* بعد ان أعلن مجلس المريخ التعاقد مع المدرب الفرانكو ايطالي دييجو غارزيتو، المعروف لنا في السودان بحكم عمله السابق مع الهلال قبل موسمين، تباينت ردود الأفعال المريخية حول هذا المدرب. * مجلس المريخ اختار هذا المدرب بعد نقاش وتداول بين أعضائه حول الخيارات المطروحة.. حتى وقع الاختيار على المدرب غارزيتو، وتم تفضيله على المدرب الروماني لأن غارزيتو عمل طويلاً في القارة الأفريقية بل سبق ان قاد مازيمبي الكنغولي للفوز بدوري الأبطال الأفريقي ثم الوصول لنهائي بطولة العالم للأندية أمام انترميلان الإيطالي.. إضافة إلى ذلك فترة عمله السابقة مع الهلال، وبالتالي تعرفه على أجواء الكرة السودانية، وسايكولوجية اللاعب السوداني. * حيثيات اختيار هذا المدرب منطقية ومفهومة.. فالمعرفة بالأجواء السودانية والخلفية الطويلة مع الكرة الأفريقية وبطولات القارة تعتبر قاعدة أساسية مهمة لنجاح كل مدرب.. * المدرب حديث العهد الذي لا يملك أي فكرة عن فريقه ولاعبيه وعن الكرة في البلد وفي القارة الأفريقية، قد يحتاج إلى ثلاث سنوات قبل أن يقدم خبراته للفريق.. وهذا مبدأ في علم التدريب سبق أن قاله خبراء كرة عالميين.. وسبق أن ذكره لي مدرب وطني كبير قبل حوالي عشرة أعوام.. * بالطبع ليس هناك في السودان من يصبر على مدرب أجنبي (حديث العهد بالسودان وبالقارة الأفريقية) لفترة ثلاثة أعوام حتى يعي هذا المدرب ويلم بكل ما يجري حوله قبل أن يقدم خبراته..! * إذا حضر مورينهو أو غوارديولا لتدريب المريخ اليوم فلن يفعل أي منهما أي شيء ما لم يقضي فترة كافية للتعرف على امكانيات لاعبيه أولاً.. ثم تلقينهم أسلوب لعب جديد سيحتاج للوقت كي يستوعبه اللاعبون.. وبعدها يبدأ التفكير في الحصاد.. * أذكر من قبل إن المريخ بقيادة المدرب محمد عثمان دقنو اللاعب السابق بالفريق، تمكن من الفوز على الأهلي جدة في عقر داره 2/1 وكان يقود الأهلي جدة المدرب البرزيلي العالمي تلي سانتانا والذي قبل حضوره لتدريب أهلي جدة كان قد قاد منتخب البرازيل في كأس العالم 1982م وحتى بعد فترته مع أهلي جدة قاد منتخب البرازيل مرة أخرى في كأس العالم 1986م! * انظروا مدرب عالمي مونديالي وهو يقود فريق سعودي كبير توفرت له كل الإمكانيات انهزم أمام المريخ الذي يقود تدريبه أحد قدامى لاعبيه.. والسبب إن دقنو يعرف كل صغيرة وكبيرة عن فريقه ولاعبيه بينما كان المدرب المونديالي تلي سانتانا حديث العهد مع فريق الأهلي جدة!! * إذا كان المدرب لا يملك خلفية واسعة عن لاعبيه وتاريخهم فيستحيل أن يوفق في سد خانة تشغر في الفريق.. أو يحاول توليف لاعب في خانة تعاني ضعفاً! * ولنأخذ مثلاً بلقاء القمة على كأس السودان الأخير الذي كسبه المريخ 3/1 فقد كان المريخ يعاني مشكلة في طرف الدفاع الأيمن بإصابة بلة جابر وعدم وجود احتياطي متخصص في الخانة.. حيث لجأ برهان ومحسن لتوليف المدافع أحمد ضفر.. على أساس إنه كان يلعب في هذه الوظيفة مع فريقه الأسبق الحرية الأمدرماني.. وأيضاً سبق أن أشركه المريخ في هذه الخانة عندما كان يقود التدريب إبراهومة.. * توليف ضفر في طرف الدفاع الأيمن يعود لامتلاك المدربين برهان ومحسن خلفية عن هذا اللاعب والذي نجح في المهمة بدرجة امتياز حيث سجل هدفاً في المباراة وتسبب في الهدف الثالث للمريخ.. * إذا جاء مورينهو لتدريب المريخ لما عرف كيف يحل مشكلة طرف الدفاع الأيمن وربما لجأ للتجريب.. مما يعني إن معرفة المدرب باللاعبين وامكانياتهم وتاريخهم أمر في غاية الأهمية للنجاح في إدارة المباريات.. * الذين اعترضوا على اختيار غارزيتو، فئتان.. فئة ترفض الاستعانة بأي لاعب أو مدرب من