* * اختار هداف المريخ الأول أن يعكر صفو أجواء المريخ، ويشوش الفرحة الغامرة التي انتظمت أنصار النادي الكبير، إثر نجاح عدد من أقطاب النادي ومريديه في جمع مبلغ مقدم أتعاب التقاضي لدى محكمة كاس. * هدم الغربال تلك الفرحة وشوه اللوحة التضامنية الجميلة بسفره إلى الجزائر سراً لمفاوضة نادي مولودية العاصمة الجزائري، حول العرض المقدم له هناك. * خدع الغربال مسئولو المجلس، بطلب جواز سفره بادعاء أنه يرغب في استخدامه لإنهاء بعض المعاملات الخاصة به، فمنحوه له بإجراء لا يخلو من الغفلة والسذاجة. * التصرف يحسب على اللاعب طبعاً، لكننا لا نستطيع أن نعفي إدارة النادي ممثلة في الأمانة العامة من المسئولية، لأنها تركت جواز سفر اللاعب بيده، مع تمام علمها بأنه بات مطلوباً في عدد كبير من الأندية العربية. * كان بمقدورها أن تمنحه صورة من الجواز لإكمال الإجراء المزعوم. * (قشت) الأمانة العامة الدرب للغربال، بترك الجواز في يده، وقبل ذلك بردها الإيجابي على الخطاب الذي أرسله النادي الجزائري للمريخ طلباً للغربال، حيث منحته موافقة مبدئية على الخطاب، مع مطالبة المولودية بتقديم عرضه رسمي لشراء اللاعب. * استخدم محمد عبد الرحمن جواز السفر في الحصول على تأشيرة دخول من السفارة الجزائرية في الخرطوم بمساعدة المولودية، وطار إلى الجزائر عبر الخطوط المصرية أمس، وإدارة المريخ آخر من يعلم بالخطوة الموجعة. * الإجراء يحوي تجاوزاً خطيراً، وسلوكاً مخالفاً للقانون من اللاعب والنادي الجزائري على حد السواء، لأسباب عديدة. * أول تلك الأسباب أن الغربال مرتبط بعقد احتراف ملزم مع نادي المريخ، يمتد حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل. * خرق اللاعب لذلك العقد سيوقعه تحت طائلة لائحة دولية صارمة، تحظر انتهاك العقود، بل تحظر على اللاعبين تجاوز عقده بالتفاوض مع أي نادٍ قبل ستة أشهر من نهاية مدة العقد. * والعقد تبقت منه تسعة أشهر وأكثر. * كذلك تحظر لائحة شئون أوضاع وانتقالات اللاعبين على أي ناد أن يتورط في التفاوض مع أي لاعب متعاقد إلا بعد إخطار ناديه كتابةً برغبته في مفاوضته. * هنا تظهر النوايا السيئة للنادي الجزائري، لأنه طلب من المريخ التعاقد مع الغربال ولم يطلب منحه إذناً للتفاوض معه، ولم يطلب السماح له بالسفر إلى الجزائر، مثلما لم يقدم أي عرض رسمي للنادي حتى اللحظة. * سوء النوايا يتضح أكثر إذا ما علمنا أن النادي الجزائري سينازل المريخ في مرحلة ربع نهائي بطولة الأندية العربية في خواتيم الشهر الحالي، وهو بالتالي المستفيد الأول من ابتعاد هداف المريخ الأول عن تدريبات فريقه، ومن أي خلاف يحدث بين الغربال والمريخ، ومستفيد أيضاً من أي عقوبة يتعرض لها اللاعب. * ذلك بخلاف أنه سيستفيد قطعاً من تشتيت ذهن اللاعب قبل خوضه مرحلة مهمة في بطولة كبيرة، يحصل الفائز بها على ستة ملايين دولار. * سوء النية ثابت في تصرف النادي الجزائري. * تلك حقيقة لا ينتطح عليها عنزان. * قد نجد بعض العذر للاعب الطامح