عودة تراوري تعني ذهاب غارزيتو.. ومالك صنع أزمته بيده بلة جابر يعود لمربع الأزمات مجدداً ومقاعد البدلاء تحبط زغبير في وقتٍ أصبحت فيه فترة الانتقالات التكميلية في مايو وشيكة استفحلت أزمات عدد من نجوم الفرقة الحمراء ووصلت بهم مرحلة اللا عودة للكشوفات وفي مقدمتهم المهاجم المالي تراوري، فلو احتوى المريخ أزمة مالك اسحق الإدارية وبلة جابر التي تم تجاوزها أكثر من مرة وايهاب زغبير الذي وصل مرحلة الاحباط بسبب الجلوس على مقاعد البدلاء لا مجال لاحتواء أزمة تراوري الا باستبعاد المدير الفني غارزيتو وهي خطوة مستحيلة، لأن المريخ لا يمكن أن يتخلى عن المدرب الذي أعاده للطريق الصحيح لأجل لاعب متسيب لم يجده المريخ في كل المباريات الكبيرة. تكاد تكون أزمة المهاجم المالي تراوري هي الأكثر تعقيداً من بين كل الأزمات التي تواجه نجوم الفرقة الحمراء لأن المدير الفني للمريخ غارزيتو لديه قناعة كبيرة بأن أي فريق في كرة القدم لن يحقق أي انجاز يذكر الا بالانضباط وبالتالي يمكن أن يجامل لاعباً تنقصه الموهبة أو يقع في أخطاء ساذجة بمساعدته لتجاوز عيوبه الفنية حتى يعود ليصبح لاعباً مفيداً للفريق أما اللاعب المتسيب فمهما كانت موهبته لا فائدة فنية تُرتجى منه وبهذا المنطق تراوري لاعب غير مرغوب فيه بالنسبة لغارزيتو، وبعيداً عن المبررات التي ساقها الفرنسي لوسائل الإعلام المتمثلة في عدم انضباط اللاعب وغيابه عن التدريبات وتسيبه في العودة من بلاده لديه تحفظات أخرى على تراوري الذي لا ينضبط في التدريبات ولا ينشد المشاركة الا في بداية كل شهر حتى يضمن راتبه الأمر الذي جعل غارزيتو ينظر للمهاجم المالي باعتباره لاعباً يريد أن يأخذ كل شئ من المريخ دون أن يقدم له عطاء يذكر، كذلك يرى مدرب المريخ أن المهاجم المالي يتعالى على زملائه واذا أتاح له فرصة المشاركة في المباريات دون أن يشارك في التدريبات سيتعالى عليهم أكثر ويؤكد لهم أنه يعود من منزله ليشارك بصورة طبيعية على حساب من يجتهدون في التدريبات. ضياع آخر أمل للمالي قبل سفر بعثة المريخ إلى لواندا أسرّ تراوري للمقربين منه بأنه عائد من جديد للمشاركة مع الفرقة الحمراء وأن غارزيتو سيرحل لأن الفريق الأنغولي الثري اشترى الحكام وأعدّ نفسه جيداً لتلك المباراة وبالتالي سيكسب النتيجة وسيخرج المريخ من البطولة الأفريقية وفي ظل الترتيب السيئ للفريق في بطولة الدوري الممتاز فإن إدارة النادي ستقيل المدرب الفرنسي وستعيده من جديد للمشاركة لذلك بقى تراوري على أمل أن تطيح غضبة المجلس بغازريتو حال الخروج الأفريقي لكن الخبير الفرنسي الذي يعرف أدق أسرار التعامل مع البطولات الأفريقية نسف آخر آمال تراوري في البقاء مع الفرقة الحمراء عندما عاد من لواندا ببطاقة الترشح لدور الستة عشر وكان أول ما فعله غارزيتو بعد تحقيقه لهذا الإنجاز أن اجتمع برئيس النادي ووجد منه كل دعم لفرض الانضباط بحسم وصرامة لتصبح علاقة تراوري بالمريخ في انتظار فترة لا تقل عن شهر لينتهي كل شئ ويبحث المريخ عن مهاجم جديد ربما توصّل اليه غارزيتو الذي تحدث أكثر من مرة عن أن مشكلة فريقه الأساسية في المهاجم الهداف الذي يترجم أنصاف الفرص إلى أهداف وأنه سيصل إلى هذا المهاجم بحلول فترة الانتقالات التكميلية. مالك اسحق صنع أزمته بيده منذ أن تعاقد المريخ مع المدافع النيجيري مالك اسحق لم يستطع هذا اللاعب أن يأخذ موقعه في التشكيل الأساسي ولم يقدم المردود الفني المتوقع منه قياساً بالمستوى الرفيع الذي قدمه مع أهلي شندي، وعندما تم استبعاد مالك اسحق من تدريب الفرقة الحمراء بواسطة غارزيتو كان الخبر مُفاجئاً للجميع لأن مالك ورغم جلوسه بصورة مستمرة على