* تابعت بدقة ردت فعل أهل الهلال تجاه نتيجة ومستوى المريخ عشية أمس الأول أمام أهلي العاصمة، و التي كان الأحمر الوهاج قد حسمها بنصف دستة إلا هدف، نال منها الغربال ثلاثة رائعات . * فلقد تحدث كتاب الأزرق عن كل شيء في المباراة ولكنهم جميعا لم يحدثونا عن الغربال أبدا أبدا. * شككوا في حكم اللقاء رغم أن الأحمر هو الأكثر تضررا، وتحدثوا عن هوان الأهلي ووصفوه بالتواضع رغم انه ثاني الترتيب لولا أن أزاحه الزعيم عشية أمس الأول. * وأفاضوا في الحديث عن هدايا الحارس للمريخ، وكأنهم ما دروا أن الرجل الذي غربلهم وشتت غزلهم قبلا هو ذاته الذي جعلهم يرون كل هذه الصور مقلوبة. * تباينت آراءهم حول من هو اللاعب الأحمر الذي يستحق العناية والرعاية من أصحاب السواطير والشلاليت. * قالوا السماني الصاوي هو الأهم وهو مفتاح اللعب في المريخ، وأطنبوا في تحليل مواهبه وإمكاناته وطريقة أدائه والكيفية التي يمكن أن يتم إيقافه بها. * قالوا هذا الأسمر الطيار يحتاج شخصا يطير كما يطيع ويلف كما يلف ويدور، ويقع معه ويقوم. * بعضهم قال بكري المدينة ده هو المصيبة ، تجده باليمين تلتفت تلقاه وقع شمال، يدافع ويهاجم ويسدد ويجري بالكرة وبلا كرة ، ويسوط ويجوط كل الخطوط، فهذا يحتاج للاعب كالإخطبوط. * أما العقلاء قالوا كل الأذى وقمة البلاء ستأتيكم من الجنا، البرانا فكينا ، هذا الفتى الكبير في الفهم والأداء والتدبير، الصغير عمرا وجسما إنه محمد عبد الرحمن الغربال. * وعن التكت والتش كان كلام الجماعة فيه يأس وخوف صريح من البأس. * الرأي عندي هو أن أهل الهلال لهم الحق في كل ما ذهبوا إليه، فالمريخ أمس الأول كان نار حمراء. * ولكنهم قصروا في تحليل لاعبي المريخ، فمريخ المهندس غير مريخ العجوز غارزيتو، فماشاء الله الشباب استلم الأمور وأصلح الحال ، فصار المريخ كله أقمار ونجوم. * بالله عليكم رأيكم شنو في أداء محمد الرشيد، هذا العنصر هو الذي أعاد للأحمر توازنه، فلقد سد أهم ثغرة ظلت مباحة بسبب سوء من يشغلوها، من أجانب أو وطنيين بكل تأكيد. * صحيح المريخ كله نجوم في نجوم، ومن حق الهلال أن يخاف ويرتجف، ولكن لابد أن يتعامل مع المباراة من باب كرة القدم وبس. * ولكن الذي نخشاه هو التعبئة السلبية الواضحة من جانب أهل الهلال وخاصة في الإدارة والإعلام. * يتحدث إعلام الهلال هذه الأيام عن مساعدة الحكام للمريخ، وينسون أنفسهم وأن الحكام هم أكثر الأندية استفادوا من أخطائهم، ونحن نقول أخطاء لأننا نعلم أنه لا يوجد حكم عاقل يأتي من بيته كي يهزم أحد ناديي القمة، وذلك لأنهما محميان بجماهيرهما وإعلامهما، وفوق كل وهذا الحكام مثلهم مثل اللاعبين يريدون أن يقدموا أعمالهم بنجاح حتى يتقدموا في مهنتهم ويتطوروا فيذهبوا بعيدا في عالم التحكيم. * ولكن تبقى الحقيقة الماثلة والواضحة بجلاء ونقاء، هو أن الهلال قد ارتجف وأرتهب بسبب ذلك الهاتريك البديع الذي ناله جلادهم الغربال شيال الحال. ذهبيات * مريخ العقرب والتش والتكت والصاوي والغربال، إذن هو كل الجمال ما شاء الله. * أمس عشنا عصرية كروية في غاية الروعة والجمال، ولكنها كانت هذه المرة خارج السودان، في الدوري الإنجليزي. * وهي تلك المباراة التي جمعت ليفربول ( مريخ الإنجليز) والآرسنال، وكانت مشابهة تماما لمباراة المريخ والأهلي. * حيث استطاع الليفر أن يفعل كل شيء في فنون كرة القدم كعادته، وحصر الآرسنال الأنيق في منطقته كما فعل الزعيم هنا بالأهلي. * فكان محمد صلاح مثل بكري المدينة بتحرك شمال ويمين، ويوزع الكرات للكل، وأحرز هدفا بمجهوده الخالص، عندما استلم الكرة من خلف دائرة الوسط وانطلق وأسكن الكرة في شباك المدفعجية. * وماني كان مثله مثل الغربال وجع الهلال، طرافة وحرافة وجرأة وقوة إرادة. * وفيرمنيو هو السماني بذاتو وصفاتو، المهارة والجسارة والأناقة . * وأمريجانا كان مثل ود الرشيد ، يصنع ويقطع كل كرات الخصم بإصرار وحسم. * لكن هل تصدقوا ؟ أني لم أجد في كل لاعبي ليفربول من هو في مستوى ومهارة ووداعة التش. * وكما استطاع المريخ حسم الأهلي بخماسية، حسم الريدز البريطاني الآرسنال برباعية. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، هاتريك الغربال أرعب الهلال، والمثل القديم قال( دق القراف خلي الجمل يخاف).