في الاحتراف الخارجي، سعياً للاستفادة من تألقه اللافت مع المريخ، لكننا لا نجد أي تفسير أو عذر مقنع يبرئ ساحة النادي الجزائري، الذي نقترح على مجلس المريخ أن يشكوه من فوره إلى الفيفا، ممثلةً في لجنة شئون وأوضاع اللاعبين، مع توجيه اللاعب بالعودة إلى السودان على الفور ومحاسبته على سلوكه القبيح. * الشكاوى التي تقدم للفيفا مجانية، ولا توجد فيها رسوم منهكة كالتي تفرضها محكمة التحكيم الرياضي في لوزان السويسرية على من يلجأ إليها مستأنفاً. * خطاب سريع للفيفا من المريخ سيعرض النادي الجزائري إلى عقوبة صارمة، سيما إذا حوى شرحاً للظروف المحيطة بالقضية، وعلى رأسها أن الفريق الجزائري سيواجه المريخ في بطولة كبيرة خلال الشهر الحالي. * القضية تلقي الضوء على جوانب أخرى مهمة، مفادها أن المريخ بات عرضةً لفقدان عدد من أميز لاعبيه بسبب سوء ظروفه الإدارية، وضعف القدرات المالية للمجلس الحالي. * شاهدنا كيف فقد المريخ حارسه الأول جمال سالم في فترة الانتقالات الأخيرة لصالح الهلال، بعملية همبتة قبيحة، شارك فيها الاتحاد بتواطؤ معلن، فسخ به عقداً سارياً للحارس اليوغندي مع المريخ كي يسهل له الانتقال للهلال! * وقف المجلس عاجزاً عن حماية حقه في لاعب متعاقد مع المريخ، بل لم يجد في نفسه أي جرأة على تقديم شكوى ضد اللاعب والهلال واتحاد الكرة نفسه حتى اللحظة، ومارس صمتاً مخزياً إزاء انتهاك عقد سارٍ يربطه مع جمال سالم. * اقترحنا على المجلس تقديم شكوى وتصعيد القضية إلى كاس إذا رفض اتحاد الكرة شكواه فلم يفعل، بل لم يحتج، وذلك أمر طبيعي ومتوقع من مجلس يقوده إداري متواضع القدرات يدين بولاء شديد لرئيس الاتحاد، بدرجة تدفعه إلى التفريط في حقوق ناديه إرضاءً لشداد! * الغربال المطلوب في عدد مقدر من الأندية الكبيرة يعيش أوضاعاً سيئة مع رفاقه في الفريق، وطبيعي أن يحاول استثمار فترة تألقه الحالي لتحقيق حلم الاحتراف الخارجي، للاعب طموح ومتألق ملأ الدنيا وشغل الناس بأهدافه الغزيرة وروعة أدائه على مدى موسمين قضاهما مع المريخ، بعد أن تحول إليه من الهلال! * لو كان الهلال راغباً في ضم اللاعبين المفكوكين من المريخ خلال فترة الانتقالات الأخيرة لأخذ منهم من يشاء، لكنه اكتفى (مشكوراً) بجمال سالم، وانتزعه من المريخ مع أن عقده مع المريخ كان سارياً خلال فترة الانتقالات. * لو استمرت الأوضاع الحالية فسيفقد المريخ بكري المدينة في الموسم المقبل، وسيفقد معه أي لاعب مطلق السراح، طالما أن الوضع العام في النادي لا يشجع أي لاعب مبرز على الاستمرار. * لا جدال على أن المريخ يضم توليفة مرصعة بالنجوم، تمكنت من المحافظة على هيبة الفريق وتميزه داخل الملعب وظلت تحقق الانتصارات في أسوأ الظروف، لكن ذلك التميز لن يستمر ما لم تتغير ظروف النادي الإدارية إلى الأفضل، وذلك غير وارد في عهد المجلس الحالي! * فكروا في الواقع المؤلم، وقدموا مصلحة المريخ العليا على ما سواها طالما أنكم تدينون بالولاء للمريخ العظيم. * الإصرار على