الهلال.. وهؤلاء يأخذهم الكبرياء.. ويتأثرون بما يكتبه الإعلام الأزرق عندما يسخر من استعانة المريخ بلعيبة ومدربي الهلال السابقين.. وسخرية الإعلام الأزرق كلام فارغ.. علماً إن الهلال نفسه يستعين بلاعبي المريخ السابقين وحديثاً سجل سامي عبدالله ووليد علاء الدين والشغيل وفيصل موسى.. وكان يسعون لضم باسكال.. لكن المريخ قفل الطريق عليهم.. مثلما قفل الطريق عليهم عندما حاولوا تسجيل العجب، وكذلك الشبل إبراهيم محجوب.. وقبل هؤلاء سجل الهلال الحارس بهاء الدين وايفوسا ووارغو.. وإذا رجعنا للوراء قليلاً نجد إن هواية الهلال كانت هي تسجيل لاعبي المريخ مثل ادوارد جلدو وباكمبا وجاديكا والزنزون وحمودة وعلاء الدين يوسف.. أما في الماضي القديم فالمجال لا يسع للحصر.. وأصاب رئيس المريخ جمال الوالي بوصف الاحتجاج على الاستعانة بعناصر كانت في الهلال بالتهريج!! * وفئة اعترضت على غارزيتو بسبب المشاكل التي سببها في كل مكان ذهب إليه، ومعاداته لبعض اللاعبين مثلما فعل مع هيثم مصطفى بتحريض من شخصيات إدارية.. وهذه الأسباب مقبولة ومنطقية وكان يمكن مراعاتها، فقد كان يمكن أن تقلل من حظوظ اختيار هذا المدرب.. * وأنا شخصياً أتخوف من التغيير الجذري لطريقة اللعب التي اعتادها لاعبو المريخ لسنوات طويلة وهي طريقة 4/4/2 الأكثر شيوعاً في أفريقيا.. وقد يحتاج لاعبو المريخ لفترة زمنية حتى يعتادون طريقة غارزيتو ويجيدون تطبيقها.. ولكن من الذي سيصبر والكل متعطشون للانتصارات المتواصلة وجاهزون للانفجار والثورة ضد المدرب مع أول هزيمة؟! * غارزيتو يطبق طريقة 3/4/3 وهذه الطريقة تحتاج لثلاثي دفاع يمتاز بقدرات كبيرة وبالسرعة والقوة.. وتحتاج لثلاثة محاور يجيدون صناعة اللعب من الخلف بجانب أداء الأدوار الدفاعية بكفاءة عالية (ليت المريخ سجل اللاعب عمر بخيت الذي يصلح لطريقة غارزيتو). * عشرات المدربين الأجانب دربوا المريخ في السنوات الأخيرة وفشلوا في تحقيق أي انجاز دولي.. وشخصياً لم أعد أميل للتدريب الأجنبي الذي عادة ما يخفق لأسباب كثيرة.. منها عيوب في المدربين الأجانب أنفسهم.. ومنها عيوب في مفاهيمنا عن التدريب الأجنبي.. وأبرزها تعجل الحصاد وجني الثمار!.. كما أن الاستعانة بالتدريب الأجنبي يكلفنا أموالاً طائلة بالعملة الصعبة دون أن نجني ثماراً!! زمن إضافي * حقق الأهلي المصري ما يشبه الإعجاز أمس في نهائي الكونفدرالية الأفريقية أمام سيوي العاجي، بخطف فريق القرن لهدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع والذي امتد لست دقائق! * رغم الحشد الجماهيري الخرافي باستاد القاهرة والذي قدر ب60 ألف متفرج والتشجيع الهادر، لعب سيوي مباراة كبيرة وكاد أن يغتال الأهلي عبر العديد من الفرص المؤكدة، منها ما ارتد من العارضة، ومنها حالات انفراد مرت فيها الكرة للآوت جوار القائم مباشرة، ومنها ما علا العارضة والمرمى مكشوفاً!! * أجمل شيء جمهور الأهلي والأولتراس لم ييأسوا من الفوز فواصلوا التشجيع حتى الزمن الضائع، ولم يخرج أي مشجع من الاستاد على عكس ما يفعل مشجعو السودان في مثل هذه المواقف العصيبة! وهذا درس لجمهورنا.. * هدف الفوز أحرزه عماد متعب (التعبان) برأسية مركزة من عكسية رجل المباراة وليد سليمان.. وقد عانى الأهلي كثيراً من ضعف هجومه.. فقد كان صانع الألعاب وليد سليمان وحده الذي يهدد مرمى حارس سيوي العنيد.. * أرجو أن تكون عيون المريخ قد رصدت مهاجم سيوي رقم 11 (اسالي روجر).. مهاجم شاب قوي ومقاتل يتحرك في كل خانات الهجوم والجناحين، ويستخدم القدمين والرأس في التسديد.. اخطفوه بسرعة قبل أن تخطفه أندية شمال أفريقيا.. أو أوروبا!