* تضجرنا عندما ألزم الاتحاد العربي لكرة القدم المريخ على اللعب في الدور التمهيدي لبطولة الأندية العربية. * غضبنا لأنه اعتمد معياراً واحداً للمفاضلة بين الأندية، ميز به (تفرع زينة) الموريتاني على المريخ، لمجرد أن موريتانيا تتفوق على السودان في تصنيف الفيفا. * معيار لا يخلو من الغباء، ميز به الاتحاد العربي فريقاً لم نسمع به قبلاً، ولم يحقق أي نتائج على الصعيد القاري، على فريق كبير يمتلك تصنيفاً جيداً في الكاف، وسبق له بلوغ مرحلة نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا العام قبل الماضي. * مع ذلك نقول (عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، لأن مشاركة المريخ في التمهيدي حملت في جوفها فوائد كثيرة ومتنوعة، أهمها أنها وفرت للفريق الأحمر تجربتين متميزتين، وجعلت لاعبي الزعيم يعايشون أجواء المباريات القارية، قبل أن ينازلوا سوي الغيني في تمهيدي دوري الأبطال. * حتى الفرنسي غارزيتو، كان في أمس الحاجة لتلك المشاركة، كي يحسن النواحي البدنية التي تشغل باله، ويختبر قدرات لاعبيه، ويمحص خياراته للتشكيلة وطريقة اللعب على حد السواء. * غارزيتو خبير بأجواء البطولات الإفريقية، ويعرف الكثير عن المريخ، لكنه لم يدرب غالبية النجوم الذين تكونت منهم توليفة المريخ أمس، لأنهم لم يكونوا معه عندا أشرف على الفريق في العام قبل الماضي. * لا الحارس عصام عبد الرحيم، لا كونلي أودونلامي، لا عاشور الأدهم، لا أوجو، لا محمد الرشيد، لا محمد عبد الرحمن، لا جلال ولا كليتشي كانوا يلعبون للمريخ في موسم 2015، وبالتالي فإن غارزيتو نفسه كان بحاجة إلى مباريات تنافسية قوية كي يقف على قدرات هؤلاء اللاعبين، ويستغل المشاركة العربية لتقريب البعيدين ممن كانوا معه عندما درب المريخ آخر مرة. * يحمد لغارزيتو أنه ليس مدرباً متحجراً كالذين يصرون على اتباع طريقة لعب واحدة في كل المباريات، لأنه ينتقي الطريقة والخطة بحسب قدرات اللاعبين المتوافرين لديه. * عندما درب الهلال لعب بطريقة (3:4:3)، وعندما تولى تدريب المريخ في 2015 لعب بطريقة (1:3:2:4)، وبالأمس اتبع طريقة (2:4:4)، لأنه يلبس لكل حالة لبوسها، ويختار الطريقة بحسب قدرات اللاعبين. * مباراتا الجيبوتي قدمتا لغارزيتو خدمة فنية كبيرة، لأنه شاهد الأولى وأشرف على الثانية، وقد تابعنا كيف تمكن من تغيير نهج الفريق وأسلوب لعبه، وكيف وضع بصمته عليه في شوط المدربين، مع أنه لم يغير الطريقة، بقدر ما حرك لاعبيه داخل الملعب. * أتى الشوط الأول ضعيفاً، بل ممللاً، لأن النيجيري أوجو ومحمد الرشيد عجزا عن فتح اللعب على الطرفين، كي يكسرا به تكتل لاعبي تيلكوم، المتراصين أمام منطقة جزائهم. * شاب البطء أداء الأحمر في الحصة الأولى، عانى الفريق من كثرة التحضير، ومن الإصرار على الاختراق من عمق الدفاع، ومن الإصرار على إرسال الكرات العالية لعمق الدفاع الموريتاني، فغابت الخطورة تماماً. * في الحصة الثانية تدخل غارزيتو، وأمر لاعبيه بإخضاع الكرة للأرض، ووجههم بفتح اللعب على الطرفين، ورمى ببكري على الناحية اليسرى لاستثمار سرعته في كسر تكتل الفريق الجيبوتي، وحول رمضان إلى يمين الوسط، ودعمه بجلال من الخلف، فاستعاد المريخ خطورته، وتنوعت طلعاته، وتكاثرت فرصه، وسجل هدفاً جميلاً في أول دقائق الحصة الثانية. * لو استغل رماة المريخ الفرص التي تهيأت لهم في الحصة الثانية لانتهت المباراة بنتيجة قياسية. * لاحظنا أن الشق البدني للفريق شهد طفرة واضحة، على الرغم من ضغط التدريبات القاسية التي خضع لها اللاعبون في الأيام الماضية. * ذلك بخلاف المكاسب الأخرى المتمثلة في العودة القوية لعلاء الدين وضفر، وبداية مشاركة راجي البعيد عن اللعب زهاء عام كامل. * أعاد علاء الدين الهيبة لمحور الوسط، وقدم مباراة كبيرة رد بها على من طالبوا بالاستغناء عنه في فترة التسجيلات الماضية، وقد رددنا عليهم