* حفظ الله سيدا، نجم داخل الملعب وخارجه، لاعباً أومتوقفاً عن التدريبات، منضبطاً أو متسيباً، فهو سوبر ستار الكرة السودانية الذي شغلها لأكثر من 17 عاماً، كان قائداً للهلال والمنتخب لسنوات طويلات، وضع بصمته في القيادة كأعظم قائد للأزرق النشوان وللمنتخب، ذلك أنه صاحب شخصية قوية ومؤثرة، وصاحب كاريزما مدهشة يدعمها إمكانيات فنية هائلة، وفوق ذلك فهو صانع لعب متميز لا يوجد منه اثنان في القارة السمراء، لذلك كله ظل هيثم مصطفى محور كل الاخبار والآراء منذ أن وضع قدماً على المستطيل الأخضر وهو في كل يوم يؤكد انه لاعب استثنائي في زمن "مشاتر" لا يعرف كيف يقيم مواهب لاعبيه ولا كيف يحترم تأريخهم..!! * غادر سيدا الهلال على مضض وبقرار يليق بإمكانيات ذلك المجلس الكارثي دعمته فيه بعض الأقلام المتطرفة وهللت لشطب الائد من كشوفات الأسياد، ومن أراد أن يعرف عظمة هذا اللاعب عليه أن يرى كيف أن شطبه كان أكبر حدثاً من تسجيل 50 لاعب على مر التاريخ، ولعل الأحداث والمواقف تشي بنفسها وتعبر عن قيمة صانع الحدث ذاك الذي أطلقت عليه الألقاب واحتل مكانه في قلوب الجماهير..!! * انتقل هيثم إلى الند التقليدي نكاية فيمن شطبوه ولكي يؤكد لهم أنه مازال قادراً على العطاء، وبالرغم من أن قراره جعلنا نتحفظ كثيراً وننزف ألف مرة إلا أن واقعية الاحتراف تجعلنا نهضم هذا الانتقال والتحول ونحترم رغبته طالما أن العرض مغري له كلاعب ويلبي طموحات شهرته ومكانته، ولو أن أي لاعب وجد عرضاً من المريخ لمضى باعتبار الندية، ويبقى الحديث الممجوج عن "لن أترك الهلال أو المريخ ولو وزنوني ذهباً" حديثا للاستهلاك ولاستدرار عاطفة الجماهير وهي إحدى معوقات تطور الرياضة في السودان باعتبار عقودات الاحتراف وتفكير الهواة، ومعلوم أن تطور الإنسان يبدأ من عقليته وليس سواها..!! * لم يجد هيثم نفسه في المريخ، لأن عوامل النجاح هناك معدومة كلياً، ولعل هذا ما يفسر المستويات المتواضعة التي ظل يقدمها المريخ طوال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، بالرغم من أن جمال الوالي رئيس النادي أعطى ولم يستبق شيئاً وجاء بأبرز المحترفين الأفارقة والعرب وضم افضل العناصر المحلية ومع ذلك ظل الحال كما هو عليه كل تلك السنوات، ولكم ان تحصوا عدد المدربين الذين توافدوا على الأحمر خلال هذه السنوات وعدد اللاعبين الأجانب والمحلين لتدركوا أن الخلل ليس في هذا أو ذاك ولكن شيء في المريخ يعمل ضد التطور..!! * عرف هيثم مصطفى أنه لاعب منضبط ويحترم مهنته هذه أيما احترام، يمكن أن يفرط في مستحقاته ويتجاهلها بمثلما فعل عند تسجيله للمريخ، ولكنه لا يمكن أن يتجاهل الفوضى التي تدور حوله ويسكت عنها، لذلك توقف عن تدريبات الأحمر وتذكر بيته الذي نشأ فيه منضبطاً وأرسى دعائم مازالت الجماهير تحفظها له عن ظهر قلب فنقل رغبته إلى السيد جمال الوالي الذي رفض إطلاق سراحه للهلال، بل تعدى ذلك وتقدم بشكوى للاتحاد في غياب لاعبه عن ممارسة نشاطه مع الفريق وسفره إلى الامارات..!! * ثم هاهو إعلام الأحمر يسأل عن سكوت لجنة الشكاوى عن البت في قضية المريخ باعتبار أن هيثم أخل بشروط العقد وسافر إلى الامارات، ولعلهم سيملأون الأرض ضجيجاً بهذا، وفي الوقت الذي يلوحون فيه بعقوبات مضاعفة لهيثم مصطفى كانت وفودهم السرية "تحنسه" للعودة للتدريبات حتى لا يحرج الإدارة بأنها لن تستطيع أن تفعل شيئاً للقائد الفخيم..!! * وطالما أن الحديث عن العقودات فإن العقد ينص على أن ينال هيثم مصطفى حقه المالي كاملاً ويمارس نشاطه مع المريخ، ولكن السؤال الأهم هو : هل أوفى المريخ بالتزاماته المالية تجاه قائد الهلال أم أنه يريد أن "يسلفق" سيدا ويصنع بطولة لنفسه ليقول أنه استطاع أن يحسم القائد المحنك الخبير هذا..!! * عموماً لن تجدوا ثغرة لعقاب هيثم مصطفى المتوقف عن نشاطه كل هذا الوقت، وسيعود هيثم من الإمارات قريباً وينتظر ديسمبر ليكون مطلق السراح ثم يقرر ما يريد أن يفعل دون أن يكون للمريخ أي حق ليقول شيئاً لأنه من أخل بالعقد أولاً وليس هيثم مصطفى..!! * وحتى ذلك الوقت "يبقى سيدا هو سيدا"..!! * حبابك في الهلال يا هيثم..!!