الاستمرار في إدارة النادي بلا موارد مالية سيورد المريخ موارد الهلاك! * الغربال لن يكون آخر الراحلين لو استمرت الأوضاع الحالية، وهي تسير إلى الأسوأ كل صباح. آخر الحقائق * تنص لائحة الفيفا لشئون وأوضاع اللاعبين على ما يلي: (بالإضافة إلى الإلزام بدفع تعويض، تفرض عقوبات على النادي الذي يخل بالعقد أو يحرض على الإخلال بالعقد أثناء الفترة المحمية، ويُفترض بأن أي نادي يسجل لاعباً محترفاً أنهى عقده بدون سبب عادل، قد حرض اللاعب على ارتكاب الإخلال، ما لم يثبت خلاف ذلك، ويمنع النادي من تسجيل لاعبين جدد سواء كانوا محليين أو دوليين لمدة فترتي تسجيل ويجوز للنادي تسجيل لاعبين جدد سواءكانوا محليين أو دوليين اعتباراً من بداية فترة التسجيل التالية للعقوبة). * لا جدال على أن مولودية العاصمة شرع في تحريض الغربال على انتهاك عقده مع المريخ. * ولا جدال كذلك على أن تصرفه أضر بالمريخ، وأثر على تحضيراته لملاقاة المولودية نفسه. * الفريق الذي أشرف على تجهيز شكوى المريخ لكاس على أتم الاستعداد لتكرار الجولة مع النادي الجزائري. * تنص المادة 18 الفقرة 4 من لائحة شئون وأوضاع اللاعبين الصادرة من الفيفا على ما يلي: (يجب على النادي الذي يرغب في توقيع عقد مع لاعب محترف إخطار النادي الحالي للاعب كتابةً قبل الدخول في تفاوض مع اللاعب، ويكون للاعب المحترف الحرية في توقيع عقد مع ناد آخر إذا كان عقده مع النادي الحالي قد انتهى أو سينتهي خلال ستة أشهر ويخضع أي إخلال بهذا الحكم لعقوبات مناسبة. * اتحاد العاصمة سيعاقب على عدم إخطاره للمريخ برغبته في التفاوض (مجرد التفاوض) مع الغربال. * سيعاقب حتى ولو فعل ذلك حال تبقت ستة أشهر من عقد اللاعب مع المريخ. * الفترة المتبقية تزيد عن المحددة في اللائحة الدولية. * الانتهاك المذكور حدث خلال الفترة المحمية للعقد. * وسوء النوايا ظاهر جلي. * لا نستبعد أن لا يكون اتحاد العاصمة جاداً في التعاقد مع الغربال. * قد يكون كل هدفه إبعاده عن تدريبات المريخ وتشويه علاقته مع ناديه اتقاءً لشره في البطولة العربية. * سلوك غير رياضي ومنحط، لن يمر مرور الكرام إذا صعده المريخ إلى الفيفا. * في ما مضى كان التلويح باللجوء إلى المؤسسات الدولية لتثبيت الحقوق ومطاردتها يعد مجرد تهويش لا يصدقه أحد. * تغيرت تلك النظرة بعد أن طرق المريخ أبواب كاس بقوة، وصعد قضية مريخ الفاشر إليها. * شكوى مماثلة للفيفا ستجعل النادي الجزائري يعلم أن الله حق. * وأن المريخ ليس خصماً هيناً تسلب حقوقه فيصمت. * سنهزمه قانونياً ونذله في المستطيل الأخضر. * نطالب رئيس المريخ ود الشيخ أن يشرف بنفسه على قضية الغربال، مثلما أسرف على قضية كاس. * لولاه لما استطعنا تقديم الشكوى أصلاً. * طرد سبعة من عمال وموظفي النادي من دون منحهم حقوقهم قرار قبيح وظالم. * بعض هؤلاء المساكين خدموا المريخ بإخلاص عشرات السنوات. * أقبح من ذلك أنهم طردوا بعد أن أمضوا خمسة أشهر بلا مرتبات. * آخر خبر: الظلم ظلمات يا مجلس قريش.