* تظل هنالك جوانب مشرقة دائماً حتى في الانكسارات، وفي مثل هذا الخروج الذي أطاح بين عشية وضحاها هلال الشعب السوداني ومريخ العرضة الجنوبية من جنة الأبطال "وسقطو" في مرحلة على بعد خطوة واحدة من النهائي ومداعبة حلم الكأس الأفريقية..!! * الهلال ظل لصيقاً بهذه المرحلة أو التي تسبقها، ولمواسم متتالية منذ أن صنع الأرباب صلاح إدريس بعبع 2007 الذي هز أركان القارة ودوخ أبطالها وانتزع مكانه في القلوب وهيبته في الأحراش، وقد ظل مذ ذاك في المجموعات، وبات الثابت أبداً هو وجود الهلال "وأي سبعة فرق أخرى" في المجموعات، وتقارير موقع الاتحاد الأفريقي لا تخلو من سيرة الأزرق العاتي الذي ظل شمساً تدور حوله كواكب الأبطال، ولا تكاد تقترب منه فتحترق، ولا تنازله لتخترق، فقد أسس الهلال لسطوته وهيبته وانتزع احترامه من قوته وصولاته لذلك فإن كل الأندية صارت تبني حسابات نقاطها بعيداً عن مباريات الهلال المدهش..!! * خلاصة هذا القول ان وجود الهلال في مرحلة المجموعات أو نصف النهائي لم يعد حلماً للجماهير الزرقاء ولا نهاية المطاف، فالطموح يكبر كلما دبت العافية في الجسد، والأمنيات تتنامى يوماً بعد يوم طالما أن هنالك اجتهاد وسعي دوؤب للوصول إلى شيء ما، لذلك فإن الهلال دخل هذا الموسم كما دخل سابقيه بعشم الوصول إلى الكأس الغالية، ولكنه تعثر في الأمتار الأخيرة كالعادة وخرج، ولن يتوقف عند هذا الحد، بل سيواصل الرجال جهدهم في الموسم الجديد، وسندعمهم بلا حدود ولا إحباطات، ولا تكسير مجاديف..!! * أما المريخ، ولنكون أكثر واقعية في التناول فإنه لم يكن ليحلم أبداً بالوصول إلى هذه المرحلة، ولم يكن حتى يخطط لذلك، وتلك حقيقة لا يستطيعون نكرانها أبداً لأنها تمثل واقعاً معايشاً مع عشاق المريخ، ولعل المريخ استصحب معه خيبات السنوات الفائتة، حينما كان يغادر سنوياً إلى شتى بقاع الأرض مستصحباً معه الكثير من الأسماء الجديدة المحترفة من مشارق الأرض ومغاربها، ونقرأ أحلام "حسن محجوب" بأن مريخ السنة دي "نار منقد" ثم "نهبهب" النار ولا يتطاير إلا الرماد في التمهيدي، ثم نفاجأ به ينظم سيكافا..!! * كان حلم المريخ أن يتجاوز تمهيدي "الموسم ده" بأي شكل من الأشكال، وأن يحقق ولو خطوة وحيدة جيدة في مشوار الأبطال، وكان له ما أراد في "ملحمة عزام" ثم تخطى من بعده، وشاءت الظروف أن يتجاوز الترجي ويصعد إلى المجموعات، وحينذاك عرف المريخ أن لديه شيء من قوة واستعاد شيئاً من ثقته في شخصيته كفريق يمكن له المنافسة، وحتى في المجموعات فقد سعى المريخ إلى أن يتجنب "طيش المجموعة" فقط دون تفكير في التأهل إلى نصف النهائي، باعتبار أن هذا انجاز يحسب لفريق جديد ومدرب جديد، ولكنها "مشت معاهو باسطة" فاصطدم بمازيمبي، وليس من رأى ثلاثية ساماتا كمن سمع ببدعة "البودي قاردات الأربعة"، فخرج الاحمر..!! * الجميل في الخسائر هذه موجة الحزن التي عمت الأرجاء، والتي كانت ترى أن أنديتنا أحق بالوصول إلى النهائي، وهذه محمدة ينبغي أن ننميها، وتنميتها ليس بسقايتها "موية و(ساماتا)" بل بقراءة الأخطاء التي ظهرت، ومعالجة المشكلات بتروٍ ، والتحضير لموسم جديد، نعيد فيه نفس السعي، ونضاعف المجهود، فالصدفة لا تصنع بطلاً، ولكن يمكن لها أن توصله إلى مازيمبي "وعينكم ما تشوف إلا النور"..!! * خططوا للموسم الجديد، أطلقوا الكشافة في أرجاء القارة لاستخراج درر كروية شابة تكون إضافة وليس خصماً، لا تعبثوا بالمنطقة الفنية لمجرد خسارات عابرة، امنحوهم فرصة جديدة وثقة جديدة، عسى ولعل أن نشاهد أحد الناديين متوجاً بالذهب..!! * هيثم كابو: لو "ساماتا".. نهائي أبتال بي وين؟؟ * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!