* بحمد الله وتوفيقه أصاب مهرجان الصوت والضوء الأحمر نجاحاً باهراً فاق كل التوقعات. * امتلأ طابقا الإستاد على سعتهما بالأنصار، وتفوقت لجان المهرجان على نفسها وقدمت أفضل ما عندها، ونظمت الحدث بأقصى درجات الإتقان. * شهد المهرجان تنظيماً دقيقاً، وسارت فقراته بسلاسة تامة، وترتيب متقن. * لا هرجلة، لا تداخل، لا عشوائية ولا يحزنون. * تم تخليد ذكرى الحوت، وقدم سكرتير المريخ عصام الحاج كلمةً قوية أدارت الرؤوس استحساناً، وارتجت لها أطراف الإستاد بالتصفيق، وتم تقديم بعض الفقرات الغنائية الخفيفة، ثم استقبل المريخ نجومه الجدد بطريقة مبتكرة، تم فيها ربط الماضي الزاهي بالحاضر الواعد. * بعدها أضاءت الألعاب النارية سماء البقعة بفقرة بديعة استمرت أكثر من ربع ساعة، ليختتم المهرجان بتقسيمة منتخبي سيدو وسيدا التي انتهت تعادلية بهدفين لكل فريق، وشهدت تألقاً لافتاً لنجم النجوم هيثم مصطفى والزامبي جاكسون موانزا والبوروندي سليماني والوطني المبدع راجي عبد العاطي الذي أكد أمس أنه شفي تماماً من الإصابة وعاد متألقاً كما كان. * صنع سيدا هدفي الفريق الأصفر لرمضان عجب وجاكسون موانزا بتمريرتين تخصصيتين، ونال راجي وفيصل موسى هدفي الأحمر، وحرص نجوم المريخ على تخليد ذكرى محمود عبر التلويح بإشارة الحواتة الشهيرة، وكم كان جميلاً من موانزا أن يحذو حذو راجي بالإشارة المعبرة. * حقق المهرجان دخلاً خرافياً بلغ حوالي نصف مليار (بالقديم)، واستحقت لجانه الإشادة على عملها المتقن، لأنها نظمت أحد أجمل المهرجانات في تاريخ المريخ. * نجاح على كل الصعد، وجمال منثور في الملعب والمدرجات. * مهرجان الصوت والضوء ليلة من ألف ليلة وليلة. * جميل جمال.. مالوش مثال. * وسيدا حاجة عجيبة. تواصل الأجيال * شكل إصرار منظمي مهرجان المريخ على تعزيز ظاهرة تواصل الأجيال بين لاعبي المريخ ملمحاً لافتاً في مهرجان الأمس. * ولأن هيثم مصطفى يمثل أحد أبرز أساطير الكرة السودانية حالياً فقد كان من الطبيعي أن يتم وصل وده بدكتور الكرة السودانية كمال عبد الوهاب أحرف من داعب المستديرة في السودان على الإطلاق. * تم ربط علاء فييرا بالفارس جمال أبو عنجة، والبلدوزر محمد موسى بالثعلب عصام الدحيش والرمح الملتهب فتح الرحمن سانتو، والزامبي موانزا بالباشمهندس عادل أمين والنفاثة عوض الله الهوندا قاهر الزمالك، والكاميروني مكسيم بعاطف القوز وأبي داؤود سليمان عبد القادر أشهر وأقوى مدافعي المريخ عبر التاريخ. * أما المعلم بشرى وهبة فقد تولى مهمة تقديم المعلم (الصغير) مرتضى (كبير)! * حتى على الصعيد الإداري حرصت اللجنة المنظمة على دعوة كل رؤساء المريخ السابقين ورموزه التاريخية سعياً لربطهم بالحاضر، وتأكيد قربهم من الشأن المريخي وتعميق دورهم في الكوكب الأحمر. * بذلت لجان المهرجان جهداً خارقاً وقدمت أفضل ما لديها وقرنت الليل بالنهار في اجتماعات متتالية لتخرج الاحتفالية في أبهى صورة واستحق أعضاؤها الإشادة والتنويه. أسطورة الحوت * كان طبيعياً أن تتوجه بعثة المريخ القادمة من مروي من فورها إلى منزل الحوت الراحل لتؤدي واجب العزاء في فقيد الوطن والفن السوداني محمود عبد العزيز طيب الله ثراه. * داخل منزل الراحل وفي سرادق العزاء ألقى مولانا أزهري وداعة الله كلمة ضافية تحدث فيها عن مآثر الفقيد وتناول علاقته بالمريخ وتأثيره على خارطة الفن السوداني التي شهدت إضافات كبيرة قدمها الحوت ببصمةٍ تستعصي على النسيان. * وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. * بكى مولانا أزهري وهو يتحدث عن فن محمود وعلاقة