* ونكتب اليوم بعيداً عن العكننة، ومد ألسنة السخرية في وجه الأحباء بنادي الهلال (مع أنهم يستحقون أن نُسِّير لهم جيشاً جراراً من السخرية أوله بصحيفة "الأسياد" وآخره عندنا كلما قفزت من القلم كلمة خرجت من صلبها جملة جديدة، علهم يعرفون قدر "الزعيم" ويكتبون جملة مفيدة) ..! * وما كتبت عن المريخ يوماً في غير مواضع الفخر (بعيداً عن رد العدوان الهلالي) إلا وأشفقت على محبي هذا النادي العظيم من الضغط على أعصابهم، فالحديث يأتي واضحاً مُراً والغصة تعتصر الحلوق والأسى ينزل جبالاً ليعتصر الضلوع، وكثير من المصائب الكبيرة لا يداويها حلب المآقي وتساقط الدموع ..! * قناعتي الراسخة - أختلف معي الناس فيها أو أتفقوا - أن أعلام الهلال بدأ في السنوات الأخيرة تسويق خطاب إعلامي يعتقد فيه أن كسب ود القارئ المنتمي لناديه لا يحدث إلا بإستفزاز الند المريخ، والسخرية من نجومه، وإفتعال المشاكل بداخله، وتأجيج نيران صراعه - إن وجدت - حتى تزيد الشقة بين المختلفين وتزاد الجفوة وتتسع الفجوة، فتحتدم المعارك بين ابناء البيت الأحمر فيضحي للوميض ضرام، لقناعتهم بأن (الحرب أولها كلام) . * لم يكن لدي مالاً أساهم به في مسيرة المريخ، وكثير مما أملكه للزعيم من الطفولة مشاعراً صادقة ما بخلت بها يوماً، وإسهام محدود لا يتجاوز (قيمة تذاكر المباريات) والهتاف الدواي من على المدرجات .. ! * عملي بالصحافة قبل سنوات ليست بالقصيرة لم يشعرني بأن واجبي كمشجع انتهى وينبغي الا تتعدى صلتي بالفريق (المشاهدة عن البعد) وظللت أحتفظ بمقعدي داخل الإستاد بينما أخترت الكتابة في الفن كمهنة، وكنت ميالاً بحكم الذائقة والقدرة علي قراءة الأعمال الفنية المختلفة الأتجاه لهذا الضرب من ضروب العمل الصحافي، وأحمد الله كثيراً فقد أكرمني فيه بتوفيق لامس سقف الطموحات وأرتفع فوق مستوى التوقعات . * عندما بلغ إستفزاز إعلام الهلال للأمة المريخية حداً لا يمكن السكوت عليه كنت حينها أنتظر (بغُبن مشجع مكلوم وبلا ترتيب مسبق) اللحظة المناسبة للإنقضاض على الأهلة الذين تفننوا في السخرية من الزعيم (إن كانوا إعلاماً او اداريين او اقطاباً او ناشطين بالمنتديات الألكترونية او روابط منظمة ومشجعين) ..! * ولأن رب العزة يمهل ولا يهمل جاءت خماسية مازيمبي وجئنا معها للكتابة بأسلوب السخرية الذي أختاروه نهجاً وأصبح لهم ديدناً، وعندما كتبنا به (مُطعماً بالحقائق الحارقة) لم يحتملونا وبدأت الدعوة الرسمية لمقاطعتنا من مجلس إدارة الهلال وأبتدرها رئيس النادي السيد صلاح إدريس آنذاك بنفسه ولم يجد أدنى حرج في التأكيد عليها في حوار مع الأستاذ كمال حامد عبر شاشة التلفزيون القومي، ونشطت ردود الإعلام الأزرق حتى بتنا من ثوابت مقالاتهم، في الوقت الذي تم فيه تعبئة وإعداد مسيرات الغضب الجماهيرية الهلالية لتزورنا ساخطة بمكاتب صحيفة (فنون) التي كنت أشرف برئاسة تحريرها، ولافتات الهجوم علينا وقتها لم تزدنا إلا تعلقنا بحب الزعيم ..(وكم أنت يا مريخ عظيم) ..! * غضب الأهلة، وخروجهم عن النص، وفقدانهم لأعصابهم، وعدم احتمالهم لبضع مقالات لاذعة كتبها صحافي مهتم بالفن تسخر من فضيحة دفنهم داخل مقبرتهم علي يد (موبوتو ورفاقه) كان دليل على أن الرسالة قد وصلت، وكل ما كنت أود إيصاله لإعلام الهلال وجمهوره آنذاك أن المريخ غني بابنائه وكثر منهم يعملون في الصحافة السياسية او الإجتماعية او الفنية او الإقتصادية (قادرين على الرد والردع)، فالقدرة على الكتابة بأسلوب ساخر متوفرة في البيت الأحمر ويمتلكها من هم ليسوا بصحافيين دعك ممن أحترفوا التحبير .. كانت الرسالة تقول هاهو الزعيم يرميكم بأحد أبنائه في (جس نبض كتابي) ومهمة إستكشافية قبل أن يدفع بالآخرين فلم تحتملوا حروفه الحارقة