* بمناسبة مواجهة المريخ والترجي التونسي اليوم في ذهاب دور ال16 لدوري الأبطال الأفريقي.. أود أن أعيد للجيل الجديد ذكرى أول لقاء أفريقي جمع بين المريخ والترجي التونسي في ذهاب دور ال32 لبطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري عام 1986م أي قبل 29 عاماً و12 يوماً بالضبط.. وجاءت تلك المباراة بعد شهرين من فوز المريخ ببطولة شرق ووسط أفريقيا في تنزانيا والعودة بأول كأس دولي محمولاً جواً.. والمعروف إن المريخ فاز في المباراة بنتيجة 2/1 أحرزهما عصام الدحيش وجمال أبوعنجة وأحرز للترجي النجم الكبير طارق ذياب. * جرت تلك المباراة عصر يوم الأحد 6 أبريل 1986م، والذي واكب الذكرى الأولى لانتفاضة 6 أبريل 1985م وشرف المباراة الدكتور الجزولي دفع الله أول رئيس وزراء حكومة وطنية بعد الإنتفاضة الشعبية على نظام مايو.. وقد صافح د. الجزولي لاعبي الفريقين قبل بداية المباراة. * أدار المبارتاة طاقم تحكيم إثيوبي قاده جاجو بمساعدة باثيو وجوهين.. * لعب المريخ بالزي الأحمر الكامل بينما لعب الترجي بفنائل صفراء وأردية سوداء.. * تولى سامي عزالدين وطارق ذياب كابتنية الفريقين.. وقاد تدريب المريخ المدرب الوطني سيد سليم وقاد الترجي المدرب البرازيلي اماريلدو.. * مثل المريخ: حامد بريمة في المرمى.. إبراهيم عطا وصديق العمدة وكمال عبد الغني وعاطف القوز في الدفاع.. جمال أبوعنجة وإبراهومة المسعودية وسامي عزالدين (كابتن) في الوسط مرتضى قلة وعصام الدحيش ومامون صابون في الهجوم.. * وجلس في الإحتياطي: بولس بابتس.. طوكراوي.. بدرالدين بخيت.. عيسى صباح الخير.. سليمان مكين.. وفي الشوط الثاني دخل عيسى صباح الخير في مكان مامون صابون وبدرالدين بخيت محل سامي عزالدين.. * مثل الترجي: ناصر شوشان.. علي بن يحي.. لطفي جبارة.. خالد بن يحي.. فتحي الطرابلسي.. سمير الخميري.. عادل الأطرش.. نبيل معلول.. طارق ذياب.. علي بن ناصر.. بسام الجريدي.. ولعب هستري بدلاً عن طارق ذياب.. * أحرز للمريخ عصام الدحيش في الدقيقة (8) إثر ركلة حرة أرسلها عاطف القوز من جوار خط التماس.. * عادل المخضرم طارق ذياب للترجي في الدقيقة (21) إثر خطأ قاتل مشترك بين دفاع المريخ والحارس حامد بريمة، وأيضاً إثر ركلة حرة مرسلة من جوار خط التماس. * خطف جمال أبوعنجة هدف الفوز للمريخ في الدقيقة (68) من كرة (بليسنغ) على يمين حارس مرمى الترجي محمد الناصر شوشان. * المريخ لم يكن جيداً في الشوط الأول وتحسن الفريق كثيراً بعد دخول النحلتين عيسى صباح الخير وبدرالدين بخيت صاحبي المجهود الوافر.. * امتلأ استاد المريخ على سعته بالجماهير ولم يكن هناك موقع قدم، وتسلقت الجماهير أبراج الإضاءة بكثافة شديدة معرضة حياتها للخطر، ولكن الحمد لله فالمباراة أقيمت عصراً.. وقد شجعت جماهير المريخ فريقها بقوة.. ولكن الترجي لم يبد عليه التأثر بكثافة الجماهير وهديرها، فهو فريق متمرس يجيد اللعب في كل الأجواء.. * عقب المباراة أبدى التوانسة تخوفهم من مباراة الإياب وكلهم تحدثوا عن خطورة جناح المريخ الأيسر صاحب الرقم 11 (مرتضى قلة) وقالوا إنهم سيعملون له حساباً خاصاً في تونس، وأشادوا أيضاً بعصام الدحيش صاحب الهدف الأول.. وتحدثوا عن سرعة هجوم المريخ من الجناحين (عيسى وقلة).. * مباراة الإياب في تونس كسبها الترجي بهدف وحيد نتج عن ركلة جزاء احتسبها الحكم المغربي السيد حجام