انهكت الديون المتراكمة وتاهيل الاستاد، قوى لجنة التسيير الهلالية بقيادة المهندس الحاج عطا المنان،بعد ان دفعت في ستة اشهر اكثر من 32 مليار جنيه بالقديم. ذهبت اغلب المبالغ المذكورة في تسديد مستحقات بعض اللاعبين الاجانب والمحليين وكذلك المدربين الذينعملوابالنادي في فترات سابقة . بادرت لجنة التسيير بتسديد هذه الديون حرصا من اعضائها على سمعة النادي الكبير ، وانطلاقا من واجبها نحو الهلال الذي كان يمكن ان يتعرض لعقوبات مغلظة من الفيفا. كان يمكن ان تصدر بحق الهلال عقوبات قد تصل الى مرحلة اتخاذ قرار بهبوطه الى الدرجة الاولى اذا لم تسارع لجنة التسيير بتسديد تلك المديونات في الوقت المناسب. نبشت التسيير كل الملفات المركونة منذ فترة ، فجلست مع كل الجهاتالتي كانتلها حقوق على الهلالافرادا او جماعات او شركات ، فقامت باللازم وطويت اغلبها. طنش نادي الاتحاد السعودي في الموسم الماضي مطالب احد لاعبيه الاجانب، فتم حرمانه من تسجيل أي لاعب جديد في فترة التسجيلات الماضية بقرار من الاتحاد الدولي. قرار الفيفا ارعب الاتحاديين وجعلهم يسارعون بالجلوس مع اللاعب ووكيل اعماله، في البلد الذي يعيشون فيه، ويدفعون له كامل مستحقاته. وهناك العديد من الشواهد التي توضح ان الاندية التي تتباطأ في دفع مستحقات لاعبيها أو مدربيها سواء كانوا عاملين او بعد نهاية عقودهم تكون عرضة للعقوبات. الواجب كان يفرض على كل الهلالاب ان يشيدوا بلجنة التسيير وبالعمل الجبار الذي انجزته في ملف الديون، بدلا من الهجوم عليها والتقليل من دورها. اجتهد اعضاء اللجنة في ملف التسجيلات ولم يقصروا في هذا الجانب، فإن كانت الحصيلة لم ترقى لطموحات الهلالاب فهذا لا يعني انهم فاشلين. يكفي لجنة التسيير فخرا انها ساهمت في وصول الهلال الى مرحلة دور المجموعات في دوري ابطال افريقيا بعد غياب استمر لنحو خمسة اعوام. ويكفيها ايضا الخطوة الجريئة التي اتخذتها نحو تاهيل الاستاد بكلفة 15 مليار،لكي يصبح مستوفيا لاشتراطات الفيفا، وصالحا لاستقبال مباريات الفريق الافريقية. كنا نتمنى من الذين تفرغوا للنيل من لجنة التسيير ان يكشفوا حقيقةأهداف المنظرين والمقتدرين، الذين رفعوا ايديهم عن الهلال، ولم يدعموه بجنيه واحد منذ سنوات. العزاء ان الغالبية من جماهير الهلال الوفية تقدر جهد الرجال المخلصين، وتحفظ لهم كل جميل،وتعلم تماما اهداف ونوايا الحاقدين. آخر الكلام تعقد منتصف الشهر المقبل، الجمعية العمومية لنادي الهلال لانتخاب ادارة جديدة، تقود النادي للثلاث سنوات المقبلة. ويبرز الارباب صلاح ادريس والامين البرير حتى الآن كابرز المرشحين لقيادة النادي، بعد ان اعلنا ذلك صراحة. ولا نستبعد ان تظهر شخصية ثالثة ، بعد ان علمنا ان هناك تحركاتمن بعض الاقطاب والرموز في هذا الخصوص. وما يدعم فرضية الخيار الاخير، وانزاله على ارض الواقع هو ، ان الحماس لعودة الارباب او البرير قد قل كثيرا. صحيح ان الارباب والبرير لم يقصرا مع الهلال في الفترات التي توليا فيها قيادة النادي، وحققا معه نجاحات كبيرة. لكنهما اغرقا الهلال في ديون لا حصر لها ، وحملاه اعباء مالية كثيرة لا يزال يعاني منها حتى الآن. للارباب ديون على الهلال تفوق الثلاثين مليار، كما اعلنها، وللبرير اكثر من عشرين مليار حسب كلامه. وهذا ربما يفسره البعض على ان رغبة الرجلين في العودة لقيادة الهلال هدفها استرجاع تلك الديون، وليس اذابتها. على كل، نحن مع التغيير وتدوير السلطة، واتاحة الفرصة للوجوه الجديدة ولذلك لن نتردد في دعمهم. لكننا سنحترم خيار الجمعية العمومية،ولن ندخل الغابة او نكون من المعارضين،اذا فاز الارباب او البرير. نتمنى ان يعدل الحاج عطا المنان عن قراره، ويرشح نفسه ليكمل مسيرة البناء التي بدأها مع رفاقه في التسيير. ونأمل ان لا يخيب الرجل ظننا ، وظن الغالبية من جماهير الهلال، الراغبة في استمراره ويتمسك بالاعتذار. واخيرا يظل الهلال هو نادي الديمقراطية والحركة الوطنية. وداعية : نعم للتغيير .. لاللتقليديين.