* يظل الثنائي ود القرشي والشفيع ذلك النداء المستمر الذي يحمل في جيناته الإبداع والفن والجمال والذكريات.. ويالها من وهج ذكريات تتحلق وتتمدد وتحمل في صمتها إرث كل ذلك الزمن الجميل الرائع.. رحم الله ود القرشي والشفيع يظل الشاعر الفنان الراحل محمد عوض الكريم القرشي مرحلة ممتدة وزاخرة وعامرة وضخمة ومترعة بالدفق والحب والفن والانتماء والحميمية والارتباط. * .عشق ملأ مساحات كردفان كلها وارتحل للعاصمة وكثيرون ممن واكبوا تلك المرحلة يغرقون في ملامح عطائها الثر.. التقى القرشي مع عثمان الشفيع في توافق غريب وربط أعجب. والتصقا وانصهرا وقدما معًا أروع الأغاني حتى الافتراق كان في ربط القدر علامة .. يوم زواج عثمان الشفيع يرتحل إلى الرفيق الأعلى ود القرشي.. ود القرشي لحن أغلب أغانيه كانت جاهزة له صوت جهوري عذب وفيه شجو الطرب.. كان يضيء ليالي أم درمان عندما يأتي لها زمن مقرن النيلين إلى الأمسيات الخاصة حتى تعانق أغنياته فجر الصباح. * وزاحم السمار الليل في تمدده وفي أمسياته, طرب الليل وانتشى ورقص وهو يسمع ود القرشي يردد ويقول.. يا إله فني هاك قولي عني بهدي ليك أسمى . أسمى الفنون مني يا إله فني كم نظمت قصيد.. رد الوحي لحن ذاك نشيد.. بين محب وحبيب. كم يتم الريد هلا يوم الحب هلا يوم العيد * الذكريات في كل ليلة توحي للحبايب أشياء كثيرة فمن يغني يذكر خليلًا ومن ينعى ماضٍ جميلًا فلتذكرونا كثيرًا أو قليلًا ..الذكرى تجمعنا ونمرح طويلًا.. الذكريات، في كل ليلة.. وفرح الأحبة يتم في الأمسيات. وكانت أمسيات معطرة بأريج ذاك الزمن الصبا. وذلك الحس العباب.. تأتيك الأنسام من كل الربى.. وتلفح رياح العشق كل الوجوه. يوم قالوا لي الأقمار عليمة . إنك تراها و تلمس اديمها .. يا ريتني أبقى سعيد . واشوفها ديمة * في تنويع ود القرشي لرؤيته الفنية في إبداعات شعره هو التفصيل في تخصيص منتهى المطاف في قمة الاختيار الدقيق لمسميات شخوص إبداعه فتفنن في معاني الاختيار وهي أقصى حالات التفرد لكل من تربع على عرش تلك الصفة فسمى رب الجمال. ورب الفن ورب السعادة.. ورب الشعور.. وهي صفة اعتلاء على مرابيع كل ذلك الزخم الوضيء لمن منحهم الخالق تلك الصفات المتفردة .فكانت تعني كل ذلك الإبهار.. وتحكي إبداع الخالق الفريد شكلًا ومضمونًا * ودعنا نطوف معًا على ربى الفن في مناجاة ود القرشي وهو يبعثر طلب الاستجداء في روعة مناداة تفرح وتسعد وتشجي. تعال يا رب الفن يا سيدي. وفيك رسمت.. الدر قصيدة * وودالقرشي تشربت رعشاته بفيض كل البراءات الجمال وهو يسبح في ملكوت استشعاره تساقط عليه الكلمات من منابعها الجمال.. بسيطة التركيب. سهلة التكوين. مرعشة.. منعشة حنينة فياضة شاملة مؤثرة.. ورقيقة دفيقة. تخترق أستار الدواخل وتحرك المشاعر وتطوف بخفة العشق ودل الدلال وتردد مسارب الإحساس في إنعاش يتحور ويتجول.. ويسرح في اعتلاء آفاق عراض. * يا حليلو .ريدنا النبيل.. لتبقى أيقونات السؤال الحائر. المستدام.. هل من عودة ليا؟؟؟ الشاعر محمد عوض الكريم القرش.. سيظل هو ذلك الفيلق الركاب في قصائده الأغنيات تجد كل أنواع ومعارف وطرب وانتماء وتوحد والتزام وفن.. وربط قومي فريد ولعل ..أحبابنا وين الليل.. في أي ليلة!! * ستظل هي أجراس ذلك النداء المتصل كثافة الإعزازاااااا هذا غيض من فيض في سفر مناجاة الشاعر الضخم ودالقرشي وهو ينسج الوشائج والمحبة. * يحفظ التاريخ بين أضابيره سيرة عطرة، ونشاطاً متقداً للشاعر الكبير محمد عوض الكريم القرشي، صداح كردفان وبلبل السودان المغرد، الذي تمدد عطاؤه ليشمل عدداً من الجوانب الإبداعية غير كتابة الشعر، القرشي الكبير كان سياسياً لا يشق له غبار، انضم لركب الاتحاديين وكانت تجمعه علاقة قوية بالزعيم الأزهري وعبد الماجد أبو حسبو وزمرة الوطنيين، وكان أديباً وشاعراً مفوهاً، نشط في مجالات العمل العام. وعمل سكرتيراً لنادي الخريجين ونادي الأعمال الحرة بالأبيض، امتهن الصحافة وأصدر في الستينيات جريدة «الجريدة» التي توقفت لبعض المصاعب المالية.