شرف يا أحفاد كرف). * بما أن كرف ومحمد زبير رشيد قد رحلا من بين ظهرانينا رحمة الله عليهما فإننا نناشد سلطان العاشقين أن يجود علينا بقصيدة عصماء، يمجد فيها مشروع مجلس الشرف، ويحض بها الصفوة على اكتساب العضوية، سعياً لإنجاح مشروع استراتيجي ضخم، يستهدف تخليص المريخ من الاعتماد على جيوب الأفراد. * علماً أنه فعل ذلك قبلاً، لكن البحر ما بيابى الزيادة. * ونحن لم ولن نرتوِ من شعر سلطان العاشقين الذي نظم أكثر من مائة قصيدة في حب المريخ، وجمع بعضها في ديوان شعر جميل، تكفل بطباعته رئيس المريخ جمال الوالي. * نحن في انتظار الزبير، الذي ناشدته قبل فترة أن ينظم شعره في نفرات أحباب الزعيم ففعل، وكتب قصيدة بديعة قال في مطلعها: (لبيك يا مريخ قالتها ملايين الأصالة والوفاء، قالتها عشقاً للزعيم بلا نفاق أو رياء). * التحية للزبير وللراحل المقيم محمد عبد القادر كرف الذي ما زلنا ننتظر أن ينال من الصفوة تكريماً يليق بالحروف البديعة التي نظمها في عشق المريخ، وبنشيد المريخ الوطني الذي سار على كل لسان. آخر الحقائق * قبل فترة ارسل لي الزبير رسالة لم تجد حظها من النشر في وقتها، وبما أن السانحة قد أتت على ذكره فسأعيد نشرها في هذا المقال. * كتب فيها ما يلي: (عزيزنا الأستاذ مزمل، تحية الود والتقدير. * جاء اعتزازك بتميز المريخ ثقافياً وأدبياً مدعوماً بالحقائق – كبدها وقلبها ونبضها- ومن يصد عن الاقتناع بالحقيقة ويلوي الرأس استكباراً عليه أن يتحسس سلامة عقله. * إن أنت أثرت بتواضع الاقتدار الاكتفاء بالأقل من الأسماء تعبيراً عن الأكثرية المرموقة في مجتمع الصفوة من الأدباء والشعراء.. فلك العذر.. فصفحات الصدى الحبيبة بدءً ومُنتهى ما وسعت تعدادهم.. دعك عن المميزين اللوامع من فنانين واعلاميين ومسرحيين فربما احتاج الحصر إلى مجلدات. * الصفوة استاذنا العزيز لم تطلق على مجتمع المريخ عبثاً أو اعتباطاً ولكنها صفة مستحقة بواقع تفرده بالمبدعين بكافة المجالات عُشقاً وولاء.. فالانتماء للمريخ من النعم التي لا يُحظى بها إلا ذو حظٍ عظيم.. والمبدعون هم الأوفر حظاً في الحياة من غيرهم. * استاذنا مزمل.. أشعر بأننا نظلم المريخ كثيراً اذا اقتصرنا تميزه الثقافي والأدبي على النطاق المحلي.. واكتفينا بإيراد الفارق المذهل بينه والآخرين، دون أن نتطرق إلى الأدباء المريخيين والشعراء الذين اغترب انتاجهم الى كافة المنتديات خارج القٌطر فاكتسبوا العلنية.. وبعيداً عن الحصر دعني أستشهد بالأديب الفخيم الاستاذ سيف الدين حسن بابكر الذي افتتحت له قنصلية فرنسا في يوليو الماضي معرضاً لانتاجه بمختلف اللغات.. وأيضاً بالأديبة الشامخة الدكتوره بثينة خضر مكي عضو رابطة أُدباء المريخ والقطاع الثقافي في دورات عديدة فإنتاج هذه السيدة الفاضلة القصصي احتل في المواقع الخارجية موقعاً مرموقاً. * ومن الشعراء دون استرسال محمد مفتاح الفيتوري الذي أشجى مسامعنا عند تكريم رابطة اُدباء المريخ له مُفاخراً بمريخيته، والاستاذ الشاعر الكبير مصطفى سند الذي ما تخلى عن تشريف ندوات المريخ الأدبية مساهماً ومشاركاً.. ومالي لا أذكر رائد الحداثة المريخي بالإرث والميلاد الشاعر عبد القادر الكتيابي.. هؤلاء ثلاثتهم ما يممت الأقدام أرضاً في العالم إلا وجدت أشعارهم زينةً للمكتبات. * وأختتم رسالتي لك من رائعة شاعرنا الكتيابي:- * وحسبت نفسي قدر نفسك * كنت مغروراً أفقت * وعلمت أنك فوق ما يلد الزمانُ * وفوق ما تهب العقول * وعلمتُ أنك كوكبٌ * في الناس يمشي ولا يراودهُ الأفول * لعل المعنى لا يحتاج إلى توضيح لكل اللاهثين للحاق بالمريخ . * الزبير عوض الكريم * حفظك الله ذخراً للزعيم وأمد في أيامك وحفظك في نفسك ومالك وأهلك ومتعك بالصحة والعافية لتبقى منارةً للأدب وواحة للشعر في عالم الزعيم. * آخر خبر: الحصة شرف.. يا أحفاد الزبير وكرف.