في الدقيقة 72 وأحرز منها نبيل معلول (المدرب حالياً) الهدف الذي منح بطاقة التأهل للترجي.. الذي استفاد من هدف طارق ذياب في أمدرمان ليتأهل بأفضلية الهدف في أرض الخصم. * بعثة المريخ هاجمت الحكم المغربي بشدة واتهمته بالإنحياز الفاضح للترجي وسرقة عرق وجهد لاعبي المريخ في مباراة الإياب.. وكان المريخ قد لعب بحماس وقوة ورجولة في ملعب المنزه.. وقاد الفريق هجمات مرتدة في غاية الخطورة وتألق الحارس محمد الناصر شوشان.. بجانب المدافع لطفي جبارة الذي استبسل ونال النجومية. * عقب المباراة جاء في جريدة الصباح التونسية عن غضب بعثة المريخ من التحكيم الآتي: (استعصى علينا عقب المباراة الاتصال بلاعبي ومرافقي نادي المريخ السوداني.. السبب؟ الحالة النفسية السيئة التي كانوا عليها..! يبدو أن السودانيين كانوا يتحرقون إلى الترشح.. لم يتصوروا أن الترجي ورغم العديد من (الحواجز) سيتمكن من إزاحتهم والعبور إلى الدور الثمن النهائي للبطولة الأفريقية.. السودانيون رموا بسخطهم وحنقهم على حكم المباراة المغربي السيد حجام.. رموه بأقبح الألقاب وبأحط الأوصاف لأنه حسب زعمهم لم ينصفهم وكان منحازاً للترجي. لم يترك السودانيون حداً يقترب منهم فلقد كانوا في حالة هيجان قصوى بعد مغادرتهم الميدان، التحقوا بحجرات ملابسهم ولم يمكثوا بها إلا للحظات قصيرة ليلتحقوا بعد ذلك بالحافلة التي أقلتهم مباشرة إلى مقر إقامتهم.. أكثر من هذا رفض اللاعبون السودانيون مصافحة نظرائهم من الترجي بعد نهاية المقابلة).. * واعتبر التوانسة إقصائهم للمريخ نجاحاً كبيراً وإليكم مقاطع من قلم المنجي المنصوري: (عندما انتهى الشوط الأول ومضى الشطر الأول من الفترة الأخيرة من لقاء الترجي الرياضي ونادي المريخ السوداني بدون أهداف ساورتنا المخاوف وارتكظت قلوبنا في صدورنا.... السودانيون تحركوا كثيراً بعد الهدف واعطوا الأولوية للهجوم حتى إننا كنا ننتظر إهتزاز شباك الحارس محمد الناصر شوشان بين الفينة والأخرى، ولكن هذا الأخير أنقذ المواقف الحرجة بمساعدة المدافع لطفي جبارة... وهكذا يواصل الترجي الرياضي طريقه بنجاح رافعاً راية كرة القدم التونسية وهو حري بالتقدير، ولا بد له أن يعد نفسه أحسن إعداد للدور ثمن النهائي الذي سيضرب فيه موعداً مع شباب اليكترونيك تيزي وزو الجزائري خلال شهر جويلية القادم، وحتى ذلكم الحين نتمنى النجاح والتوفيق للترجي الرياضي من أجل تمثيل مشرف جديد للكرة التونسية). * في عام 2010م مثل المريخ في دوري الأبطال الأفريقي وواجه في الدور التمهيدي سان جورج الإثيوبي حيث تعادل الفريقان 1/1 في أديس وفاز المريخ في أمدرمان 3/1 وشهدت هذه المباراة آخر وأروع هدف يحرزه النيجيري ايداهور قبل موته بأسبوع واحد فقط في مباراة الأمل.. * وفي دور ال32 بعد أسبوعين من رحيل ايداهور واجه المريخ الغزالة تشاد وتعادل معه في انجمينا 1/1 وفاز عليه في أمدرمان 2/صفر.. * في دور ال16 واجه المريخ الترجي التونسي حيث خسر المريخ صفر/3 في تونس نالها اينرامو وأيمن بن عمر وأسامة الدراجي من ركلة جزاء.. وفي أمدرمان تعادل الفريقان 1/1 بهدفي قلق ووجدي بوعزي ليتحول المريخ للكونفدرالية، وواجه في دور الترضية جيش النيجر وانتهت المقابلة الأولى في أمدرمان بالتعادل 2/2 وكاد المريخ أن يعوض في نيامي ولكن مهزلة التحكيم أطاحت به بالخسارة 1/2 ولا نريد أن يتكرر سيناريو 2010 هذا العام..