* اختلف الوضع في القلعة الحمراء وتغير جلد الفريق وتعاقب اللاعبون وهذه سنة الحياة لكن الأجيال كانت ترث الروح من المجموعة التي تسبقها وعُرف المريخ بأنه نادٍ يعشق لاعبوه الشعار ويخلصون من أجله ولا يألون جهداً في رفعته.. يخلصون ويضربون المثل في الوفاء.. امتازوا بالروح القتالية لكن الجيل الحالي فقد مميزات الأجيال السابقة ولذلك لم يعد المريخ كما السابق. * * اللاعب الفاضل سانتو القادم من مدينة ود مدني كان يقيم بصفة دائمة مع صديقه بشارة في منزله بأمدرمان وكانا لا يفترقان ويعد بشارة (المعلم) القادم من تيم فاروق الأمدرماني للمريخ في عام 64 واحد من أميز اللاعبين الذين تميزوا بالأداء الرجولي القوي الممزوج بالفن والغيرة على الشعار. * كان لاعب وسط هداف و(قائد) مميز للاعبين.. نفتقد اليوم في المريخ اللاعب الذي يحمل مواصفات بشارة حامل شعار المحبة والإخاء والروح الواحدة بين اللاعبين.. وكان بشارة يجمّع اللاعبين ويلتفون حوله وكان قائداً ومعلماً بالنسبة لهم ويروى أنهم يشاورونه في كل شئ ولأن بشارة يمتاز بالروح القتالية والجسارة نقل هذه الصفات إلى بقية اللاعبين والمريخ في حاجة للاعب بمواصفاته. * أيضاً كان منزل ود الشايقي ظهير المريخ السابق قبلة لكل لاعبي الأحمر يأتون إليه بعد التمارين والمباريات يجتمعون ويتسامرون ومن هؤلاء موسى التقر وحسنين جمعة وجقدول وماجد وعبدالله عباس والحارس هاشم محمد عثمان كانوا إخوة داخل وخارج الملعب. * جيل الثمانينات أيضاً كان مشبعاً بالروح وكان مثالاً في الوفاء والولاء والقوة والجسارة.. وأذكر أن أسطورة الملاعب السودانية اللاعب الفذ الحارس حامد بريمة القادم من تيم النهضة بالدامر في عام 78 جاء للمريخ ووجد أمامه أفضل الحراس الطيب سند والهادي سليم والد حارس المريخ الحالي أكرم سليم والثنائي احتضن بريمة وعلمّاه ونقلا خبراتهما اليه ونشأت بينهما صداقة ورغم أنه كان احتياطياً ثالثاً الا أنه لم يتبرم ولم يفتعل المشاكل حتى جاءته ساعة الحظ بتغيب الطيب سند ووقف بين الخشبات وقدم مباراة كبيرة ومنذ ذلك التاريخ أصبح الحارس الأول والأفضل في المريخ والسودان وفي أفريقيا. * أما جيل مانديلا الذي كان يقوده اللاعب الفذ والقادم من نادي التضامن ودمدني والذي برز في الدورة المدرسية (سامي عزالدين) فقد كان جيلاً متفرداً وكان سامي عز الدين نعم القائد لكوكبة من النجوم.. جمال أبو عنجه (كيغن) والرمح الملتهب فتح الرحمن عبدالفراج والفنان إبراهومة المسعودية وبدرالدين بخيت والدحيش وغيرهم كانوا جميعاً أصدقاء داخل وخارج الميدان حتى يومنا هذا ولم تكن هناك إمكانات ويذكر التاريخ أن هذه المجموعة كانت تغسل ملابسها بنفسها وارتدت قمصان بعد غسلها داخل الاستاد لم تنتظرها حتى تجف وفضّلت أن تجف داخل الملعب حدث ذلك في سيكافا عندما تشابهت الأزياء وأُجبر المريخ على تغيير الشعار ولم يكن الشعار الآخر جاهزاً فغسله اللاعبون على عجل داخل الاستاد وارتدوا القمصان لتجف على أجسادهم. * أين اختفت روح المريخ ولماذا أصبح لاعبو المريخ وكأنهم لا يعرفون بعضهم بعضاً يلتقون في الملعب وكلهم يقود سيارته يأتي بها من منزله إلى الملعب.. لا نشاهدهم معاً في المناسبات ولا يسجلون زيارات دورية إلى أسر زملائهم.. أصبحت العلاقة فاترة ولذلك اختفت الروح داخل وخارج الملعب فكيف تتحقق الانتصارات ولكن الجيل الحالي يمكننا أن نستثني بعض العناصر منه وهؤلاء يتميزون بالروح والغيرة مثل سعيد السعودى وأيضاً أكرم الهادي وموسى الزومة وبلة جابر. * أما بقية اللاعبين فيحتاجون لجلسات وجلسات من دائرة الكرة وأقصد هنا خالد أحمد المصطفى ومحمد موسى وليتهما يعقدون جلسة خاصة للاعب الزامبي جوناس سكواها اللاعب البارد الذي كثيراً ما أتلف أعصاب الجماهير بعدم تفاعله مع مجريات المباريات. * عمل كبير ينتظر دائرة الكرة الجديده ولابد من التجديد وابتكار الأساليب الحديثة في التعامل مع لاعبي المريخ ولابد أن نذكرهم أن جميع الذين عملوا في دوائر الكرة من قبلهم لم يطورا الأداء وفشلوا في هذه الوظيفة ودائرة الكرة روح الفريق. * ونحن نتساءل: هل ذهب مدير الكرة السابق لضفر في منزله يوما و(شرب معه الشاي)؟ * هل جلس جلسة أخوية مع اللاعب الباشا الذي بدأ مستواه الفني في الهبوط واستفسره عن السبب؟ هل ناقش مصعب صاحب اليسارية القاتلة عن فشله في المحافظة على مستواه؟ * هل يتواصل فيصل العجب قائد الفريق مثل بشارة مع زملائه وهل دعاهم يوماً خارج منظومة التمارين لوجبة إفطار مثلاً في (قندهار)؟ لماذا يلتقي لاعبو المريخ مع بعضهم في الميدان ولماذا يأتي كل لاعب للتمرين بعربته الخاصة ولماذا لا يأتون مع بعضهم البعض؟ * دائرة الكرة الجديده ينتظرها عمل كبير أولاً تذويب كل الخلافات وإضفاء الجو الأسري وإعادة روح المريخ التي كانت سائدة في الزمن الجميل إن سايد * تقرير طبيب المريخ أهم من تقرير ريكاردو * يقال إن مدرب اللياقة مفتون بحمل الأثقال * شوف لينا قصة شيل الحديد دي يا خالد أحمد المصطفى. * ومبروك جيمي الصغير يا والي ومرحباً به في الكوكب الأحمر.