* قلت في مقال الأمس عندما ساءت نتائج فريق المريخ في الدوري المحلي لاتحاد الخرطوم (يوم لم يكن هناك الممتاز وكان الاختيار للتمثيل القاري يتم عن طريق دوري السوداني وكأس السودان) طالب بعض أعضاء مجلس المريخ ومن تبعهم من الصحافة والرموز والمشجعين بإنهاء عقد رودر مبتغاهم أنه لا فائدة من مدرب يصرف مرتبه بالدولار ولا يحقق نتائج ايجابية حتى في الدوري المحلي وصادف ذلك تذيل المريخ للبطولة العربية للأندية التي أُقيمت في الإمارات العربية المتحدة العام 1988 التي فاز بها نادي القادسية السعودي الذي جاء منه حارس المرمى وكابتن الفريق (نسيت اسمهما) للسودان حيث وجدا التكريم من مجلس إدارة نادي المريخ واللواء عبد المنعم النذير وايضاً من صحيفة السياسة التي أجرت معهما لقاءً مطولاً في مقر إقامتهما بفندق الصداقة ببحري وايضاً وجدا التكريم من نادي القادسية بالصحافة. فشل الإطاحة برودر * المصرون على إبعاد رودر لم يخفوا من حدة مطلبهم، فطلبوا جلسة طارئة للمجلس بعد أن أصبحوا أغلبية للتخلص منه بحضور وكامل هيئة المجلس، وقبل تنفيذ مبتغاهم طلب رودر كلمة وقال لهم، كم مرة فاز المريخ ببطولة محلية التي ساءت نتائجها في عهدي فأجابوا عدة مرات بل أضافوا المريخ هو الأول فوزاً بالدوري المحلي ثم قال: كم مرة فاز المريخ ببطولة أفريقية معتبرة عند الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قالوا ولا مرة، قال أنا هذه المرة عاوز أحقق للمريخ بطولة خارجية وبالطبع سُحب اقتراح المفاصلة وبدأ رودر مشواره نحو البطولة الأفريقية. * بعد الاجتماع مباشرة والتأمين على استمرارية رودر قرر رئيس النادي المغفور له باذن الله عبد الحميد الضو حجوج إقامة معسكر مقفول لفريق المريخ بعد اجتماع ضم رموز وأقطاب النادي في حفل عشاء فاخر في منزل القطب الكبير جعفر حسين أسأل الله له الشفاء، وخاطب الجمع رئيس الرؤوساء مهدي الفكي عليه رحمة الله والحبيب أبوراس، وعدد من الأقطاب رغم ما خلفته الانتخابات وفوز مجموعة حجوج، وفي ذلك قال الوطني المرحوم حجوج: يا ابني عبد الحميد المريخ اختارك لتكون رئيساً لأكبر نادٍ رياضي في البلد، فأملاكي تحت تصرفك لتحقق للمريخ مالم يحققه من قبل، واستمر المجلس في دعمه لرودر وتحسنت النتائج المحلية وعاد الجمهور للملعب خاصة في المباريات الأفريقية. البداية بدوري السودان * العسكرة التي عسكرها المريخ كانت لدوري السودان المؤهل للبطولات الأفريقية ومواصلة النتائج الايجابية المحلية، فقبل بداية دوري السودان الذي وصل لدور الأربعة فيه مريخ السودان وموردة امدرمان وهلال امدرمان وأهلي مدني أعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم في المؤتمر الصحفي قبل انطلاقة المناسبة أن بطل هذا الموسم سوف يمثل لموسمين قادمين أفريقياً، وبدأت المنافسة بلقاء المريخ والأهلي ثم الهلال والموردة وفاز المريخ على الأهلي وفازت الموردة على الهلال وفي اللقاء الثاني فاز المريخ على الهلال بهدفي دحدوح (سل الروح) والموردة على الأهلي واحتفل نجوم المريخ حتى الصباح ليجرجروا أقدامهم أمام الموردة دون لياقة ليخسر المريخ وتكون الموردة البطل والمريخ ممثلاً في كأس الكؤوس ومضى رودر في طريق النجاح ليحقق مع المريخ بطولة مانديلا، وكان يمكن أن يتكرر الفوز بالبطولة لولا أن اللاعب دكتور محمد عطا ابن عم ابراهيم عطا انفرد بمرمى الصفاقسي في تونس لكنه وقف بحجة التسلل لكنه لم يكن كذلك وضاعت البطولة الثانية. تحرك أهل الحق والكره والصفر * صادف قيام ثورة الإنقاذ النهائي الأفريقي بين مريخ السودان وبندل يونايتد النيجيري والذي انتهى بالتعادل السلبي ليفوز المريخ بكأس مانديلا وترابط الجماهير بالمطار بمئات الآلاف انتظاراً لاستقبال الحدث الأول لفريق سوداني لكن أصحاب النفوس المريضة عطلوا قيام الطائرة بحجة الحشد الجماهيري، وربما تأثيره الا أن سيد الشهداء المشير الزبير محمد صالح حسم الأمر كعادته في إنهاء الأمور الصعبة واستقبل المريخ في المطار استقبالاً رسمياً وشعبياً ورد مقولته المعروفة (فوق فوق سودانا فوق، فوق فوق مريخنا فوق) ومن هنا بدأ أصحاب الحقد والكره ليذهب رودر وقناعتهم في ذلك أن مرتبه بالدولار وذلك ممنوع بل لجأ الوزير لتهديد الضعفاء من مجلس المريخ وفي مجالسه الخاصة والملمات يقول (نودي وشنا وين لو حقق المريخ تحت قيادة رودر بطولة ثانية؟) نكرم من حقق لنا الإنجاز * وقد كان بيننا الأسبوع الماضي من حقق لنا السعادة والتفرد بطولة لم يحصل عليها الغير وحتى لو حدث ذلك يكون بعد 28 سنة وتتواصل الانفرادات الثماني التي عمرها قرابة ال60 سنة وهلال امدرمان لم يحل دينه، الدوري لا تعادل ولا هزيمة ولم يحقق الهلال هذه المعجزة قرابة الخمسين سنة سيكافا ودبي والشارقة وجوبا ثم التفوق في عدد مرات الفوز بالدوري المحلي. * أهلاً بيك رودر والشكر أجزله لمجلس إدارة النادي لتكريمه ونقول لتكريمه ولا نسال لغيرها ونعرف أن من يتدخل فيما لا يعنيه يسمع مالا يرضيه. * وبالطول بالعرض مريخنا يهز الأرض.