* بنظرة مفعمة بالتفاؤل والأمل.. تبدأ أنديتنا مشوارها الأفريقي في بطولتي القارة دوري الأبطال وكأس الاتحاد الذي يصير الكونفدرالية في بعض الأدوار. * مرة أخرى يطارد الحلم الكل الذي يتجدد كل عام بإحراز اللقب والوقوف على منصة التتويج المبهرة.. ومع قدوم الساعات القليلة القادمة يكتب السودان سطراً في رحلة أفريقية يمتد عمرها إلى نصف قرن تقريباً. * تأتي الأندية الأربعة مريخ السودان وهلال أم درمان وأهلي الأرباب وهلال مولانا لتمثيل السودان في بطولات أفريقيا مواصلة للمشوار الذي بدأ للمرة الأولى عام 1967م ولقرابة ال51 سنة نحن نشارك والحصيلة ذهبية واحدة حققها مريخ السودان 1989م بطولة كأس الكؤوس يومها المسماة باسم الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا. افتتاحية الموسم الأفريقي * يلعب مريخ السودان وهلال أم درمان في بطولة دوري الأبطال المريخ وصيف أندية الممتاز وهلال أم درمان المتوج بواسطة اتحاد اللعبة ولم يغب الاثنان إلا نادراً عن المشاركة الأفريقية. ويلعب أهلي شندي وهلال مولانا في كأس الاتحاد الذي يتحوّل للكونفدرالية في جولة من جولاته والنتيجة دور المجموعتين الدور ربع النهائي، وباعتبارهما الثالث والرابع في البطولة المحلية، وننوه أن بطل كأس السودان لو لم يكن المريخ وكان أهلي الخرطوم لكان هو الممثل الرابع أفريقيا وعندها هلال الأرباب كان سيكون خارج المنافسة. * أوقعت القرعة مريخ السودان مع بطل أوغندا ونعلم كيف تطورت الكرة الأوغندية ويكفي أن بطل أوغندا الموسم الماضي هزم أهلي القرن بثنائية نظيفة.. الأهلي الذي لعب النهائي وفاز على الترجي في لقاء الذهاب (3-1) وخسر النهائي (صفر/3). * وقد أوقعت القرعة هلال أم درمان مع بطل زيمبابوي. كم مرة أضاع المريخ البطولة * في بداية السبعينات بدأ المريخ المشوار الأفريقي أمام الغاني كوتوكو (الفريق الذي هزم الأهلي القاهري بخماسية نظيفة يوماً ما وكذلك الزمالك المصري) وانتهى لقاء الذهاب بإستاد المريخ تعادلياً بدون أهداف، وفي غانا ثلاثية نظيفة لصالح الأشانتي كوتوكو. * الموسم الذي تلاه كانت بداية المريخ أمام الأثيوبي ويومها كان موقع العمل مسيطرًا على اللاعبين وكان النجمان سليمان عبد القادر والحارس العملاق عبد العزيز طلبة في الكلية الحربية فاستعان المريخ باللاعب جيمس اللاعب الدولي من التحرير ونجم دفاعه منتخبنا الوطني ونجم النيل العاصمي نجم الدين حسن وكذلك الحارس العملاق النور الذي كان حارساً للأهلي العاصمي وانتقل لبري، وتخطى المريخ الأثيوبي والتقى للمرة الثانية كوتوكو الغاني مرة أخرى وفاز في ملعبه (2-1) وخسر خارجه بذات النتيجة وخسر بالركلات الترجيحية والمشاركتان كانتا في أوج عظمة فريق المريخ إذ التقى (أوبقية) الجيل الذي جلد هلال أم درمان 8 مرات متتالية بجيل الدكتور كمال عبد الوهاب، سانتو، وسانتو وسليمان وكاوندا وحمزة الطيب وسيد الكورة قدورة وبشرى وبشارة وعمر حسين وودعطا وخسر المريخ لقلة التجربة. كان يمكن سنة المحلة * في دوري الأبطال ربع النهائي منتصف السبعينات التقى مريخ السودان بطل دوري السودان بفريق المحلة بطل مصر وخسر المريخ المباراة في الذهاب لعدة أسباب أولها تحامل الحكم لدرجة كسر ترقوة لاعب الوسط جعفر مكمن الخطورة ولم يسافر مع الفريق هدافه الأولى كمال عبد الوهاب متذرعاً بالعمل في مصنع السكر وخسر المريخ (1-2) ويوم لقاء العودة توفيت حبوبة اللاعب كمال عبد الوهاب ورفض اللاعب المشاركة وذهب سانتو مدني إلى مدني (حردان) واضطر المجلس لإيجار تاكسي لإحضاره وحضر وشارك وغضب سانتو الخرطوم الذي غسل دفاع المحلة عدة مرات منفرداً بالحارس لكنه كان يرجع الكورة لسانتو مدني في موقع حرج وكأنه يقول له (هاك جيبها انت يا أبو تلتمية) وهكذا ضاعت بطولة في المتناول بأسباب تافهة وبالطبع يومها كانت العقوبة غير سارية في عهد الهواية. ما بين اتحاد الأمس واليوم * اتحاد اللعبة في السبعينات كان يعمل لصالح أنديته خاصة في ما يخص اللعب الخارجي، فها هو الاتحاد يقدر ظروف المريخ بفقدان نجومه المؤثرين جداً في توليفة الفريق قلب الدفاع سليمان عبد القادر وحارس مرمى عرين السودان عبد العزيز عبد الله الذان كان لهما شرف المشاركة في بطولة أفريقيا للأمم 1970 التي ظفر بها السودان. * التحرير يفتح ناديه على مصراعية لاختيار أي لاعب يطلبه المريخ وكذلك النيل العاصمي وبري واتحاد اليوم والمريخ مقبل على مباراة دولية مهمة جداً في دوري الأبطال والاتحاد يوقف أحسن مهاجم في صفوفه، المريخ يتقدم لدور الأربعة والاتحاد (مجموعة التدمير) تتسبب في تجميده (وحده فقط) لأنه الوحيد الذي كان يخوض التنافس والبقية خرجت. * هذا تأكيد بما لا يدع مجالاً للشك أننا نسير إلى الوراء وللتدمير وليس للتجديد.. وللعلم إعاقة المريخ هي إعاقة للكرة السودانية جمعاء.
