الكوتش الكبير رحمة الله عليه سليمان فارس أحد أفضل نجوم العصر الذهبي ومدربيه, والذي فرض على الكرة المصرية التي لعب لها محترفاً في أكبر وأهم أنديتها الأهلي المصري حتى استحق ان تلقبه الكرة المصرية بالسد العالي أهم مشروعات مصر حتى اليوم, كانت له مواقف تاريخية عديدة وهو مدرب رأيت أن استرجع بعضها لما فيها من دروس نحتاجها اليوم وفي أول مواقفه أنه كان مدرباً لنادي التحرير وفي إحدى مباريات فريقه في دوري الدرجة الأولى أمام المريخ ومع بداية الشوط الثاني أشار لواحد من لاعبي الفريق بأن يغادر الملعب ليستبدله بلاعب من الاحتياطي, الذي أعد نفسه على الخط, وفي ذات اللحظة تعالت أصوات جماهير التحرير على قلتها تشتم في اللاعب وتصرخ: ( ما كان تطلع ال..... من قبيل!) فما كان من الكوتش السد إلا أن يشير للاعب ليبقى مكانه داخل الملعب ويواصل المباراة حتى نهايتها, وكان الكوتش بذكائه الذي عرف عنه أراد أن يرسل رسالة للجمهور بأنه يرفض أولاً شتمهم للاعب, وثانياً ليؤكد لهم أنه لن يستجيب لمطالبهم حتى يكفوا عن التدخل في إدارته للفريق. ثاني مواقفه أنه كان يشرف على تدريب الهلال وكان الفريق في بورتسودان يؤدي مباراة هامة أمام أحد أنديتها وكانت بعثة الهلال برئاسة سكرتير النادي وهو تاجر معروف, واثناء المباراة نزل السكرتير من المقصورة واتجه نحو السد وانحنى نحوه وهمس له بشئ في أُذنه فما كان منه إلا أن صرخ فيه بصوت عالٍ أسمعه لكل المقصورة قائلاً له: (هل تدخلت أنا يوماً في تجارتك وبضاعتك التي تبيعها في السوق؟), ويومها ,للأمانة, شارك السكرتير الجمهور الضحك وتقبل حديثه بكل هدوء, ومن يومها لم يعد أي إداري يتدخل في عمل السد وتجنبه كل الإداريين. ثالث مواقفه والأكثر غرابة أنه كان مشرفاً على نادي التحرير وفي مباراة له وبينما كان المتبقي من المباراة 25 دقيقة ولم تتبقَّ له فرص للتبديل ووسط دهشة الجميع وقف السد على الخط وأشار لواحد من لاعبيه أن يخرج من الملعب, وكان اللاعب من الذين يؤدون أداءً جيداً وقابل الجمهور تصرفه هذا باستنكار شديد لأنه أولاً لم تعد له فرصة للتغيير وثانياً لأن اللاعب الذي أمره بالخروج لم يكن سيئاً ولكن السد لم يلتفت لصيحات الجماهير وأكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين ووفق في الانتصار ولما خرج من الملعب هرول نحوه بعض الصحفيين وتوجهوا له بالسؤال عن تصرفه هذا وأن اللاعب لم يكن سيئاً, ولكنه قال لهم ببرود شديد: أعلم أنه كان من اللاعبين الأكثر حركة ولكنه كان يلعب على هواه هو ولا يلتزم بما رسمته له من دور في الملعب وبهذا فهو يفسد خطتي التي ألعب بها. تذكرت مواقف السد هذه لما فيها من درس للجمهور وللإداريين وأنا أتابع قضية لاعب المريخ أحمد الباشا ومدربه يستبدله بأمر الجمهور, بل يذهب لأبعد من هذا وهو يصرح للصحف ويقول إن الباشا كان أفضل لاعب في فرقته ولكنه يحترم رأي الجمهور!! قضيتنا الآن أننا نفتقد المدرب قوي الشخصية الذي لا توجهه الجماهير بصراخها ولا يقبل تدخل الإداريين (آسف التجار) في عمله (طبعاً من التجار) الذين لقنهم السد درساً في بورتسودان (حليلك يا سليمان فارس) كما أن قضيتنا أن الجمهور بسلوكه الذي تستجيب له إدارات الأندية ويتجاوب معه الإعلاميون والمدربون لهذا فهو يمثل أكبر عامل سلبي ضد تطور الكرة فما من لاعب ظهر بمستوى متدنٍ في مباراة الا ولاحقته لعنات الجمهور وما, من نادٍ خسر مباراة الا ولاحقته لعنات الجماهير بل وربما الاعتداء عليهم حتى أصبح مظهراً مألوفاً أن يخرج اللاعبون تحت حماية الشرطة. وكونوا معي غداً في وقفة مع حديث الكوتش مازدا عن المنتخب الرديف ويا له من حديث عجيب!!