* قبل شهر تقريباً وعقب تصعيد لاعب المريخ ابراهيم محجوب للفريق الأول أطلق الفريق طارق تصريحاً في غاية الأهمية لم يجد حظّه من التناول الدقيق أو التحليل المضني حيث طالب الأمين العام لنادي المريخ الإتحاد السوداني لكرة القدم (بسن) قوانين تحمي المواهب التي ترعاها الأندية وتحفظ حقوقها المالية التي تكبّدتها في رعاية تلك العناصر وتدريبها وتأهيلها. * سعادة الفريق أشار إلى نقطة في غاية الأهمية وتحتاج للوقوف لأن اللاعب الذي يكمل فترته بالفريق الرديف كمثال إما أن يتم (تصعيده) للفريق الأول وفقاً لاتفاقية تعاقدية بينه وبين ناديه أو ينتقل لأي فريق آخر دون أن يحصل الفريق الذي رعاه وصرف عليه لقرابة الست أعوام خلال فترتيه بالشباب والرديف على أي قيمة مادّية مقابلة. * قبل أيام لفت انتباهي الخبر الذي تناول تفاصيل صفقة انتقال مهاجم نادي بيرنلي الإنجليزي (داني انجز) إلى صفوف ليفربول في صفقة (إنتقال حر) حيث سيكمل اللاعب عقده مع بيرنلي في الثلاثين من يونيو الجاري ولكن تلك الصفقة الحرّة ستكون خاضعة لإيقاف التنفيذ !! * وإيقاف التنفيذ المذكور فاجأ معظم النقاد الرياضيين بإنجلترا بما فيهم نادي ليفربول بعد أن تبادر إلى أذهانهم تساؤلاً موحداً مفاده (كيف تكون الصفقة حرّة وفي نفس الوقت ينشر نادي بيرنلي بياناً بموقعه الرسمي بعدم قبوله بالعرض المقدم من ليفربول مع استمرارية التفاوض حول القيمة المادية). * وهو نفس ما حصل تقريباً عندما إنتقل لاعب ليفربول الحالي (دانييل ستوريدج) من مانشستر سيتي إلى تشيلسي في العام (2010) بصفقة إنتقال حر ولكن الأخير دفع للسيتي مبلغ ستة ملايين ونصف المليون جنيه إسترليني. * نعم، داني انجز يبلغ من العمر (22) عاماً وعقده مع بيرنلي ينتهي في الثلاثين من يونيو الجاري ولكن هناك ما يسمى ب (Professional Football Compensation Committee) أو (لجنة تعويضات الأندية المحترفة) وصميم عملها هو حماية الأندية التي ترعي المواهب ولا تستطيع التأمين على بقائها بالفريق وفقاً لعامل السن (تحت 24) عام. * اللجنة المذكورة تابعة لرابطة الدوري الإنجليزي وهى الجهة الوحيدة التي يتعيّن عليها (تقييم الصفقة مادياً) وفقاً لعدة معايير نذكر منها (عدد السنوات التي قضاها اللاعب في النادي القديم)، (والبنود الشخصية في تعاقده الجديد)، (العروض التي نالها إبان ظهوره مع فريقه القديم)، (مشاركاته مع منتخب بلاده). * حالياً في السودان نحتاج بشدة لسن مثل هذه القوانين والتشريعات حتى تحظى الأندية التي تنتقي المواهب وتصرف عليها وتؤهّلها على تعويض مادي مناسب حال عدم تصعيد اللاعب للفريق الأول وليس الإنتقال كيفما إتفق وضياع كل مجهودات التأهيل والإعداد. * فليس من المنطق ان استقطب أحد اللاعبين منذ السادسة أو السابعة عشرة حتى يبلغ الثانية والعشرين ويترعرع في كنف النادي ثم يغادر دون أن يجد النادي أي قيمة تعويضية مناسبة. * ولكن قبل الشروع في سن مثل تلك القوانين على الإتحاد العام (تفعيل) منافسات المراحل السنية بدلاً من حالة الضياع التي تشهدها خلال الوقت الراهن بحجة عدم توفّر الملاعب والحكام رغم أننا نشهد كل فترة افتتاح أحد ملاعب الناشئين بولاية الخرطوم عبر احتفائية كبرى !!!. * والأهم من وضع تلك القوانين هو (إختيار) أعضاء للجنة المعنية تتمتع بكامل (الأهلية والحياد) وتبتعد عن التعامل بعقليات (المشجعين) حتى لا تؤثّر على تحديد القيّم المالية التي يجب أن تحظى عليها الأندية وفقاً للانتماء الضيّق الذي نخر جسد المواقع الإدارية الكروية بالبلاد. * حاجة أخيرة كده :: قانون رائع من مهد كرة القدم في العالم.