* يودع المريخ الزعيم عصر اليوم أهل البحير عندما يقابل سميه مريخ نيالا، في أخر استحقاقات المريخ بأرض الغرب الخضراء العامرة بالوفاء والعطاء للسودان عامة. * لم يقدم الزعيم ما يستحقه العشاق الحمر في غرب البلاد، في المباراة السابقة أمام الوادي، حديث العهد بالدرجة الممتازة، فأغضب قاعدته على طول البلاد وعرضها، وأحرج أولئك الذين تكبدوا المشاق والأسفار والأتعاب، وأهملوا الديار والأولاد من كل فج في قرى ووديان وفرقان نيالا وما جاورها، حتى يكحلوا أعينهم المتعطشة لرؤية الزعيم ولاعبيه الجدد أصحاب المهارة والجسارة والأناقة والوسامة. * المظهر القبيح الذي ظهر به الأحمر يومها لم يكن يتوقعه أحد من المتابعين لأداء الفرقة الذهبية الهندسية، بعد أن صالت وجالت أمام الفرق ذات المستوى الأعلى والأرقى هنا في الخرطوم. * ولكن خيب الفتية المهرة الظنون وقدموا أسوأ ما يمكن أن يقدمه الأحمر في مباراة تنافسية، وهو يضم كوكبة مملوة ومعطونة بالإبداع والإمتاع، المتمثل في التش والتكت الغربال والشفت والعقرب وكل الشباب الذين تفاعلوا مع مدربهم الشاب الرزين محمد موسى المكنى بالمهندس. * لقد مضت تلك المباراة الملعونة، التي أقصت الزعيم عن الصدارة وأعادت الأزرق لها، بعد أن رحل عنها بأمر هلال التبلدي. * إذن لا جدوى ولا فائدة من التباكي على الأمر المحسوم، فلا بد أن يكون الحديث حديث اليوم، والفعل فعل اللحظة، فكرة القدم أحداث مستحدثة وسريعة، لا تقبل العودة للوراء، أو الحسرة على ما فات وانتهى أبدا أبدا * الرأي عندي هو، أن مباراة اليوم يمكن أن تمسح تلك الصورة الكريهة التي رسمتها المباراة السابقة عن الزعيم ولاعبيه لدى أهالي البحير. * صحيح أن الكل كان يأمل في كسب مباراة الوادي بسهولة ويسر، ويظن أن مباراة اليوم أمام المريخ الابن هي الأصعب والأشرس والأخطر بالنسبة للزعيم، ولكن * وينبع هذا الظن من خلال مستوى الفريقين في الدوري الممتاز، فالمريخ هناك قوي ولا يهاب الخصوم مهما كان حجمه وقوته * وفي هذا الأٍسبوع استطاع أن يلحق الهزيمة بأحد الفرق القوية والمنافسة على المراكز الأربعة الفخيمة، وهو فريق الخرطوم الوطني * ولكن تبقى الحقيقة والمنطقية التي تقول مهما علا شأن مريخ البحير وكبر وسما، فهو بلا جدال أقل عنقا وقامة من المريخ، ولا توجد أدنى مقارنة أو مساواة بين الاثنين بكل تأكيد * ولكن هذه الحقيقة المعلومة للكافة لا يمكن أن تكون ماثلة على أرض الواقع، إذا لم يستشعر اللاعبون وجهازهم الفني كنهها ومعناها، ويؤدوا ما عليهم من واجبات وعطاءا دافقا على أرض الملعب * فكرة القدم لا تفقه من هو الذي يداعبها ويلامسها أو ذاك الذي يشلتها ، و هي لا تفرق قطعا بين جضيم صلاح نمر، و لمسات التش إلا بحسن التصرق وذكاء التعامل ووسع الخيال * نريد اليوم أن نشاهد التش الذي ألفناه بلمساته الساحرة وحضوره الفكري، ونريد أن نرى الغربال يغربل كل الذين يقابلونه الواحد تلو الآخر بلا رحمة، ونعشم في تكرار أهدافه الرائعة والقوية مثنى وثلاث * اليوم لن نقبل أن نرى التكت بتلك السلبية القبيحة التي كانت ملازماه يوم لقاء الوادي، فالتكت أصبح من أهم العناصر في وسط الفريق الأحمر، فإذا خفت خبأ الفريق بكامله وقل عطاءه، فلأجل ذلك نريده هميماً حريصاً على تقديم الأفضل والأجمل هذا اليوم. * اليوم نريد أن يواصل محمد آدم ( الشفت) قوة أداءه ذاك، وأن يرصع الخصوم بقنابله الفتاكة طويلة المدى، فيعجبني جدا هذا الفتى والإخلاص والتفاني والقوة في الأداء والالتحام، رغم نحالة جسمه وخفة وزنه، ولكنه مشبع بروح المريخ القتالية المتوثبة. * كل لاعبي المريخ أصحاب أداء متقن ورجولي عندما يكونوا في يومهم وحضورهم، ولأجل ذلك نتعشم فيهم كثيرا هذا الموسم أن يعتلوا منصة التتويج بالممتاز والكأس والسوبر بإذن الله تعالى. ذهبيات * نهمس في أذن المهندس ونقول هل تباطؤ اللاعبين وكسلهم داخل الميدان مسئوليتك الشخصية؟ * لا ترحم من يتراخى ويفقد الدافع لتقديم الأفيد لفريقه، فأخرجه على فوره ولو كان هو التش أو الشفت أو التكت أو الغربال. * ما كان يميز أستاذك غارزيتو هو أن كان يتابع سير المباراة ويقرأ خصمه تمام ثم يعدل فريقه رسما وتشكيلا على ما رأى وفهم. * لأجل ذلك نطالبك يا مهندس بأن تفتح عينيك قدر الريال وترى ما بخصمك من قوة وضعف، ثم تتعامل معه بحسم وقوة وليس بلطف. * الفوز في لقاء اليوم يقرب الأحمر من البطولة الغائبة وأي تعثر لا قدر الله يصعب الأمر كثيراً. * تلك العروض الممتازة التي قدمها المهندس بعد أن تسلم المهمة، حرام أن تذهب أدراج الرياح ولا تتوج بالممتاز. * المهندس يستحق أن يكافأ بالممتاز والكأس يا لاعبي المريخ الفخيم. * صحيح بكري المدينة يمكن أن يخطأ في المباراة عشرة مرات وأكثر وصحيح يضيع أسهل الفرص. * لكن العقرب لن يغضب عليه أحد لأنه مخلص وجاد ويقدم دائما كل ما يملك ولا تحس لحظة أنه يتباطأ ومع ذلك دائما يكون هو مفتاح الانتصار والسبب الأول لفوز الزعيم. * لكل هذا نحن نحترم العقرب ونخجل والله أن ننقده حتى بذلك النقد الناعم. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح، نصبح على المريخ في البحير ونقول هل، لعلك بخير