مقاعد البدلاء كان من أكثر اللاعبين انضباطاً في التدريبات ولم يحدث أن تغيّب لأي سبب من الأسباب ولكن مالك الذي صبر كثيراً على مقاعد البدلاء ظن أن المريخ سيبادر بإنهاء خدماته في يونيو وتخوف من ضياع مستحقاته المالية عن فترته التي تمتد لعام ونصف عام آخر فاستبق تلك الخطوة بتقديم شكوى مفاجئة ضد المريخ لأنه لم يتسلم مستحقاته المالية لثلاثة أشهر دون أن يسلك اللاعب الطرق التي تقوده إلى مستحقاته وذلك حتى يضمن مالك موقف القوي حال الوصول إلى نزاع حول مستحقاته في فترة الانتقالات التكميلية برغم أن فرص مالك في البقاء كانت كبيرة لأنه حاصل على الجنسية السودانية التي تجعله خيار يمكن أن يلجأ اليه الأحمر في وقتٍ قريب، ويبدو أن مالك شعر بالتسرع في الخطوة التي أقدم عليها ويبحث الآن عن حل يعيده للمشاركة في التدريبات حيث حرص على حضور مران المريخ الصباحي بزي التدريب دون أن يشارك في المران وإن نجح مالك في الوصول إلى أي تسوية مع مجلس الإدارة يمكن أن يعود للمشاركة بصورة طبيعية لأن غارزيتو ليس لديه أدنى تحفظ على المدافع النيجيري لكن الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها مالك وأحرج بها مجلس ادارة المريخ أثارت غضب أعضاء المجلس وبالتالي فإن عودة المدافع النيجيري للمريخ تكاد تكون صعبة للغاية. بلة جابر يعود لمربع الأزمات من جديد طوال فترة غياب بلة جابر في المرة الأولى التي بدأت منذ مباراة الذهاب أمام عزام التنزاني وتواصلت حتى قبل إقلاع البعثة الحمراء إلى لواندا كان المبرر الثابت لغياب بلة أن اللاعب يعاني من إصابة تحول بينه والمشاركة في التدريبات لكن ما إن سعت الوساطة لاحتواء أزمته الا وعاد اللاعب دون جرعات علاجية أو تمارين تأهيل الأمر الذي يؤكد بأن غياب بلة في المرة الأولى كان بسبب أزمة مكتومة تحفّظ الطرفان عن الإعلان عنها، ومن جديد خرج بلة عن قائمة المريخ التي غادرت أمس إلى مدينة الأبيض فكان المبرر الجديد لا يختلف عن القديم بأن اللاعب يعاني من حالة مرضية تحول بينه والمشاركة وبالتالي تم استبعاده من الرحلة لكن المؤكد أن بلة جابر شعر بالاستياء لأنه عاد وانتظم في التدريبات واجتهد حتى يأخذ موقعه في التشكيل الأساسي لكن غارزيتو فاجأه بقرار صادم في مباراة كابوسكورب بإشراك رمضان عجب الذي لم يؤدي غير تدريب وحيد بعد أن كان يعاني من الإصابة فوصل بلة إلى قناعة بأن المدير الفني غير مقتنع بمستواه بدليل أنه لجأ للتوليف في الطرف الأيمن وبالتالي عاد من جديد لمربع الأزمات بصورة قد تصعّب كثيراً من مهمته في مواصلة مشواره مع الفرقة الحمراء. ظروف أسرية.. حالة مرضية.. تتعدد الأسباب لغياب ايهاب منذ عودة بعثة المريخ من لواندا ظل الحارس ايهاب زغبير بعيداً عن تدريبات الفرقة الحمراء حيث غاب عن التدريب الأول دون أن يقدم الجهاز الإداري أي توضيحات عن غيابه ثم غاب مجدداً وكان الحديث عن ظروف أسرية تحول دون مشاركة اللاعب ثم كان الحديث عن إصابة يعاني منها ايهاب لكن المؤكد أنه لا هذا ولا ذاك وراء غياب ايهاب، فالحارس الذي كان حريصاً على المشاركة في كل التدريبات وصل مرحلة الاحباط التام بسبب جلوسه بصورة متواصلة على مقاعد البدلاء حيث لم تصل الفرصة للحارس الثاني المعز محجوب الا في مباراة أهلي شندي نظراً لإصابة جمال سالم وبالتالي فهو لا يتوقع أن تصله الفرصة يوماً ما في وجود هذا الثنائي لذلك يبحث عن محطة جديدة تتيح له المشاركة بصورة منتظمة حتى يستعيد مستواه الثابت الذي وصل به لحراسة مرمى المنتخب الوطني الأول وفي ظل الهزة العنيفة التي تعرضت لها حراسة المرمى بأهلي الخرطوم لن يكون مستبعداً أن يفكر ايهاب في العودة إلى قواعده سالماً.