متى يكتب الهلال والمريخ (قمتنا الكروية المزعومة) نهاية غياب السودان عن تسجيل اسمه ضمن قائمة الأندية أبطال إفريقيا والمشاركة فى كأس العالم للأندية ولو مرة واحدة فى العمر؟ وإلى متى يبقى كل من الهلال والمريخ (أسد علينا وفى الحروب نعامة )؟ بل والمؤسف أكثر إلى متى تظل إدارات القمة تتباهى وتبحث عن الأضواء الزائفة تحت الوهم بتحقيق بطولة الدوري التى ظلا يحتكرانها عشرات السنين كما أنه فقد قيمته طالما أن المشاركة فى البطولة الإفريقية الكبرى أصبحت حكراً لهما سواء كان أي منهما أول أو ثانى الدورى فسيبقى كلاهما مشاركين فى المنافسة على صدارة البطولة الإفريقية الكبرى و مع ذلك تسرف هذه الإدارات الفاشلة فى التباهى والتهريج المحلى مع أنها فى حقيقتها فى أقصى حالات الفشل كما أن لاعبيها المحترفين- أجانب ووطنيين- الذين يكلفونها المليارات ورغم ذلك ينعمون بالأضواء الزائفة بالبطولات المحلية التى لم يغيروا من واقعها الذى لم يخرج التنافس عليها من أنها متبادلة بين الفريقين قبل وبعد دفع المليارات لتسجيل لاعبى اليوم الذين لم يحققوا لهذه الأندية ماحققته قبل إهدار المليارات من مشاركات خارجية. ثم متى يكتب الإعلام الرياضى نهاية هذا الجنوح عن قيم المهنة وهو يفرط فى تسليط الأضواء الإعلامية على اللاعبين من لحظة تسجيلهم وبما يقدمونه فى التمارين والمعسكرات الإعدادية بل وما يتححق لأنديتهم من من بطولات محلية بفهلوة الإداريين الذين يحققون هذه البطولات من خارج الملعب لأن من أهدرت عليهم المليارات لم يقدموا ما يرفع شأن أنديتهم فى البطولات الخارجية فأي إعلام هذا الذي ينجرف فى واقع مؤسف كهذا ويغيب دوره الإيجابى للارتقاء بالمستوى الفنى وتحقيق البطولات الخارجية كان من أجل توزيع الصحف او ليصبحوا أرقاماً على المستوى الشخصى. ثم أخيراً ولعل هذا الجانب الأسوأ فى مسيرة الحركة الرياضية أن يصبح جمهور الفريقين الأكثر مسئولية فى انخفاض مستوى الفريقين طالما أنه يهلل للاعبين من لحظة تسجيلهم ويحملهم فوق الاكتاف من التمارين والمباريات الودية بل والأسوأ أن يهلل لبطولات محلية لاقيمة لها وفى أكثر الأحيان تتحقق من خارج الملعب بالفهلوة الإدارية دون أن تكون مردود أفشل اللاعبين داخل الملعب ودون أن يرفعوا راية فرقهم فى البطولات الخارجية أو يرفعوا اسم السودان فى كأس العالم للأندية كما تفعل أندية مصر بل وأندية دول حديثة العهد بكرة القدم مما يعنى ويؤكد أن انحراف جماهير الفريقين هو فى حقيقته سبب الانتكاسة الكروية فى السودان لأن هذا الجمهورلا يوجه اهتمامه لأن تحقق له أنديته بطولة الأندية الافريقية،ورفع علم الفريق بين أفضل أندية العالم ولكنه آثر أن يهلل للبطولات المحلية فاقدة القيمة حتى لو تحققت بالفهلوة الإدارية وليس بالتميز الفنى فى الملعب كما أنه يهلل لأفشل إداريين لم يحققوا مكانة خارجية لولا هذا الانجراف الجماهيرى لايصلح حال كرة القدم السودانية ولكن جمهور الفريقين أصبح فى حقيقته \سبب العلة الرياضية بعد أن ضل الطريق وانحرف عن مسئوليته الرئيسية. ترى هل ما نعيشه من واقع مؤسف على كل المستويات المرتبطة بكرة القدم من إداريين و أفشل اللاعبين المتعاقد معهم بالمليارات والإعلام الذى أصبح همه الترويج لرموز الفشل إرضاءً لانحراف جماهير الفريقين. ترى هل ما نشهده من واقع فى السودان يمكن أن نشهده فى أي دولة إفريقية أو عربية والتى نجحت أكثريتها فى ان تحقق مكانة إفريقية أو عربية بل وأن ترفع علم دولها فى كأس العالم للأندية. حقا ما تعيشه كرة القدم السودانية من واقع مؤسف على كل المستويات يؤكد أن الكرة السودانية ستظل تتراجع سنويا للأسوأ وليس هناك اى مؤشر للخروج من هذاالوافع طالما أن كل المعنيين بكرة القدم (يعرضون خارج الزفة) والدولة بكل أسف مغيبة بل ومشاركة فى هذا الفشل وتدعمه بلا حدود بدلاًً من إصلاحه، فكيف إذن نتوقع الخروج من هذا الواقع وكل الأطراف ضلت الطريق؟ السودان بحاجة لثورة تخرجه من هذا الواقع ولكن كيف تتحقق هذه الثورة هذا هو جوهر الموضوع والعلة (والقادم أسوأ) لانه ليس هناك من هو مؤهل لتحقيق هذه الثورة.