مما دفع أهل القبيلة الحمراء لتأجيل إنطلاقة حروف أسماء أخرى تجلس على رصيف الإنتظار رأفة بجهاز مناعة الهلال ..! * كثيرون نصحوني وقتها بالا أكتب في الرياضة وأن أتوقف عن إعلان انحيازي السافر للمريخ (حتى لا أخسر عدد كبير من القراء الهلالاب الذين يتابعون ما أكتبه في الفن ويحرصون علي قراءة مقالاتي)، وأعتذرت لهم لأن تقديراتي كانت مختلفة فالقارئ المرتبط بك عن قناعة ويتابع ما تكتبه لن يهزه إعلان ميولك السافر اللهم إلا إذا كانت هذا العلاقة ضعيفة وهشة البنيان . * لاحظت حجم الصدمة التي سيطرت على من أعرفهم من أعضاء بمجلس إدارة الهلال، وكثير من الزملاء الأصدقاء من الإعلام الأزرق، وبعض الأقطاب والروابط الهلالية خاصة وأنهم كانوا يحرصون على دعوتي بإستمرار في فعالياتهم الفنية، وقاموا مشكورين بتكريمي داخل النادي في إحدى لياليه الثقافية ..! * خضت التجربة وكلي إيمان بأن من (يبيع) كل شئ ويتجاوز ردود الفعل، و(يشتري) لافتات الدفاع عن المريخ، هو (الرابح) ..! * كان نهجي دائماً في الكتابة الرياضية الدفاع عن المريخ بأسلوب مبني على كشف قصور المعسكر الأزرق، وتعرية واقعه ورد الهجمات الجائرة على جمهور صفوة لا يهتم كثيراً بفارغ الأقوال وخطرفات إعلام الهلال ..! * كانت قناعتي دائماً أن العدوان الخارجي يحتاج لأقلام لا تهادن في الزود عن حياض الزعيم، لذا نادراً جداً ما تجدني أكتب عن شأن مريخي إداري إن كان معارضاً أو موالياً، والآن أختلفت التقديرات عندي فلا بد من وقفة عند بعض الشؤون الإدارية ولو لخمسة مقالات بعدها نعود لأهل (الفضائح المازمبية) ..! * ما يحدث من أبناء المريخ لضرب إستقرار النادي بسبب مشاكل وأجندة خاصة مع رئيس النادي، تحت مسميات معارضة مختلفة أمر غير مقبول البتة ، فالخطر على المريخ الآن ليس في العدوان الخارجي بل في ما يأتينا من أبناء المريخ أنفسهم . * ثمة تساؤلات تدور بالأذهان ساحاول الإجابة عليها بإستفاضة من خلال رؤيتي الخاصة عبر حزمة مقالات في الأيام القادمة. * أسئلة كاملة الجرأة والوضوح تبدأ بإستفهام مفاده : ألم يقدم رئيس نادي المريخ لفريقه ما يشفع له وإن صاحبت مشواره بعض الهنات ؟ .. والإجابة : نعم، جمال الوالي قدم ما لم يسبقه عليه أحد تلك حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو صاحب غرض، ولم يبخل على النادي بالكثير قبل القليل وكان ولا زال (الداعم الأول وجمل الشيل) ..! * بوضوح أكثر : هل للوالي أخطاء صاحبت تجربته الإدارية ؟؟ .. سؤال مباشر إجابته بالطبع له أخطاء، ومهمة تنويره بها ضرورية إن كان من الإعلام او الأقطاب او المعارضة الحقيقية التي قلبها على المصلحة المريخية . * هل التحالف هو الجسم المعارض الذي يمكن أن يلعب (دور المعارضة المريخية).؟ .. الإجابة : عندما تكون الأهداف مريخية خالصة بإمكانه فعل ذلك، ولكن التجمع الذي يحرص علي دعوة الزميل الحبيب خالد عز الدين (الصحافي الهلالي المعروف) لجلساته وحضور مداولاته وكأنه (مستشار التجمع المريخي الإعلامي) لا يمكن أن يفعل ذلك لأن الفرق كبير بين (تجمع أناس لهم رأي في جمال الوالي حتى ولو إختلفت إنتماءاتهم مابين مريخي وهلالي) ومن يهدف للمصلحة المريخية التي حتماً لا تتحقق بالأقلام والصحف الهلالية ..! * لا غضاضة من توجيه النقد لمجلس الإدارة من قبل الأقطاب والكيانات المعارضة، ولكن من ينشر تصريحاته في صحيفة هلالية يسخر خطها الأول من المريخ يغلق بفعلته تلك الأبواب في وجهه، فالجمهور المريخي يمكن أن يتفق معاك في النقد، ولكنه لن يقبل من يرتمي في أحضان الهلال بحجة أنه يعارض مجلس المريخ، ومنذ غداً نبدأ الحديث ..! نقش أخير لا تجعلوا من المريخ كبري تقرب للرجال احترموا الكيان فالإصلاح لا يحدث في صحف الهلال