وقتها، وذكرنا أن أمثال فييرا لا يمكن التخلي عنهم بسهولة. * من الإيجابيات الكبيرة في أداء المريخ أمس جودة الشق الدفاعي، واختفاء الأخطاء الساذجة، بقوة أداء كونلي الجاهز، وصحوة ضفر، وقوة أداء علاء وعاشور في محور الوسط. * عودة علاء حررت عاشور، ومكنته من المساهمة في الشق الهجومي بكفاءة، فنال نجومية المباراة مع فييرا، وتميز عليه بصناعته للهدف الجميل. * الأداء المتميز لفرقة المريخ في الحصة الثانية عوض الجماهير عن رتابة الأداء في الشوط الأول. * كان بمقدور المريخ أن يحسم المباراة بنتيجة كبيرة، لكن لاعبيه لم أهدروا كماً مهولاً من الفرص السهلة، ونعتقد أن معالجة ذلك العيب المزعج سيكون في مقدمة أولويات الفرنسي قبل مباراتي سوني الغيني. * نبارك للزعيم فوزه وتأهله للدور التمهيدي الثالث، ونتوقع الأفضل في مقبل المباريات. آخر الحقائق * قدم جلال إبراهيم نفسه بصورة جيدة في الحصة الثانية، وتميز بأدائه للشق الهجومي بكفاءة عالية. * لو وضعه غارزيتو أمام رمضان لكان ذلك أفضل. * العجب الصغير قوي دفاعياً، وجلال متميز في النواحي الهجومية، ويجيد رفع العكسيات بإتقان، لكن شقه الدفاعي مش ولا بد. * نعذر محمد الرشيد بسبب حداثة عهده بالمريخ وقلة خبرته بأجواء المباريات الكبيرة. * لكننا لا نجد أي عذر للمحترف النيجيري أوجو، الذي والى ظهوره الشاحب للمرة الثانية على التوالي خلال أسبوع واحد. * تواضع في بورتسودان، وخرج مثلما دخل في لقاء الأمس. * توقعنا من غارزيتو أن يمنح السماني فرصة المشاركة، لكنه فضل إشراك راجي مع تمام علمه بأنه غير لائق بدنياً حتى اللحظة. * قصد الفرنسي منح قائد الفريق دفعة معنوية، وأراد أن يعيده إلى أجواء المباريات الرسمية بالتدرج، لعلمه التام بقيمته الفنية العالية في وسط الملعب. * زيادة وزن راجي تفرض عليه أن يجتهد في تدريبات ويؤديها بقوة كي يعود في الوقت المناسب. * بعودة جمال سالم وأمير كمال وباسكال واكتمال جاهزية كليتشي وراجي سيسير مردود الفرقة الحمراء إلى الأفضل بكل تأكيد. * توقف كليتشي عن التدريبات عشرة أيام بسبب الإصابة، وعدم مشاركته منذ البداية منطقية. * عاشور وعلاء وكونلي الجاهز وضفر وعلي جعفر الأفضل. * ومحمد عبد الرحمن أقل لاعبي الزعيم عطاءً في لقاء الأمس. * تأثر الغربال بالعنف الذي واجهه به مدافعو تيلكوم، ولم يبذل ما يكفي من جهد للتخلص من الرقابة اللصيقة. * شاب التسرع أداء بكري في الحصة الأولى فأكثر من التمرير الخاطئ. * في الحصة الثانية عاد العقرب للدغ، وسجل هدف الفوز الغالي. * لكنه وكالعادة.. نال بطاقة صفراء مجانية يستحق عليها خصماً من الحافز. * يا بكري.. يا بكري.. كف عن حصد البطاقات غير الضرورية. * علماً أن بلطجية تلكوم كانوا يستحقون أكثر من بطاقة حمراء. * لاعبو المريخ لن يجدوا ما يكفي من الوقت للراحة، لأنهم مواجهون بمباراة صعبة أمام سيد الأتيام في الدوري الممتاز. * أدت جماهير المريخ ما عليها، وشجعت لاعبيها بحرارة. * يحسب لزلزال الملاعب أنه وضع لاعبيه في أجواء المباريات القارية مبكراً. * تعبئة وساس وأساس وكورفا سود وجوارح وثورات.. مريخاب أحباب أحباب. * لوحة تشجيعية بالغة الجمال تابعناها في الرد كاسل أمس. * بحول الله تتواصل المهرجانات، وتتوالى الكرنفالات، وتتواتر الانتصارات. * الدفاع مية المية.. محور الوسط ممتاز.. صناعة اللعب ضعيفة.. والهجوم محتاج شغل إضافي. * الجانب البدني في تطور ملحوظ، ولمسات أنتوني غارزيتو لا تخطئها عين. * في الأبيض أفلت المدعوم من الهزيمة بمعجزة. * فطومة كبي تبلدي!! * فريق دفاعه كله مولف، ويلعب له الصيني وجابسون المعطوب وإبراهومة.. ويعتبر الطاهر الحاج أفضل نجومه لا خوف منه مطلقاً. * هاردلك لولدنا إبراهومة الذي كان يستحق الفوز بأربعة أهداف مع الرأفة. * آخر خبر: نحمد للمدعوم الخفيف ولفيف أنه أفلح في تعطيل هلال التبلدي وأفقده نقطتين غاليتين.