* لن نجافي الحقيقة إذا وصفنا مباراة الأمس بأنها تمثل واحدة من أجمل مباريات الدوري الحالي، لأنها خلت من المنغصات التي تشوه معظم مباريات الممتاز، مثل سوء التحكيم وكثرة سقوط اللاعبين على الأرض طلباً للعلاج بلا مبرر، والمبالغة في الاحتجاج على قرارات الحكام، والخندقة للخروج بأقل الخسائر. * نحيي مريخ كوستي، لأنه لم يركن إلى الدفاع، ولعب مباراة مفتوحة، وأفلح في تهديد مرمى المريخ في ثلاث مناسبات، كان بمقدوره أن يسجل هدفين على الأقل، لولا صحوة منجد وأمير كمال. * كتبت من قبل في هذه المساحة منوهاً بالمواهب التي تزخر بها توليفة الرهيب، وبكرة القدم الممتعة التي يقدمها في معظم مبارياته الدورية، وذكرت أن الترتيب الذي يحتله في الممتاز لا يتناسب مع مستواه. * فريق محترم، يضم مجموعة من اللاعبين الموهوبين، أمثال سامر عباس وعليش ونزار فتح الرحمن وأسعد خميس وأكرم التوم والمدافع المتميز محمد حسن سالمية، ويشرف عليه مدرب لا يمتلك اسماً كبيراً في عالم التدريب، لكنه يقدم لنا كرة قدم ممتعة، ومستويات جيدة نتمنى أن تتوج بنتائج تبعد الرهيب عن دوامة الهبوط. * خسر مريخ كوستي بنتيجة عريضة لأن المريخ كان في أفضل حالاته. * أفلح الباشمهندس في معالجة معظم العيوب التي شابت أداء فريقه في المباراة السابقة. * اختفت أخطاء التمرير (إلا من بعض هنات التكت والسماني)، وتقاربت الخطوط، وتنوعت الهجمات من العمق والطرفين، وازدادت الغلة، وحافظ الأحمر على شباكه بيضاء. * مع ذلك كان بالإمكان أفضل مما كان، لأن المريخ والى إهدار الفرص السهلة، لكننا سننظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، ونشدد على أن كثرة الفرص تدل على ارتفاع المهارة وجودة الصناعة. * صعب علينا أن نتطرق إلى مجريات مباراة الأمس من دون أن نتوقف أولاً عند محطة بيبو (حبيبو)، فاكهة الفرقة المريخية ونجمها الأول، واللاعب الأوفر تأثيراً على نتائج المريخ في النصف الثاني من الممتاز. * صاروخ بيبو الذي مزق شباك الرهيب ليس صدفة. * هز بيبو (الحريف الرهيف) شباك الهلال من كرة ثابتة، وسجل خمسة أهداف لفريقه السابق بالطريقة ذاتها. * نرفع له القبعات إعجاباً، ليس لأنه سجل هدفاً خرافياً، ولكن لأنه الأوفر جدية، والأكثر مهارة، والأشد إصراراً على الصعود لأداء الواجب الهجومي مع كل طلعة حمراء. * أمس زاد بيبو على التسجيل صناعة الهدف الأول، بعكسية نموذجية للتكت. * هذا اللاعب المهول يمثل إضافة لا تقدر بثمن لفرقة المريخ. * بيبو ملك ملوك المتعة في الملاعب السودانية حالياً، برفقة زميله أحمد حامد التش، حلواني الفرقة الحمراء، وصانع ألعابها الماهر. * لا نحبذ الدخول في مقارنة بين نجمي الزعيم، لأن كل واحد فيهما يبذ الآخر في الموهبة والمهارة، لكن بيبو يتميز على التش بارتفاع معدل اللياقة البدنية، والسرعة في التحرك بالكرة، وقوة التسديد، بينما يتميز التش بقدرات مهولة في المراوغة والتمرير البيني. * المحصلة نجمان من ذهب، أضافا للمريخ حلاوة وطلاوة ومهارة. * بيبو يذكرنا بغزال المريخ السابق نميري أحمد سعيد. * والتش نسخة معدلة من الساحر أسامة سكسك. * هناك موهوب ثالث، دخل كشف المريخ بلا ضجة، وفرض نفسه أساسياً بسرعة، وصار من الأعمدة الأساسية للفريق، ونعني به محمد هاشم التكت، الذي صار من هدافي المريخ مؤخراً. * لو رفع معدل الدقة في التمرير فسيزاحم بيبو والتش على نجومية كل المباريات. * الطفرة في الأداء شملت الغربال، الذي ظهر بوجه مغاير في لقاء الأمس، مع أنه لم يسجل، لكنه تحرك بغزارة، وأجاد صناعة هدف بكري، الذي ما زال يبحث عن نفسه، ويقدم مستويات باهتة لم نتعودها منه. * سجل العقرب، لكنه لعب بلياقة ضعيفة، ولم يتحرك بذات الهمة التي شهدناها منه في لقاء الرابطة. * يبدو أنه ما