* أوردت صحيفة ديربي سبورت الإلكترونية خبراً عن تذمّر لاعبي المريخ من التنظيم الجديد الذي يتبعه الألماني (انطوانت هاي) والذي يعتمد على طريقة (3-5-2) وهى طريقة تخلى عنها المريخ تقريباً بصفة رسمية في العام (2006) مع قدوم المدرب المصري (محمد عمر) رغم أن مازدا وقبله محمود سعد كانا قد أدارا الجوانب الفنية بنفس الطريقة ولكنها اقتصرت على مباريات بعينها. * فترة الإعداد في المقام الأول هى فترة (تأهيل بدني) ومن ثم (محاولات حثيثة) لتنفيذ استراتيجيات الجهاز الفني أملاً في (تطبيقها) خلال الاستحقاقات الرسمية. * غالبية الأجهزة الفنية تلجأ للتوليف والتجريب خلال الفترة الإعدادية بعد وقوفها على إمكانيات لاعبيها عن قرب خلال الفترة المذكورة. * طريقة التعاقدات في السودان تتم دوماً خارج (إشراف) الجهاز الفني الذي لم يتابع اللاعبين الجدد بأنديتهم السابقة ولا يعرف مدى قدراتهم على المستطيل الأخضر وفقاً للمراكز التي تم انتدابهم بها. * كمثال فقط ستقول إدارة المريخ للألماني هاي بأنها استقطبت لاعبي طرف أيمن (التاج ابراهيم) و (جلال ابراهيم) ولكن هل سيكون الثنائي مقنعاً بالنسبة للمدير الفني الجديد وفقاً لما يريد ان ينتهجه من اسلوب فني وخطة التحوّل الجذري من 4-4-2 إلى 3-5-2؟ * تلك هى النقطة الرئيسية والتي تعتبر مربط الفرس فالألماني أوتوفيستر في الموسم (2007) ورغم انتداب إدارة المريخ للاعب طرف أيمن متخصص (أنور السد) ظل يعتمد على الثنائي بدر الدين قلق وعلاء الدين بابكر في المركز المذكور وكلاهما حقق النجاح الفني المطلوب بتنظيم 4-4-2. * الآن لجأ الألماني هاي خلال عدد من المباريات إلى توظيف محمد عبد الرحمن في وظيفة الجناح الأيمن ومن ثم استعان برمضان عجب في نفس المركز وتلك مؤشرات (عدم اقتناع) بالثنائي المتخصص التاج وجلال. * وتلك القراءة بالتأكيد لا تمثّل جزماً لما يدور في مخيلة الألماني هاي لأنه ربما يريد ان يستفيد من الثنائي في مركز آخر (كالمحور) مثلاً والمكتظ سلفاً باللاعبين. * بالعودة لخبر (ديربي سبورت) نقول إن تذمّر اللاعبين منطقي لأن سرعة التحوّل من 4-4-2 إلى 3-5-2 يمكن أن لا يُهضم بصورة سريعة بل أنها يمكن أن تشكّل عائقاً في تحقيق النتائج الايجابية في حالة عدم قدرة اللاعبين على تطبيقها بصورة مثالية. * ولكن التذمّر في حد ذاته وخصوصاً في هذا التوقيت يعتبر مؤشّراً (انهزامياً) غير مقبول لأن الفترة مازالت إعدادية وعلى اللاعبين أن يبذلوا قصارى جهدهم لاستيعاب نهج هاي الفني وفقاً لما يسعى هو وليس ما يشتهون. * فأي مدرّب في العالم له طريقته وأسلوبه في إدارة الفريق وليس من المنطق أن تتعاقد إدارات الأندية مع الأجهزة الفنية وفقاً لأهواء اللاعبين وحسب التنظيم الذي يريدونه. * فلاعب كرة القدم (المحترف) عليه أن يواكب جميع المتغيرات الفنية وأن يجتهد لإثبات ذاته وليس البحث عن (شماعات) مبكرة لتبرير أي إخفاق لا قدّر الله لأن تلك الجزئية تعبّر عن روح (انهزامية) وعدم قدرة على مجاراة التحوّل الفني وضعف العزيمة ولين الإصرار. * في جوانب المدير الفني انطوان هاي نقول إنه سيجد صعوبة بالغة جداً في بناء وتكوين الفريق والوصول إلى تشكيلة مثالية للإستحقاقات الرسمية بسبب وفرة العناصر بكشف المريخ والتي يجب أن يستغلها الألماني ومساعدوه على أكمل وجه ببث روح التنافس بين اللاعبين حتى يسعى كل منهم للظهور أساسياً وينعكس ذلك على الأداء ككل. * طريقة 3-5-2 شقها الإيجابي هو الجانب (الهجومي) واستحواذ خط الوسط ولكن جانبها المظلم يكمن في كشف ظهر الفريق الدفاعي (خلف المسّاكين) إن لم تمتلك محاور نموذجية وأجنحة على مستوىً عالٍ من الكفاءة الدفاعية والهجومية. * وفي النهاية هو قرار فني بحت مكفول بصلاحيات مطلقة للألماني أنطوان هاي وما على اللاعبين سوى الانصياع وعدم التبرّم. * حاجة أخيرة كده :: هل خمد البركان الأحمر ضد الاتحاد؟