* عندما يستضيف ريال مدريد أو برشلونة الإسبانيين أي من الأندية التي لا تمتلك سمعة أو تقبع في مراكز متأخّرة بروليت الترتيب العام للدوري الإسباني فإنك لن تجد سوى مدرجات ممتلئة على آخرها حيث يفوق الحضور الجماهيري ال (60) ألف متفرج لأنهم على موعد مع الاداء الممتع والكرة الجميلة على مدار التسعين دقيقة بصرف النظر عن الخصم. * ونفس الأمر يحدث مع العديد من الفرق الأوروبية وحتى العربية حيث لا تكترث جماهيرها للخصم الذي يواجه فريقهم وحجمه بقدر ما تحرص على ملء المدرجات ومؤازرة فريقها والإستمتاع باداء لاعبيها. * كتبت سابقاً بأن نجاح الإستثمار في كرة القدم يبدأ بالإستفادة من (شعبية النادي) وتلك الإستفادة لن تعرف طعم النجاح إلا بتحقيق الفريق لنتائج ايجابية وتقدّمه في المنافسات القارية إضافة لتميّز لاعبيه بالعرض الجاذب سواء على مستوى الفرد أو المجموعة. * الحضور الجماهيري الذي تابع لقاء الأمس بين (المريخ والهلال الفاشر) في الجولة التاسعة عشر من بطولة سوداني للدوري الممتاز أحسب أنه أفضل بكثير من مستوى الحضور خلال لقاءات الممتاز السابقة التي خاضها المريخ على ملعبه (رغم أننا نطمح لأكثر من ذلك). * الحضور المذكور لم يأت من فراغ وإنما بسبب النتائج التي حققها الأحمر في البطولة الافريقية والعروض المميزة التي قدمها حتى الآن إضافة لتواجد عناصر تعرف كيف تمتع الجماهير سواء بالمهارات الفردية أو الاداء القتالي والجاد. * لذلك نرجو أن يضع مجلس الإدارة وقطاع الإستثمار تلك النقطة في الإعتبار فتكلفة اللاعبين المميزين (الباهظة) يمكن استردادها بسهولة من جودة الحضور الجماهيري طالما أن المتعة ستكون حاضرة. * نعود للمباراة ونقول أن المريخ قدّم عرضاً مميزاً رغم ارهاق السفر وقلّة التمارين التي خاضها منذ وصوله من الجزائر إضافة لبعض التغييرات التي طرأت على التوليفة الرئيسية كمشاركة علي جعفر والمعز محجوب وتعويض أيمن سعيد لرمضان عجب وبداية ضفر. * خلال الشوط الأول استحوذ المريخ على الكرة تماماً وحبس خصمه في منطقته طيلة الخمس وأربعين دقيقة الأولى ولكنه عجز عن صناعة الفرص بسبب تكتّل لاعبي الهلال الفاشر (بالكامل) أمام منطقته المحظورة. * استراتيجية هلال الفاشر قدّمت خدمة مجانية للجهاز الفني للمريخ لأن وفاق سطيف وإتحاد العاصمة سيلعبان بنفس التكتيك خلال مباراتيهما المقبلتين مع الأحمر. * خلال تلك الوضعية الدفاعية لهلال السلاطين (في شوط اللعب الأول) عجز المريخ عن صناعة فرص حقيقية وفشل في إستثمار (خمس ركنيات) ولم يقو على ضرب التكتّل الدفاعي من (الأطراف) بسبب العرضيات السيئة التي خرجت من أقدام (علي جعفر) وعدم ترجمة العرضيات النموذجية التي أرسلها الغاني كوفي سواء من الكرات المتحركة أو ضربات الزاوية. * وهى نقطة يجب أن يلتفت إليها الجهاز الفني لأن تكتل الخصم يٌضْرَب عن طريق الأطراف ومالم تمتلك لاعبين يتميزون بالضربات الرأسية فإنك ستجد المعاناة أمام النهج الدفاعي المذكور. * هدف المريخ الأول ترجمه ضفر (بتمركز ممتاز) بعد أن تلقى كرة عرضية من كوفي فشل ديديه في استثمارها ونجح ضفر في ايداعها للمرمى. * خلال الشوط الثاني أجرى غارزيتو تغيير داخلي بتحويل كوفي للجهة اليسرى وديديه للجهة اليمنى وحينها لم يصمد هلال السلاطين أكثر من ثواني ليحرز أوكرا الهدف الثاني للمريخ بعد أن تلقى عرضية مميزة من اللاعب ديديه بعد مجهود فردي رائع. * أضاف أوكرا الهدف الثالث بعد أن تلقى (تسديدة) من ديديه احتج عليه لاعبو الهلال الفاشر رغم صحته البائنة ولكن يبدو أن مفهوم التسلل لديهم مغلوط وعليهم أن يتابعوا الخبير سيحة عصر اليوم. * الهدف الرابع جاء غانياً خالصاً بعد أن تبادل كوفي الكرة مع اوكرا (ون تو) ويضرب بها أكثر من مدافع ويكمل المتعة الحمراء في ليلة اكتساح هلال السلاطين. * ثلاث نقاط وأربعة أهداف وعودة اوكرا وحضور جماهيري مميز حصيلة أكثر من رائعة. * حاجة أخيرة كده :: هدف هلال الفاشر (تفريط رقابي) من أمير كمال ! اصحى يا كابتن.