الحوت بالمريخ، وعن إنسانية محمود الذي حرص على إحياء حفل زواج مولانا متبرعاً كدأبه مع كل أصدقائه ومحبيه. * لذلك كله كان طبيعياً أن يهتم المريخ بتأبين الحوت ويخصص أول فقرة في مهرجانه لتخليد ذكراه، بحضور أفراد أسرته الذين حرصوا على حضور المهرجان بعد أن اجتمع بهم سكرتير المريخ عصام الحاج وطلب منهم الحضور لمتابعة فقرة التكريم. * إن اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية برحيل الحوت لم ينبع من فراغ. * لم يكن بمقدور أي وسيلة إعلامية أن تتجاهل الحشود البشرية الضخمة التي خرجت بعفوية تامة لتعبر عن حزنها وألمها لنبأ رحيل القامة الفنية السامقة. * مئات الآلاف من الأطفال والشباب والنساء والشيخ هجروا منازلهم وأعمالهم ورابطوا في شوارع العاصمة ليبكوا محمود، ويشاركوا في تشييع جثمانه بمبادرات فردية. * لم تحشدهم سلطة، ولا دعاهم حزب ولا استنفرتهم طائفة، ولا استخدمت إمكانات دولة لحضهم على الخروج، لأن محمود لم يكن قائداً سياسياً ولا رئيساً لحزب ولا زعيماً لطائفة، بل كان فناناً عظيماً (والعظمة لله) نذر حياته كلها لفنه وجمهوره، وقدم لمحبيه عصارة ألحانه ليطربهم بحنجرةٍ ندية أسرت قلوب الناس، وجعلتهم يتعلقون به وصنعت له (كاريزما) فنية وحولته إلى أسطورة حية لم يعرف البعض قيمتها إلا في لحظات الرحيل المر. آخر الحقائق * حرص عدد كبير من الأهلة على متابعة المهرجان، وخرج معظمهم والحسرة تعلو وجوههم بعد أن قدم سيدا السهل الممتنع وأسكر جماهير المريخ بلمساته البديعة. * صنع هدفين بتمريرتي ملعمين. * وتألق معه علاء الدين الذي لعب بمزاج رايق. * أطرف لقطات المهرجان مخالفة ارتكبها فييرا مع سيدا. * موانزا خطير للغاية. * وسليماني فنان. * راجي حكاية ورواية. * لعب مرتضى كبير في خانة قلب الدفاع مع الأحمر وأجاد. * حرص مأمون عبد العزيز شقيق الحوت على حضور المهرجان ونال تحية حارة من أنصار المريخ. * أدمت كلمة عصام الحاج أكف أنصار المريخ بالتصفيق. * أنصف عصام الوالي وذكره بالخير وأطنب في الثناء عليه فدوى الإستاد بالتصفيق والهتاف الحار. * وصف عصام الموسم الجديد بموسم (الخبت) فاستحسنت الصفوة وصفه. * كما توقعنا فقد رفض الفيفا استثناء اللاعبين دومنيك وسيدي بيه وأبى أن يسمح بانتقالهما للهلال. * السيستم كضم.. وسيدي بيه راحت عليه! * نلتقي في يونيو إن كان في العمر بقية. * المحصلة الحمراء: نصف مليار في ليلة واحدة! * نكرر التهاني للجان المهرجان. * نجحت تنظيمياً ومالياً وأخرجت الاحتفالية في أبهى صورة. * التحية للأستاذ أحمد محمد عيسى أمين عام المجلس التشريعي لولاية النيل الأبيض نائب رئيس نادي المريخ كوستي لحرصه على حضور المهرجان ممثلاً لمريخاب النيل الأبيض بجانب حرصه على تقديم واجب العزاء في فقيد البلاد محمود عبد العزيز رحمة الله عليه. * جلس بجانبي أحد الأهلة وظل يهاجم البرير كلما لمس هيثم الكرة. * الأصفر خايل في سيدا! * السهل الممتنع واللمسة الواحدة. * موانزا موهوب وسريع. * وسليماني متمكن وقوي لكنه يحتاج إلى المزيد من تدريبات اللياقة. * أخرج الأمير الساجد أنصار المريخ عن طورهم بلمساته البديعة. * كنا نتمنى أن يتم تكريم الباشا لكن المجلس رأى تأجيل التكريم إلى ما بعد معسكر تونس. * على حد قول شاعر المريخ زهانا: الصفوة يوم المهرجان تتنادى.. تملأ العين وتصفق دوة إستادا.. تقاسم الزعيم إن شاء الله قوت أولادا.. مريخاب نعم وصغيرنا يوزن قادة! * المهرجان ناجح بدرجة الشرف. * قلبي مع الكوكي لأنه يعاني الأمرين لاختيار التشكيلة. * آخر خبر: سيستمنا فتح ومهرجانا نجح!