* وضح تمامًا أن شح المال وسوء الاقتصاد قد ضرب كل فج عميق، وجعل العقلاء أهل الآراء والمبادئ الكريمة، يخوضون مع الخائضين الضالين، وينسون يوم الدين وحساب العاليمن. * وقلة الأموال جعلت الناس يتسولون ويتحايلون المؤسسات العظام لأجل حفنة من مال، وبعدها فأهلًا بالخراب والدمار والعار وكرة النساء بلا غطاء. * أعلم أن دكتور كمال حامد شداد لم يكن له رأيًا سلبيًا تجاه كرة القدم النسائية، وأعرف أنه لا يهتم كثيرًا بنغمة التأصيل والتحصين وموجهات علوم الدين، ولكن لم أكن أعرف أن شداد يغفل سوء الحال والمآل وسلوك الشارع العام وبذاءة الألفاظ. * كيف تطلب يا دكتور بأن تقتحم بنات الناس إستادات وملاعب كرة القدم المفتوحة، ذات الجموع المتنوعة صاحبة الأهداف المتباينة والسلوكيات غير الواضحة ولا المطمئنة؟ * كيف تدعوا يا دكتور للفتنة الصريحة في مجتمع ضعيف البنية، عديم التأني كثير التجني، يسير بلا هدى، لا رابط لانطلاقة ألسنة، ولا ضابط لحركاته، ولا كاشف لتصرفاته. * كيف تقارن بين مجتمعنا ومجتمع كافر سافر، تسعفه حضارته وثقافته وضوابطه وقوانينه وعدله، لا توجد أدنى مقارنة بين ما رأيته خلال مباراة تشلسي والدفسي والرفسي هنا. * وأنت سيد العارفين يا دكتور، فهناك توجد ضوابط مجتمعية، وهناك الدنيا علمانية، وهناك الحرية الشخصية التي لا تضبطها الشرائع الدينية، وهناك طمبجة الخصوصية. * لا أدس أو أخفي أني من أكثر الناس عجبًا وزهوًا بالدكتور كمال حامد شداد، وذلك نابع من صفات يتمتع بها الرجل، أول هذه الصفات الصدق وإن كانت تخالفني الرأي والفكر، ولكن الرجل لا جدال أنه صادق ومتجرد. * وما يعجبني فيه أنه لا يحب المال لشخصه ولا يهواه ولا يعمل لاستجلابه قط، لأنه ولد وفي فيه كواريق من الأموال، الشيء الذي جعل عينه مليانة، وبالتالي لا منقصة بتاتًا في حياده الذاتي، ورغم هذا كله هو غير معصوم قطعًا من الأخطاء، وهذا ما يجعلنا ننفذ إليه بكل تأكيد ويقين. * الرأي عندي هو، أن شداد لم يوفق البتة في تبنيه دعوة الفتيات لدخول الملاعب السودانية المفتوحة والمباحة، فلا يعقل أن يكون هذا هو رأي شداد الذي رفض فرق الناشئين لتلك الفوضى الخلاقة، فمن أين وجد الدكتور الحماية والعناية للنساء حتى يتدافعن مع الفتوات على المدرجات والأبواب بالكتوف والألفاظ الحرام؟ * نقول لدكتور كمال شداد نحن كصحافة لا سمع ولا طاعة لكم في هذا الشأن الخطير والمعقد والمتنافي جملة وتفصيلًا مع دين الإسلام، ما في ذلك من شك أو جدال أبدًا أبدًا. * وهنا لا بد أن نشيد بمولانا محمد الحسن الرضي، الذي لم يسردب لحديث البروف، وبين له الفارق الكبير بين التنظير والتشريع، فقد أوفى تمامًا، ونرجو من الاتحاد العام أن يغض الطرف والنظر عن هذا النشاط الفتنة وبلادنا مشغولة بغيره. ذهبيات * لماذا ظهر شداد نادر الظهور في هذا السمنار وتبنى الدعوة أكثر من النساء. * الأخت ميرفت هذا المنصب لا يليق بها، فالمرأة أرى أنها محتشمة ووقورة. * لعب النساء يجب أن يكون محدودًا ومحصورًا ومخفيًا عن أعين الرجال. * لن يترك أي رجل تجري في دماه الرجولة أن تذهب بنته أو أخته أو خطيبته إلى ملاعب الضلال. * لا يمكن أن يخاف البعض من الفيفا وينسى الشرع الإلهي العظيم، أعوذ بالله. * تمنيت لو ترك شداد الدعوة لهذا العمل البغيض لغيره من ناس زعيط ومعيط. * معظم الذين ينادون بلعب النساء للكرة هم أكثر الناس الذين لا يرضون لبناتهم التعري أمام خلق الله. * الإسلام يحترم الخصوصية، والعلمانية تجعل الجواني والبراني واحد. * نعرف المواطن السوداني الحق، نفهم توجيهات الإسلام الوسطي، فلم نجد مخرجًا لركل الفتيات للكرة. * فيفا لا تحترم الإسلام لن تجد مسلمًا واحدًا يحترمها. * اكلوا قروش نشاط كرة النساء، وخلوا البنات عند أهلن. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، كما يقول أهلنا للشيء القنعانين منه، فيفا لا تعترف بتشريع الإسلام الحق في الطاقي الريح.