* الرياضة محبة وأخطاء. * في ميادين الرياضة وحدها يخرج المنتصر والخاسر متعانقين. * بالأمس اجترح مجلس إدارة نادي المريخ مبادرةً بالغة السمو والتحضر، بإعلانه التكفل بكل نفقات استضافة بعثتي ناديي أطلع برة والملكية ممثلي دولة جنوب السودان في دوري الأبطال والكونفدرالية، اللذين قررا خوض مباراتيهما الإفريقية في ملعب استاد الخرطوم. * انعقد اجتماع ضم عثمان أدروب أمين خزينة المريخ ومتوكل أحمد علي نائب السكرتير ومحمد الريح رئيس قطاع الاستثمار مع السيد غبريال الملحق الثقافي لسفارة دولة الجنوببالخرطوم، وناقشوا أمر استضافة المريخ لبعثتي أطلع برة والملكية دعماً لمسيرتهما الإفريقية وتم الاتفاق على عقد توأمة بين المريخ والناديين. * للجنوبيين دين قديم في أعناق الصفوة. * غالب أهل الجنوب يعشقون الزعيم، ويدينون بالولاء التام له. *بدأ تعلقهم بنجم السعد في مباراة جوبا الشهيرة، ولم ينقطع الوصال حتى بعد الانفصال. * زرت مدينة جوبا في منتصف تسعينات القرن الماضي برفقة بعثة المريخ التي قادها الأخ الحبيب عبد الصمد محمد عثمان وقتها، ورأيت بأم عيني مقدار تعلق أهل الجنوب بالزعيم. * تمت الزيارة في إطار توأمة جمعت بين الخرطوموجوبا قبل الانفصال. * يومها أدى المريخ مباراةً أمام هلال جوبا، وخاضها من دون لاعبيه الدوليين الذين كانوا مع المنتخب. * امتلأ الملعب بالجمهور حتى فاض، وعجز كثيرون عن الدخول، حتى تصورت للحظةٍ أن المباراة تلعب في إستاد المريخ، من فرط حماس الجمهور ولكثرة الأعلام الحمراء التي ملأت كل جنبات الإستاد. * انتهت المباراة بالتعادل السلبي، فخرج مريخاب جوبا غاضبين، وقال لي أحدهم (هلال كبير ذاتو جاء هنا اتغلب، كيف نتعادل مع هلال جوبا)؟ * حظيت البعثة باستقبالٍ خرافي في المطار، وتدافع مريخاب جوبا للاحتفاء بالمريخ، وقدموا له أطناناً من الفواكه، كما امتلأت ساحة استراحة الأممالمتحدة التي حللنا بها بالخراف، وتوج الأخ الصديق أحمد يونس وزير الرياضة في حكومة الجنوب وقتها (زميل دراستي في الجامعة) حفاوة أهل الجنوب بزيارته للبعثة، وتكريمه لها. * في العام 2009 لعب المريخ مع كمبالا سيتي اليوغندي في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، فبادر عدد ضخم من مريخاب الجنوب بالسفر من جوبا إلى كمبالا بالبر، كي يساندوا الزعيم ويشجعوه. * سافروا يوماً كاملاً بطريقٍ بالغ الوعورة، ودخلوا الإستاد يحملون أعلام المريخ، وشجعوا الزعيم بحرارة، واحتفلوا داخل الإستاد وأمام الفندق، ورقصوا وهللوا لفوز الأحمر على كمبالا سيتي بهدف الراحل إيداهور. * شعر مجتمع المريخ وقتها بالامتنان الشديد لتلك اللفتة البارعة، وأذكر أنني كتبت عنها عدة مقالات، وطالبت فيها مجلس المريخ برد التحية لمريخاب الجنوب بزيارة جوبا، والتباري مع مريخها ولم تحظ المطالبة بالتنفيذ. * آن أوان رد الجميل لمريخاب الجنوب، حتى بعد الانفصال. * نحمد لمجلس المريخ أنه بادر بإكرام الأشقاء، وأعلن تحمله كلفة إقامتهم بالسودان. * الدور والباقي على الصفوة كي تبادر بمساندة ممثلي الجنوب في الكونفدرالية ودوري الأبطال، حيث سيلعب (أطلع برة) مع تشلسي الغاني في إستاد الخرطوم بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الآن، بينما سيواجه الملكية كالا الكنغولي في السابع من الشهر المقبل بإستاد الخرطوم. * أنتم أهل لإكمال المبادرة البديعة يا صفوة.. كرموا ريتشارد * ستمثل مباراة الملكية مع كالا الكنغولي فرصة نادرة لرد الجميل لنجم الخرطوم والهلال والمريخ والمنتخب الوطني السابق ريتشارد جاستن، الفتى الأبنوسي الذي روى ملاعبنا بالعرق، ولعب مع الهلال مئات المباريات المحلية والإفريقية والعربية، كما نال شرف تمثيل السودان في عشرات المباريات الدولية. * ريتشارد يستحق التكريم. * لاعب مبدع، وصاحب أخلاق رفيعة، ارتدى شعاري العملاقين، ومثل الخرطوم الوطني، وتقلد شارة قيادة منتخبنا في العديد من المباريات المهمة، ونال شرف تمثيل اسودان في بطولة الأمم الإفريقية (غانا 2008). * ستبادر الصدى بتكريم الفتى الأبنوسي بإذن الله. * ندعو كل الرياضيين للمساهمة في رد الجميل لريتشارد المهذب الموهوب الذي يستحق الاحتفاء والتكريم. آخر الحقائق * يمكن لعطارة الرياضة أن تصلح ما أفسده دهر السياسة. * خلال الفترة الماضية حدث تقارب كبير بين حكومتي السودان والجنوب. * مبادرة العالمي ستقوي العلاقات، وسيكون لها صدىً جميل في نفوس كل مواطني الدولة الوليدة. * المريخ يصنع الأحداث. * الزعيم يحرك الساكن. * العالمي يبادر ويبتكر، ويترك للآخرين مهمة التبخيس. * يمكن لمثل هذه المبادرات المسؤولة ان تعيد رتق ما انفتق. * قبل الانفصال سألت صديقي الحبيب جادين جادة (وكان رئيساً لاتحاد جوبا وقتها) وهو من غلاة محبي الزعيم: إذا حدث الانفصال ولعب المريخ مع مريخ جوبا من ستشجع؟ * رد بلا تفكير: المريخ طبعاً. * المبادرة الجميلة فرصة لإرسال التحايا لصديقي الأثير وزميلي المتميز إبراهام ألبينو، الصحافي المرموق في صحيفة المصير الجنوبية، وهو من محبي العالمي أيضاً. * كما يسرني أن أحيي صديقي وزميل دراستي الدكتور قرنق ألاك، الذي جمعتني به محبة صافية، وعلاقة طويلة امتدت إلى الأسر. * أمس تلقيت تصويراً من زاوية أوضح للهدف العالمي الذي سجله قناص المريخ مامادو تراوري في شباك رد بُل سالزبورغ النمساوي. * هدف بديع.. تجلت فيه موهبة تراوري الفذة. * الهدف الخرافي يستحق أن يصبح شعاراً لكل البرامج الرياضية في الفضائيات السودانية. * تسلم تراوري الكرة خارج منطقة الجزاء وراوغ أحد المدافعين وتوغل ثم راوغ ثلاثة مدافعين آخرين بلعبة واحدة، ورفع الكرة بدهاء ومكر وحرفنة فوق رأس الحارس.. هدف ولا أحلى. * من لم يشاهد هدف تراوري في شباك النمساوي فقد فاته كثير. * مطلوب من مامادو أن يكرر هدفه الجميل في شباك اليوغندي. * صدق كروجر حين قال إنه وجد ضالته في تراوري. * ده فرطتوا فيهو كيف يا شعاراب؟ * الرد: أضاعوا سيدا، وأتبعوه بإضاعة الشعار فكيف نستغرب إضاعتهم لمامادو؟ * تاني.. هدية من إيدك مقبولة!! * هدية تراوري لا تقل في قيمتها عن هدية الأمير الساجد! * عاد العالمي بعد أن نازل البايرن وزينت ورد بُل، وسيعود غيره اليوم بمسيمير!! * أمس دشن مجلس المريخ حملته الرامية لإشراك كل فئات المجتمع المريخ في إكمال تشييد الملعب الرديف. * تحمل الوالي كل نفقات إعادة تأهيل الملعب الرئيسي. * الدور والباقي على الصفوة كي تكمل بناء الرديف. * مطلوب من كل (عالمي) أن يساهم بما يستطيع. * انتهى وقت الجعجعة والفرجة على المحبوب. * نقول لمن يجتهدون في تبخيس ما يقدمه الوالي بادعاء أن اعتماد المريخ عليه مهلك.. إن عطاء جمال استثناء في مسيرة الرياضة السودانية، ولا يصح القياس عليه أبداً! * كتبنا عن هذا الملف كثيراً، ونعلم يقيناً أن الوالي نسيج وحده. * وأن ما بذله لناديه غير مسبوق، بشهادة أعداء المريخ قبل أصدقائه. * أجزل العطاء ولم يجد ممن لا يرون فيه جميلاً سوى الهجوم والتجني والتجريح والتبخيس. * آخر خبر: كلمة حق يراد بها عين الباطل!!
