□ قدّم ليفربول واحدة من أقوى مبارياته بدوري أبطال أوروبا بعد أن اكتسح نظيره الإيطالي (روما) بنتيجة (خمسة) أهداف مقابل هدفين في مواجهة حافلة بالتفاصيل المثيرة والأحداث الغريبة والانتقادات اللاذعة على التفريط في الخواتيم. □ في أليانز أرينا واصل ريال الملكي سطوته المطلقة على الملعب المذكور وأسقط البايرن على معقله ووسط أنصاره بهدفين لهدف بعد أن ابتسمت كل الظروف البافارية لصالح الميرينغي بإصابة روبن ثم بواتينج وإهدار مهول للفرص من قبل أبناء (هاينكس). □ المباراة في جملتها جاءت (رتيبة) ليس لشيء سوى أن العالم الكروي قد أشبع غريزته بليلة الأنفيلد رود التي توهج فيها الريدز وقدم (80) دقيقة من الطراز الهجومي الرفيع. □ ريال مدريد بات تفوقه على البايرن (سيكلوجياً) بعد أن نجح في تحقيق الفوز في معقل البافاري للمرة الثالثة على التوالي في دوري الأبطال هذه المرة في الدور نصف النهائي وفي الموسم الماضي في الدور ربع النهائي وفي الموسم (2014) في الدور نصف النهائي. □ في الأنفيلد رود كان كل شيء نموذجياً، المدرجات التي اكتست بالأحمر الكامل وظلّت تهتف بقوّة بهتافها المحبب (لن تسير وحدك أبداً يا ليفربول)، واللاعبون الذين كانوا في ذروة سنام توهجهم البدني والذهني وفوق كل ذلك الجوهرة المصرية بل الماسة الفرعونية (محمد صلاح) الذي أعاد كل الإشراق لملعب الأنفيلد ويستحق جائزة الأفضل في العالم وليس الدوري الإنجليزي فحسب. □ لو أردنا أن نلخّص المباراة سنقول بأن أحداثها الاضطرارية والمتعمدة كانت هي الأساس لتلك النتيجة (5-2) ولا يوجد أي شخص كان يتوقع أن يفوز ليفربول بخمسة أهداف لهدفين ولا أن تخسر روما بتلك العددية الوافرة من الأهداف قياساً على مرحلة المباراة (الدور نصف النهائي). □ ثلث الساعة الأول ضغط رهيب من روما وسيطرة على مجريات المباراة واستحواذ على منطقة المناورة وعدم إتاحة المساحات والسبب هو الدور الهجومي الذي يغلب على أداء اللاعب تشامبرلين في ظل وجود ثلاثة مهاجمين وهم صلاح وماني وفيرمينو. □ هذه الوضعية جعلت عناصر ليفربول الدفاعية ميلنر وهندرسون في الكثير من الأحيان تعاني من التفوّق العددي للاعبي روما في منطقة الوسط (خمسة لاعبين) ليأتي التغيير الاضطراري بخروج تشامبر مصاباً في الدقيقة (18) ودخول الهولندي فينالدوم بمثابة الضمادة لجراح منطقة المناورة. □ فينالدوم بتمركزه الجيّد مع هندرسون وميلنر وتوجيهات كلوب بضرورة التركيز على إرسال الكرات خلف الدفاع الإيطالي قلب المباراة رأساً على عقب وسيطر ليفربول سيطرة مطلقة ومارس مداً هجومياً لا مثيل له كان نتاجه خماسية نظيفة مع الرأفة حتى الدقيقة (80). □ محمد صلاح قدّم كل شيء في كرة القدم أحرز وصنع وزلزل دفاعات روما بانطلاقاته السريعة وسرعة البديهة التي يتعامل بها مع الكرات التي تصله سواء وهو مواجه للمرمى أو تلك التي تتطلّب منه التهيئة لزملائه. □ ولكن في الدقائق الخمسة عشر الأخيرة جاءت الأحداث المتعمّدة لتغيّر مجريات المواجهة وتمنح روما الأمل بالعودة في الأولمبيكو خلال مواجهة الأربعاء المقبل. □ الألماني كلوب مدرّب يعرف كيف يهاجم (نعم) يعرف كيف يدافع عندما يريد أن يخرج بإحدى المباريات لبر الأمان (مباراة مانشستر سيتي كمثال) ولكنه لا يعرف كيف يدافع عندما يتقدّم !! □ نفس سيناريو مباراة ويست بروميتش تكرر في مواجهة روما فريق متقدّم بخماسية نظيفة بدلاً من أن يقوم بإشراك لاعب مدافع أو لاعب وسط مكان صلاح قام بإقحام داني أنجز بآلية (مهاجم مكان مهاجم) في ظل انخفاض مردود ماني وفيرمينيو لأداء الأدوار الدفاعية. □ التغيير المريب الغريب منح سيطرة مطلقة على الدقائق العشر الأخيرة لروما والذي كانت محصّلته إحراز هدفين في ظرف (خمس دقائق) ليكون المطلوب منه في الأولمبيكو للعبور للدور النهائي تكرار ما حدث في مباراة البارسا بدلاً من أن يحرز نصف درزن من الأهداف. □ عموماً هذا الدور لا يعترف بأية تخامين مسبقة ولا نتائج الذهاب فقط عليك أن تنتظر التسعين دقيقة المقبلة في البرنابيو أولاً والأولمبيكو ثانياً. □ مواجهة الإياب بين روما وليفربول ستلعب على معادلة غريبة وهي أن روما لم يقبل أي هدف على أرضه خلال نسخة الأبطال الحالية وليفربول وصل لجميع شباك خصومه خارج الديار ولم يخسر أية مباراة. □ حاجة أخيرة كده :: هل يحافظ روما على شباكه ولا يسجل ليفربول ويخسر؟