زال متأثراُ بالملاريا التي أصابته مؤخراً. * مطلوب من بكور أن يرفع المردود، ويجتهد لإعانة فريقه على تخطي رالي مباريات هلالي الجبال والتبلدي وأهلي شندي بنجاح، لأن نتائج المباريات الثلاث ستحدد حظوظ المريخ في الدوري الحالي. * أجمل ملمح في مريخ المهندس يتمثل في سلاسة الأداء، وقوة خط المؤخرة، الذي استحق لقب الدفاع الأقوى في الدوري الحالي. * لم تهتز شباك المريخ في الدورة الثانية إلا مرتين في 7 مباريات، مع مراعاة أن أحد الهدفين لم يكن شرعياً (بسبب الحكم صبري محمد فضل)، ومع محمد موسى تلقت شباك المريخ ثلاثة أهداف فقط في تسع مباريات. * ثنائية باسكال ونمر تشكل ترسانة دفاعية بصعب تجاوزها، مع التنويه باهتمام رمضان وبيبو بالصرامة في أداء الواجبات الدفاعية، برغم غزارة مساهماتهما في الشق الهجومي. * من المكاسب المقدرة لمريخ الباشهمندس بروز الحارس الواعد منجد النيل، الذي قدم نفسه بصورة زاهية، وأكد أنه حارس الحاضر والمستقبل للزعيم (21 عام). * تألق منجد يحسب له أولاً، لأنه صبر وثابر واجتهد في تدريباته ولم يتذمر من كثرة الجلوس على الدكة، ويحسب كذلك لمدرب الحراس (الخبير) إحسان الشحات، الذي جهز منجد على نار هادئة، ودفع به في الوقت المناسب، فأشاع به الطمأنينة في صفوف من خافوا على الحارس الشاب من صعوبة المهمة وقلة الخبرة. * فرقة الموهوبين تتطور، ولو أفلح الباشمهندس في الظفر بنقاط المباريات الثلاث المقبلة فسنضمن له الحصول على لقب الدوري، لأن حظ المدعوم لن يدوم! آخر الحقائق * عكسية بيبو الذهبية للتكت قبل الهدف الأول إبداع. * وهدف حبيبو الصاروخي إبهار وإمتاع. * أحمد آدم لاعبي المفضل في فرقة المريخ الحالية. * يحسب للتش أنه تمكن من أداء التسعين دقيقة بنفس واحد، للمرة الأولى. * مامادو حبة جديدة في عقد المهارة الأحمر. * بديل ناجح، له في كل مباراة إضافة، برغم قصر الوقت الذي يلعب فيه. * السماني يتحسن، لكن إصراره على (اللف والدوران) بالكرة محير. * لماذا يصر سيما على الدوران بالكرة 360 درجة كلما وصلته؟ * ألعب الساهلة يا كابتن. * أمس أدى أمير كمال خانة المحور كما جاءت في الكتلوج. * جودة أداء المريخ سببها روعة أداء أمير الحسن في قلب الوسط. * لو رفع التكت معدل دقة تمريراته فسيزاحم بيبو على نجومية كل مباريات المريخ. * مؤشر أداء باسكال يسير إلى ارتفاع. * أما نمر فقد لمسنا فيه بعض التراخي والثقة الزائدة أمس. * تمنينا أن يسند تنفيذ ركلة الجزاء للغربال كي يرفع رصيده في قائمة الهدافين. * بكور ما زال بعيداً عن مستواه المعهود. * المهم أنه عاد للتهديف. * صام الغربال عن التسجيل، لكنه برع في الصناعة. * دخل عاطف خالد بديلاً ولم يبرز، لأنه لعب بأنانية وتعمد تعقيد الكرة. * مريخ الباشمهندس يقدم كرة قدم سلسة وممتعة. * التحدي الأكبر يكمن في مدى قدرته نقل خيمة الإبداع الحمراء إلى الولايات. * لقب الدوري تحسمه نقاط الولايات يا باشمهندس. * أجاد حكم الدمازين معاوية علوان إدارة المباراة بصحوة تامة ولياقة عالية ومتابعة جيدة. * لا توجد أدنى مقارنة بين الحكمين معاوية علوان وفضيل كادوقلي من جهة، وصبري محمد فضل والحكم الكارثة ياسر الله جابو من جهة آخرى! * مع ذلك نال صبري والله جابو الشارة الدولية، وتم اعتقال علوان وفضيل في محطة القومية! * نظر قادة لجنة التحكيم المركزية بحاجة إلى تصحيح. * أخطاء المساعدين مستمرة. * احتسب المساعد الأول تسللاً على المريخ براية ترقى إلى درجة الفضيحة. * اللاعب الذي أشار إلى تسلله كان يبعد عنه بأقل من ثلاثة أمتار! * ما الصعب المعقد في وقوف المساعد بمحاذاة آخر مدافع؟ * لجنة التحكيم المركزية لا تعاقب المخطئين، ولا تتابع كوارث المساعدين. * آخر خبر: بيبو.. حبيبو (بسم الله ما شاء الله عليه).