* سؤال ظل يؤرقنا (ويمزق أكبادنا) هل سنظل ننصب صيوان العزاء لفشل أنديتنا في تحقيق البطولة الأفريقية رغم إهدارها المليارات في تسجيلات الأجانب والوطنيين الذين تنتفخ جيوبهم ثراءً كل عام ويكتنزون العمارات والسودان ينصب صيوانات العزاء كل عام دافعاً ثمن فشلهم في أن يسجلوا اسمه ولو مرة واحدة في البطولة الأفريقية الكبرى. * إنها كارثة بكل المقاييس أن يكون سوداننا بين الأقدم والأعرق في الكرة بفريقي قمتنا المزعومة والأفشل في تسجيل اسم السودان بطلاً للبطولة الكبرى للأندية الأفريقية ولو مرة واحدة رغم مشاركتنا بفريقين. * فهل نطمع في أن نشهد لأول مرة نادياً من قمتنا المزعومة يحقق للسودان بطولة الأندية الأفريقية وقد ظللنا نشارك في تصفياتها بفريقين يحتكران قمة الكرة السودانية زوراً بسبب الهوس الإداري والإعلامي بل والجهل الجماهيري الذي لم يتعد طموحه يوماً أكثر من أن يحقق أياً منهم مركزاً يتفوق على الآخر حتى لو بفهلوة ولو كان تأنى الطيش طالما أن غريمه تربع على المركز الأخير فتقيم إدارته وجماهيره بل وإعلامه * كرنفالات الفرح حتى أصبح أقصى طموح إداراة الفريقين وجماهيرهم بل وإعلامهم بكل أسف أن يحقق الفريق الذي يعشقه مركزاً أفضل من غريمه في البطولة الأفريقية بل تبقى قمة طموح الفريقين وأن يحققا الفوز في اللقاءات التي تجمعهما في البطولات المحلية حيث أصبح هذا قمة طموحهم وفرحتهم الزائفة التي تدفع بجمهورهم (الطائش) أن يحملهم فوق الأعناق لأن قمة طموح جماهير وإدارات وإعلام الفريقين أن يحقق له لاعبوه عشقهم الذين كلفوه المليارات المركز الأفضل من غريمه حتى لو كان (تاني طيش البطولة طالما غريمه الطيش). * ولكم هو غريب أن تكون نتائج وإنجازات الفريقين (بل وفضائحهم) في المشاركات الخارجية هي الأسوأ في عهد المليارات التي تهدر سنوياً في تسجيلات (أبطال الفشل) أفريقياً وعربياً حيث أن أفضل ما حققتاه في تاريخ الفريقين كان قبل ثلاثين عاماً أي قبل إهدار المليارات في تسجيلات نجوم الفشل وهو تتويج المريخ بطلاً للبطولة الثانوية التي يتنافس فيها الفاشلون من التأهل للتنافس على البطولة الكبرى وتأهل الهلال مرتين لنهائي البطولة الكبرى والتي فشل في أن يحقق فيها الفوز ويسجل اسم السودان فيها ولو مرة واحدة رغم أن كلاهما الأطول عمراً في الكرة الأفريقية والمؤسف أن تكون هذه الإنجازات رغم تواضعها في نهايات القرن الماضي. * لهذا كان على الحادبين على اسم السودان مؤسس الكرة الأفريقية أن يدرسوا هذه الحالة الشاذة بعلمية ومهنية ليقفوا على أسباب فشل المليارات المهدرة في أن تحقق للسودان مكانة أفضل. * وإن كان الوقوف على أسباب هذا التردي (اللا معقول في عهد المليارات) لا يحتاج لكثير من الاجتهاد لمعرفة سبب الفشل في تدهور مستوى الكرة السودانية لأن المال كلما أصبح الهدف والطرف الرئيسى في كل المجلات -وكرة القدم على رأسها- فإن الفساد وافتقاد الأمانة والتجرد هو الذي يكتب نهاية أي عمل ويحكم عليه بالفشل مسبقاً لأنه بفقده كل القيم الفنية والأخلاقية لأن المكاسب المادية تصبح لها الحاكمية الأعلى لهذا أصبح من الطبيعي أن يهيمن على التسجيلات السماسرة الذين لا تتحقق لهم العمولات الكبيرة إلا بتسويق أفشل اللاعبين. * يؤكد هذا كما قلت وأؤكد بالفم المليان أن كرتنا السودانية الأسوأ نتائج وإنجازات على مستوى المنتخب الوطني وعلى مستوى الأندية تحديداً الهلال والمريخ يؤكد هذا نتائج المنتخبات الوطنية بمختلف مكوناتها ونتائج الهلال والمريخ في البطولات الأفريقية يؤكد هذا أن أفضل نتائج حققها السودان على مستويات المنتخبات الوطنية والأندية تحققت له قبل ما يقرب الثلاثين عاماً وتحديداً قبل أن يصبح المال والسماسرة والإعلام هم صناع الفرق السودانية وبالتالي المنتخبات الوطنية حيث أن آخر إنجاز للسودان على مستوى المنتخب الوطني عام 91 أي قبل ما يقرب الثلاثين عاماً على مستوى الأندية بتحقيق المريخ كأس الأندية الأفريقية وتأهل الهلال لنهائي البطولة الأفريقية الكبرى للأندية مرتين وفشل في تحقيقها ليغيب اسم السودان عن قائمة الأندية التي توجت ببطولة أفريقيا الكبرى وتسيد الأندية ولو مرة واحدة مع أن الكرة السودانية الأعرق والأقدم أفريقياً وعربياً. * ولعل الأسوأ من هذا أن السودان لا يبشر بمستقبل أفضل وإنما ينحدر على مستوى المنتخبات الوطنية والأندية من سيئ لأسوأ (والله يستر من الجاي طالما أننا ننحدر من السيئ للأسوأ) مع أننا من الدول الأربعة المؤسسة للكرة الأفريقية إلا أننا الأسوأ نتائج بينها على مستويات المنتخبات والأندية ويالها من مفارقة ونحن رغم هذا الفشل المزري فإننا الأكثر هرجاً إدارياً وإعلامياً مقارنة بكل دول أفريقيا وإن كنا وسنظل الأفشل ميدانياً على كل المستويات لافتقادنا الكفاءة لتحقيق أي تطور طالما أن الحاكمية للمكاسب الذاتية.