حفظ الهلال ماء وجه الكرة السودانية في ساحة البطولات الافريقية للاندية ونجح في التاهل لدور ال 16 في مسابقة دوري ابطال افريقيا. فاز الهلال أمس على الملعب المالي ايابا في الخرطوم بهدفين نظيفين لمدثر كاريكا واحمد بشة ، بعد ان كان قد تعادل ذهابا في باماكو بدون اهداف. اصبح الهلال هو الممثل الوحيد للاندية السودانية في بطولات الاتحاد الافريقي، بعد ان تساقط رفقائه الواحد تلو الآخر في بداية المشوار. انهار المريخ في الدور التمهيدي بدوري الابطال، وسقط امام كمبالا سيتي المتواضع، واطاحت الخبرة بالاهلي عطبرة في الكونفدرالية. اما نمور دار جعل فقد خانهم الحظ امام جمعية كيجالي، وهم يودعون بركلات الجزاء الترجيحية بعد ان ردوا اعتبارهم من هزيمة كيجالي بهدف. قدم الهلال مباراة نموذجية أمس واستطاع ان يصل الى هدفه المنشود، رغم قوة الفريق المنافس ، وامتلاكه كل ادوات المنافسة على البطولات. الهدف المبكر الذي سجله مدثر كاريكا براسه ساهم في الاداء المتميز الذي قدمه الفريق الازرق، طوال الشوط الاول، وبعث الاطمئنان في نفوس المشجعين. ادار التونسي نصر الدين النابي المباراة باقتدار، وكان للتشكيلة التي اختارها في البداية والطريقة التي لعب بها دور في هذا الانتصار المستحق. تجلت عبقريته في التغييرات التي اجراها في الشوط الثاني بادخاله لنزار وبشة، حيث ساهم هذا التغيير في اعادة الهلال لاجواء المباراة بعد ان كان قد تراجع بعض الشيء. نجح بشة في احراز الهدف الثاني من اول لمسة بعد دخوله، مستفيدا من عكسية بكري المدينة المتقنة، بينما ضبط نزار ايقاع الوسط. جرب مدرب الفريق المالي كل الوسائل، لاختراق دفاع الهلال، لكنه فشل، ولم تشكل هجماته أي خطورة على مرمى الهلال باستثناء قلة. الحرص الذي لعب به افراد الدفاع، والانسجام الذي شاهدنا بين لاعبيه، حال دون اتاحة أي فرصة لمهاجمي الملعب كي يقتربوا من مرماهم. ارتفع مستوى مساوي عن مباراة الذهاب، واستغل اللاعب خبرته العريضة في تنظيم صفوف خط الدفاع والوسط المتاخر في اللحظات الحرجة. تطور اداء اتير توماس بشكل ملفت، وكان سيسه في الطرف الايمن يؤدي ادواره الدفاعية والهجومية بكفاءة، اما عبداللطيف بويا فقد كان كالعهد به فارسا مغوارا. ادى الشغيل والمعلم عمر، دوريهما في خانة المحور بصورة متميزة، وساعدت لياقة الشغيل العالية اللاعب في تعطيل سرعة مهاجمي الملعب وشل قدراتهم. كان مهند اقل لاعبي الهلال عطاءا ، حيث اتسم اداؤه بالبطء، وكان يميل للمراوغة ،الامر الذي افقده الكرة في مرات كثيرة لكن يحسب له انه صنع الهدف الاول. ثلاثي الهجوم كوليبالي ومدثر وبكري المدينة، كانوا يمثلون كلمة السر في المباراة، وكان لتواجدهم بين الوسط والهجوم دور في بعثرة اوراق الماليين. بكري المدينة اثبت انه من اميز المهاجمين على الساحة، ويحسب للنابي انه اعاد اكتشافه من جديد، فقد شكل لوحدة خطورة بالغة على مرمى الملعب. انطلاقاته السريعة للامام،والتحامه القوي مع الخصوم، ومراوغته المجدية، اتاحت الفرص لزملائه الاخرين لتهديد مرمى الضيوف. الهدف الثاني لبشة كان صناعة بكرية خالصة، وبفضل سرعته ولياقته العالية وتركيزه القوي، نجح في تجاوز احد المدافعين وعكس كرة بالمقاس لراس بشة. اما كاريكا وكوليبالي فقد اديا ادوارا كثيرة في المباراة، فبجانب مهمتهما الاساسية في الهجوم كنا نشاهدهما في الوسط والدفاع. واصل جمعة جينارو حضوره الزاهي مع الهلال في المباراة الافريقية الثانية على التوالي، ونجح في حماية شباكه من الاهداف. كان صاحيا طوال المباراة، وموجها لزملائه المدافعين، لم يتعرض مرماه لاي خطر ، الا من بعض الكرات التي قضى عليها في مهدها. فوز الهلال على الملعب وتاهله لدور ال 16ينبغي ان يكون دافعا للاعبين ومدربهم لتقديم المزيد من العطاءات استعدادا للمرحلة المقبلة. آخر الكلام حظيت المباراة بحضور جماهيري غير مسبوق، ووجد الهلال تشجيعا قويا من جماهيره التي كان لها دور كبير فيما تحقق من انتصار. دفعت جماهير الهلال 442 مليون جنيه بالقديم، " قرابة نصف مليار" بالفئات العادية، وحرص الاقطاب والرموز على مشاهدة المباراة من داخل الملعب. حضر الهلال، فاحتجبت الشمس، واعتدل الجو، واستمتعت الجماهير التي تدافعت نحو الملعب منذ العاشرة صباحا بالمباراة والاجواء الربيعية. الالتفاف الذي يشهده الهلال في الوقت الحالي من جماهيره واقطابه وابنائه ولاعبيه وادارييه السابقين لم يحدث منذ سنوات طويلة. والفضل بعد الله يعود لحكمة وفطنة وكياسة مجلس الامراء بقيادة المهندس الحاج عطا المنان. بشهادة خبراء الكرة، والمدربين والمحللين يعتبر فريق الملعب المالي من اقوى وافضل الفرق التي لعبت في السودان مؤخرا. وهذا يعني ان الهلال الذي تجاوزه بفارق النقاط مؤهل للاستمرار في البطولة باذن الله ، ومرشح لنيل لقبها. وداعية : شكرا لكل من وقف ودعم وشجع الهلال.
