لم يهنأ المريخ بصدارة الدوري لأكثر من 24 ساعة حتى عاد الهلال وانتزعها منه أمس بعد فوزه على مريخ السلاطين برباعية نظيفة، حملت توقيع سيسه ونزار وبكري وصلاح الجزولي . رفع الهلال رصيده الى 55 نقطة، وتقدم على المريخ بنقطتين، علما ان صافي اهدافه يبلغ 39 هدفا، بينما حصيلة اهداف الوصيف لا تزيد عن ال 35. حطم الهلال آمال المريخاب الذين كانوا يأملون من السلاطين تعطيله للانفراد بالصدارة، لكن ابو الهل حسم الامر من الشوط الاول الذي انتهى بثلاثية. لم يمنح الهلال ضيوفه أي فرصة للتفكير بالوصول الى مرماه، او احراجه وسط جماهيره، فلعبها هجومية كاسحة، مع تأمين منطقة دفاعه بترسانة صلبة. سجل الهلال ثلاثة اهداف في اقل من ثلاثين دقيقة من بداية الشوط الاول ، الامر الذي يشير الى ان الجهاز الفني اعد الفريق بشكل جيد ، وجهّزه للمباراة بصورة مثالية. كان منح شارة القيادة للمظلوم بكري المدينة في وجود الحارس المخضرم المعز محجوب، رسالة واضحة بان فوزي بدأ يشتغل على كل الجوانب وخصوصا النفسية. مريخ السلاطين الذي بهدل المريخ قبل ايام قليلة في الفاشر، وكان الاقرب للفوز، لولا ظلم الحكام، لم يفعل شيئا امام الهلال، لان المقارنة كانت معدومة بين الفريقين. في الهلال مواهب متفردة، ولاعبين شباب واصحاب خبرة، لا تنقصهم الرغبة في تحقيق البطولات، وفي مريخ الفاشر ومريخ العاصمة لاعبين على قدر حالهم. كان المريخ الاب سيتعرض لنفس موقف ابنه، وكان يمكن ان ينال الرباعية وربما اكثر، لو قدر له مواجهة الهلال أمس، لكن العزاء في انه حتما سيلاقيه. قدم الظهير المتطور سيسه مباراة كبيرة واستحق جائزة نجم المباراة، فقد دافع ببسالة وهاجم بضراوة، وافتتح التسجيل من تصويبة بعيدة. وواصل الشغيل شغله النضيف، وشكل مع رباعي الدفاع، سيمبو واتير وفداسي وسيسه، ترسانة تكسرت تحتها كل محاولات السلاطين على قلتها. واكد صلاح الجزولي انه هداف ماهر وقناص بارع، بتسجيله هدفا من نصف فرصة، رغم انه شارك في الشوط الثاني كبديل لبكري المدينة. تميز المالي سيدي بيه باللعب السهل، والتمريرات المتقنة، ويبدو ان توجيهات الجهاز الفني المشددة، خلصته من الاحتفاظ بالكرة والمراوغة غير المجدية. اما نيلسون، فقد واصل هو الآخر تقديم المستويات المتميزة التي عرف بها منذ ان جاء للهلال قادما من اهلي الخرطوم في تسجيلات الصيف الماضي. ساهم نزار حامد في خلخلة دفاع المريخ، باختراقاته القوية ومراوغته المجدية، وتصويباته المتقنة، والتي استفاد من احداها وسجل هدف فريقه الثاني. أدى فداسي ادواره المرسومة باتقان وخصوصا الدفاعية، وظهر التجانس واضحا على اداء قلبي الدفاع، اتيرتوماس وسيمبو، اللذين لم يمنحا الضيوف أي فرصة لاختراقهما. وحتى الفرص القليلة التي وجدها مريخ السلاطين، نجح الحارس المعز في التصدي لها، ومحوري الدفاع الشغيل ونيلسون في افسادها. كان مدثر كاريكا اقل اللاعبين عطاءا، واكثر المهاجمين اهدارا للفرص، حيث اضاع فرصة انفراد كامل بالمرمى، لا يضيعها لاعب مبتديء. كان هناك فارق بينه وصلاح الجزولي، في التعامل مع الكرات التي تواجه المرمى، سجل الاخير بلعبة ذكية من نصف فرصة، واضاع كاريكافرصة لا تضيع. ينبغي على كاريكا ان يعيد النظر في مسيرته، وعليه ان يجيب على السؤال الذي يدور في اذهان جماهير الهلال ، وعشاق فنه، وهو ، لماذا لم يسجل غير اربعة اهداف في هذا الموسم؟. كاريكا لاعب كبير، وهداف خطير، وتعول عليه جماهير الهلال كثيرا في حسم العديد من المباريات المهمة، فلماذا لا يراجع نفسه ليعود جلادا للحراس كما كان. آخر الكلام شاهدنا مهند الطاهر بعد غيبة طويلة، في الشوط الثاني للمباراة، ويبدو انه جادي هذه المرة في استعادة اراضيه وارضاء جماهيره، بدليل انه قدم نفسه بصورة جيدة. صوب مهند قذيفة قوية بيسراه ، بعد دخوله مباشرة، نجح حارس المريخ في صدها، لينقذ فريقه من هدف فضلا عن تمريراته الناجحة وتنويعه اللعب. حرم الحكم الهلال من ركلة جزاء واضحة في الشوط الاول، عندما ابعد احد مدافعي المريخ الكرة بيده من رأس بكري،بعد الهدف الثالث مباشرة. على الحكام ان يفهموا ان فوز الهلال بثلاثية بيضاء، او حتى بعشرة لا يعني هضم حقوقه، وحرمانه من زيادة غلته، فالعدل يجب ان يكون اساس الحكم. أتاح الجهاز الفني الفرصة لوليد علاء الدين قبل نهاية المباراة بدقائق، وادخله بديلا عن المالي سيدي بيه، رغبة منه في تهيئته تدريجيا للاستحقاقات المقبلة. ان منح الفرصة للمالي سيدي بيه من البداية، ثم الدفع بصلاح الجزولي ووليد علاء الدين الغائبين عن التشكيلة لفترات طويلة في الشوط الثاني يؤكد الفهم العميق لفوزي. وداعية :حضر الأسد فاختفت الغزلان.