* الرياضة هي وحدها بلا شك الممارسة الوحيدة التي أمنت على استقلاليتها عن السياسة لهذا فهي الوحيدة التي احتفظت بالوحدة على مستوى العالم رغم حدة الصراعات التي تشوبها وعلى مستوى الدول فضمت في عضويتها أكثر الدول عداءً لبعض، إلا أن هذا لم يمنع في حالات نادرة أن تخرج بعض الدول عن هذه القيم الرياضة بتدخل بعض الجهات الخارجية أو مؤسسات من الدول في شأنها إلا أن الرياضة بقوة تنظيمها العالمي والقاري ظلت وستظل قادرة على الحفاظ على استقلاليتها حتى لو أجبرت أن تحظر بعض الدول التي تخرج عن هذه المفاهيم التي تسود الرياضة عالمياً وقارياً وإن كنا نحمد لله أن السودان لم يتعرض لهذا الخطر حتى اليوم رغم الهفوات التي تهددته أكثر من مرة إلا أن السلطة على مستوياتنه الأعلى ظلت تتدارك مهددات الحظر بسبب تدخلات بعض المؤسسات الرسمية في شأن الرياضة مما جنب السودان العقوبة التي تعرضت لها دول أفريقية وعربية (الكويت مثالاً) وأصدق مثالاً على ذلك ما شهدته اللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم من تدخلات أكثر من مرة ولكن تبقى مهددات التدخلات لبعض المؤسسات الرسمية لا تشكل خطراً على أهلية الرياضة وتتهدد السودان بالحظر لعدم تجاوب الجهات الأعلى مع تدخلها لتجنب السودان التجميد يؤكد هذا ما شهدته مكاتب اتحاد الكرة في الثلاثين من الشهر الماضي من تدخل جهات رسمية أرادت أن تفتح أبواب الاتحاد عنوة لعقد جمعية عمومية أجلت الفيفا انعقادها بقرار منها حتى لو لم يكن مقبولاً من أي جهة فإنها لا تملك أن تخرج على قرار الفيفا مهما كانت مبررات ودوافع التدخل عنوة لفرض جمعية أوقفتها الفيفا وقرارها نافذ إلى أن يلغي أو يعدل منها مما أجبر هذه الجهات في نهاية الأمر للتراجع وجنبت السودان عقوبة التجميد لو أنها فرضت تدخلها عنوة وهي تملك ذلك * والمفارقة هنا أن الدولة نفسها هنا قد انقلبت على من انحازت لهم وتدخلت لصالحهم يوم ضمنت قانون 2016 في مرحلة إجازته النهائية، تعديلات تصب لصالح قادة الاتحاد الذين يدعمون اليوم منافسيهم لإقصائهم عندما اعتمد البرلمان لهم عضوية الاتحادات المحلية في الجمعية العمومية بل وأن يسلموا مستقبل الاتحاد للجمعية العمومية المنتهية دورتها بدلاً من الدولة كجهة اختصاص في تكوين الجمعية باعتباره الشأن الوحيد الذي تتمتع به باعتراف الفيفا لأنها ليست جهة اختصاص. * أما المشهد الثاني فلقد شهدته اللجنة الأولمبية في جمعيتها الأخيرة عندما عملت بعض الجهات على إسقاط المهنس أحمد أبوالقاسم باجتماع سبق انعقاد الجمعية بيوم واحد وذلك بسبب موقف الحزب الذي كان يمثله في الحوار الوطني والذي انسحب عنه قبل أيام من إسقاطه مع أنه هو الأكفأ والأجدر بالحفاظ على منصبه سكرتيراً للجنة الأولمبية حتى لو استدعى الأمر أن يتم تغيير الضباط لكان هو الأولى والأجدر بالبقاء في مقعده ومع ذلك تم إقصائه عمداً بتدخلات خارجية وبحجة أغرب حيث ادعى من أقصوه أنهم عملوا على أن يتولى الشباب اللجنة الأولمبية ومع ذلك تم التخلص منه وهو الشاب الوحيد بين ضباط اللجنة الأربعة الذين أبقوهم في مواقعهم فكان هذا وحده الدليل الأقوى على وجود دوافع أخرى لا تراعي مصلحة اللجنة الأولمبة وإلا فكيف يتم إقصاء الشاب الوحيد والأكفأ للمنصب بين ضباط اللجنة بحجة أنها ثورة شباب، فكيف تقصي الشاب الوحيد وتبقي على (عواجيز) اللجنة الثلاثة الآخرين، مما يكشف عن وجود دوافع أخرى لإقصائه عن موقعه وهو الأجدر للبقاء فيه إن كان لابد من التغيير، * ويالها من مفارقة أن نشهد في ذات الوقت الذي يتم فيه إقصاء المهندس أحمد الأجدر بمنصب سكرتارية اللجنة الأولمبية لو كانت مصلحة اللجنة هي الهدف فانظروا كيف شهدنا في ذات الوقت الذي تم فيه إقصائه عن سكرتارية اللجنة الأولمبية إن تم انتخابه بأغلبية ساحقة سكرتيراً للانوكا (التي تضم كل اللجان الأولمبية الأفريقية) وبأغلبية ساحقة من الاتحادات الأفريقية ليعتلي من أقصوه عن السكرتارية المحلية (الانوكا) سكرتيراً منتخباً لأعلى منظمة رياضية للجان الأولمبية الأفريقية بأغلبية ساحقة) فماذا يقول من أقصوه عن منصب السكرتارية للجنة الأولمبية السودانية وهم يتلقون التهاني بفوزه بالمنصب وهم الذين أقصوه عن منصب السكرتارية وهو يحقق أهم منصب أفريقياً للسودان وبهذه الأغلبية الساحقة ولكن (هذا هو السودان) حقاً لعن الله السياسة متى تدخلت في الرياضة. والشكر للاتحادات الأفريقية التي لقنتهم الدرس وهي ترفض التدخل السياسي لإقصاء أفضل الكفاءات الرياضية