* موضوعان شغلا الساحة الرياضية في اليومين الماضيين، يتعلق أولهما بالقرار الساذج والمضحك الذي اتخذته لجنة الانضباط، وقضى بتخفيض عقوبة الإيقاف الموقعة على اللاعب بكري المدينة إلى خمس مباريات، مع وضعه تحت المراقبة لمدة ستة أشهر، واتصل القرار الثاني بإقالة المدير التنفيذي لنادي المريخ من منصبه بأمر أمين المال الصادق مادبو. * وضح من سياق القرار الأول أن اللجنة أصيبت بالحرج إزاء طلب الاسترحام الذي قدمه إليها بكري المدينة، بعد انقضاء نصف أجل العقوبة الموقعة عليه (الإيقاف ستة أشهر وعشر مباريات تنافسية)، علماً أن العقوبة الأصلية حوت إيقافاً لفترة غير مسبوقة، تمتد ثمانية عشر شهراً، تم تخفيضها بأمر لجنة الاستئنافات لاحقاً. * المثير للسخرية في القرار يتعلق بتساؤل موضوعي، يتعلق بالكيفية التي ستراقب بها اللجنة المترصدة سلوك لاعب مقيد في نادٍ آخر، ينتمي إلى اتحاد وطني آخر، يتبع للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ونقصد به نادي ظفار العماني. * بكري مقيد حالياً في نادي ظفار بعقد إعارة يمتد عاماً كاملاً، فمن أين ستأتي اللجنة بالتقارير الرسمية والإفادات المتعلقة بسلوك اللاعب خلال فترة المراقبة الممتدة ستة أشهر؟ * هل ستطلبها من الاتحاد العماني، أم من نادي ظفار، أم ستعتمد على متابعة أخبار بكري عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لتعلم ما إذا كان قد انضبط في سلوكه خلال فترة المراقبة أم لا؟ * ليس للجنة صفة قانونية تخولها مخاطبة اتحاد وطني آخر حول سلوك لاعب لا ينشط في مسابقات الاتحاد السوداني، وهي غير مسئولة بأي نهج عن ما يحدث في المسابقات التي يشارك فيها اللاعب حالياً، سواء كان ذلك في المنافسات الخاصة بالاتحاد العماني أو مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، التي ينظمها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. * أي عقوبة أو قرار جديد تصدره لجنة الانضباط التابعة لاتحاد الفرد على بكري المدينة أثناء فترة إعارته لنادي ظفار العماني ستشبه يمين طلاق يوقعه رجل على زوجة جاره، لا قيمة له ولا أثر قانوني ينتج عنه. * القرار المضحك يكشف عن جهل مريع بالقانون لأعضاء لجنة مقطوعة الرأس، فاقدة للأهلية، ومدموغة بعدم احترامها للقانون الذي يحكم عملها، لكن القرار في محصلته النهائية يشبه هذه اللجنة الظالمة المترصدة، بدليل أنها داست على اللائحة التي تحكم عملها مرتين، بمعاقبتها لبكري المدينة من دون أن تستدعيه لتسمع إفاداته وتمنحه حق الدفاع عن النفس في واقعتين متتاليتين. * تخبط اللجنة وترصدها لبكري المدينة وتشفيها فيه اتضح للمرة الثالثة بالقرار الأخير، الذي أعقب مسعىً كريهاً حاول به أمين عام الاتحاد حسن أبو جبل تمديد أثر العقوبة الموقعة على بكري المدينة كي يسري خارجياً، بأمر رئيس الاتحاد، من دون أن يتم رفع العقوبة لاعتمادها من قبل لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم. * هناك جزئية أخرى تتعلق بمدى قانونية قرار لجنة الانضباط الجديد، لأن العقوبة الموقعة على بكري أصبحت نهائية عقب صدورها من لجنة الاستئنافات التابعة للاتحاد السوداني، سيما وأن مجلس الدمار الشامل المريخي لم يستأنفها إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) في مدينة لوزان السويسرية. * هل تمتلك لجنة الانضباط سلطة نقض قرار نهائي أصدرته لجنة الاستئنافات؟ * لجنة الانضباط التي يقودها حالياً مشجع الهلال عثمان سر الختم (بعد استقالة رئيسها مولانا أحمد الطاهر النور) تخضع لسلطان رئيس الاتحاد الساعي إلى إنهاء مسيرة بكري المدينة الكروية بشتى السبل، بدليل أنه صرح ذات مرة مؤكداً أن اللاعب المعني لن يلعب للمنتخب الوطني ما دام هو حياً ويتولى رئاسة الاتحاد. * وضح ترصد دكتاتور الاتحاد لبكري في مسارعته إلى نقض التصريحات الصادرة من حسن برقو رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، حول اعتزامهم استدعاء بكري للمنتخب، حيث أتبعها بتصريح جديد أكد فيه موقفه القديم من اللاعب. * بخصوص القرار الثاني القاضي بطرد المدير التنفيذي للمريخ من منصبه فقد صدر بأمر الصادق مادبو، الضابط الوحيد المتبقي في مجلس المريخ، وواضح من سياق القرار أنه صدر بتوجيه من آدم سوداكال، تبعاً لتعمد فني الموجات الصوتية تغييب المجلس والهيمنة على القرارات منفرداً. * وضح من النهج الذي صدر به القرار أن المجلس منقسم على نفسه، وأن التنافر بين أعضائه صار عصياً على الإخفاء، لكن الثابت أن المدير التنفيذي الفاشل استحق الطرد من المنصب، بعد أن قدم أسوأ تجربة إدارية في تاريخ النادي الكبير. * تعيينه في منصب لا يمتلك قدراته ولا يستند إلى خبرات تعينه على أداء مهامه كان خطأً فادحاً من الأساس. آخر الحقائق * المضحك حقاً أن الموظف المطرود من منصبه أطلق على نفسه مسمى (المدير العام) مع أن مسودة القص واللصق التي حاول فرضها كنظام أساسي تخلو من أي إشارة لذلك المنصب. * الوصف الوظيفي الوارد في المسودة يتحدث عن (مدير تنفيذي). * استحق صاحبنا العقاب بالطرد من الوظيفة والتجريد من عضوية النادي في اليوم الذي اختار فيه أن يقف مع اتحاد الكرة ضد نادي المريخ في قضية محكمة (كاس). * يومها مثل صاحبنا الاتحاد في جلسة الاستماع الخاصة بالقضية، مع أنه كان يعمل مديراً تنفيذياً لنادي المريخ. * مساعي تهميش الموظف الفاشل للآخرين تخطت أعضاء المجلس لتصل حد إلغاء دور عبد الحي العاقب المدير المالي والإداري للنادي. * قبل فترة أرسل عبد الحي خطاباً شديد اللهجة للمجلس شكا فيه من عدم علمه بالإجراءات المتبعة في استلام وصرف أموال النادي لأنها باتت تتم جميعها بواسطة المدير التنفيذي. * شخص واحد يستلم الأموال ويصدر تصديق الصرف وينفق بطريقة (كلمات وألحان وأداء) ود خيري. * يفعل ذلك ثم يتشدق بالحديث عن الحوكمة والمؤسسية كل صباح. * إن كانت تلك حوكمة فسحقاً للحوكمة. * علماً أن الملف المالي للمجلس الحالي تسوده ضبابية غير مسبوقة. * لم يقدم مجلس المريخ الحالي أي قوائم مالية ولم ينشر حساباته ولم يقدم أي إضاءات حول ديون النادي في عهده منذ أن تم انتخابه قبل زهاء العامين ونصف العام من الآن. * أين كان الأعضاء المستقيلون عندما تحول المدير التنفيذي صاحب القدرات الإدارية الصفرية يتصرف في النادي كما يريد، ويديره وكأنه ملكية تخصه، أو شركة مملوكة له؟ * لماذا لم يثوروا عليه وقتها كي يحفظوا لمجلسهم المتداعي ما تبقى من ماء وجهه؟ * لماذا لم يثر عليه الكندو وعلي أسد عندما ألغى مقررات لجنة الفريق منصور المكلفة بتنقيح مسودة النظام الأساسي مع أنهما كانا عضوين فيها بأمر المجلس؟ * لو استقالا وقتها أو تبنيا معاقبته بالإعفاء لتفهمنا موقفهما الحالي. * تزامن قرار طرد المدير التنفيذي من منصبه مع طلب قدمه رئيس اللجنة القانونية للاتحاد لإبعاد صاحبنا من عضوية اللجنة. * صدق من قال (ضربتين في الرأس توجع)! * الطرد من الخدمة والتجريد من الرتبة. * لا يصح إلا الصحيح. * تعيين فني للموجات الصوتية مديراً تنفيذياً لأكبر أندية السودان على الإطلاق كان من أكبر خطايا المجلس الحالي للمريخ. * وضحت دكتاتورية صاحبنا واستبان ضعف خبراته وتواضع قدراته الإدارية في النهج الذي اتبعه في إعداد مسودة النظام الأساسي بطريقة القص واللصق. * خسر بعناده مجلس المريخ ومجلس إدارة الاتحاد العام واللجنة القانونية على التوالي. * رفض الاتحاد الاعتراف بالجمعية العبثية وأنكر مخرجاتها، وسبقته المفوضية على إنكارها. * حتى اللجنة القانونية للنادي رفضت ما حدث في الجمعية الهزلية وقدمت استقالتها للمجلس. * حظي طرد صاحبنا من منصبه بتأييد غير مسبوق في مجتمع المريخ، مع أنه صدر بقرار فردي من الصادق مادبو. * في جلسة محكمة متعلقة بقضية رفعها أحد أعضاء النادي ضد التجاوزات التي حدثت في الجمعية العبثية اعترف صاحبنا على اليمين بأن عدداً من الأشخاص شاركوا في الجمعية من دون بطاقات أو ببطاقات تخص غيرهم. * وفر اعترافه الموثق دليلاً جديداً على بطلان إجراءات تلك الجمعية العبثية. * استنكرت كل فئات مجتمع المريخ تمدد الدكتاتور الجديد واستغربت خضوع أعضاء المجلس له وصمته على تغييبه المستمر للمجلس وتعديه على صلاحياته. * طالما أن الأخ الصادق مادبو تصدى لتصحيح الخلل فإننا نطالبه بأن يتبنى دعوة كل كبار المريخ وأقطابه للتفاكر في أفق الحل. * ونقترح على من تبقوا في المجلس أن يقبلوا استقالة المترجلين على الفور. * لا عزاء للتحالف الذي اكتشف بالأمس فقط أن سوداكال ليس رئيساً شرعياً للنادي، بعد أن سانده وتبنى قضيته المرفوعة للمحكمة الإدارية ضد قرار عدم اعتماده رئيساُ بواسطة المفوضية. * اكتشف الأخ خالد سيد أحمد وصحبه تلك الحقيقة بعد عامين ونصف العام من موعد انتخاب المجلس!! * يا له من اكتشاف متأخر. * علماً أن الأخ خالد تولى الدفاع عن حق سوداكال في رئاسة النادي أمام المحكمة الإدارية، قبل أن ينكره أمس. * ألم يكن يعلم أن سوداكال محبوس على ذمة قضايا تمس الشرف والأمانة، وأن الشروط الواجب توافرها في من يتولى رئاسة النادي لا تنطبق عليه؟ * يعمل خالد يعمل عضواً في المفوضية القومية لهيئات الشباب والرياضة، فهل يسمح له منصبه بالتدخل في نزاعات إدارية داخل إحدى المؤسسات الرياضية؟ * فشل المجلس الحالي لم يفاجئنا، لأننا كنا نعلم أنه يحمل مقومات فنائه في جوفه. * ولد متشاكساً ومقطوع الرأس، وضم كيانات لا رابط بينها ولا جامع يوحدها، وطبيعي أن يفشل وينهار. * نقترح ضم المدير التنفيذي المطرود إلى الجهاز الطبي لفريق الشباب الأحمر، كي تتم الاستعانة به حال احتياج أي لاعب مصاب لإجراء فحص بالموجات الصوتية. * منصب يتناسب مع قدراته ومؤهلاته وتخصصه، ويتفق مع مبادئ الحوكمة التي صدع بها رؤوسنا من دون أن نجد لها أي إثر في عمله الفاشل. * آخر خبر: الرجل المناسب في المكان المناسب!