إبان الازمة التي كان بطلها الكابتن هيثم مصطفى كنت اتعاطف معه تماما ليس انحيازا لهيثم ضد مدرب الهلال ولكن لان اطرافا اخرى ادارية كانت جزءا من ازمته وبالطبع فان وجود تدخل اداري في قضيته يفرغها من ان تكون قضية فنية, ولكن ما صدر عن الكابتن هيثم في مباراة الهلال واهلي شندي هو موقف يعني امرا واحدا وهو انه يعبتر نفسه لاعبا لا يخضع للمدرب وانه اكبر من المدرب وهذا خط احمر مهما بلغ البرنس من النجومية والقدرة الفنية. وايا كان الرأي في المدرب وهذا ما لا نملك ان نتدخل فيه ولا اظن تقييم المدرب فنيا يمكن ان يكون مباحا لغير المختصين فنيا وهذه بكل اسف من اكبر علل الكرة السودانية, فالجمهور والصحافة غير المتخصصة فنيا تضع نفسها حكما على المدرب وهي لا تملك التأهيل الفنى. ومع هذا وبصرف النظر عن الاراء المتضاربة حول كفاءة المدرب فانه في نهاية الامر هو المدرب المسئول وبهذه الصفة هو فوق الجميع وبصفة خاصة فوق اللاعبين سواء كان هذا اللاعب هيثم مصطفى او ميسي, لهذا فان ما صدر عن هيثم وبصورة مستفزة لمدربه قصد بها التقليل منه امام الجمهور انما هو تصرف يستحق عليه العقوبة مهما كان نجما جماهيريا. فلقد عرفت الكرة السودانية نجوما لا يقلون عن البرنس ان لم يكونوا افضل منه حتى في الهلال الذي عرف عبر تاريخه كوكبة من الكباتن اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الامير منزول فان لقب هيثم البرنس قد سبقه اليه منزول بالامارة, ثم كان جكسا والدحيش وقاقا وكسلا ومصطفى النقر وسبت دودو ونجم النجوم امين ذكي وابو علي ودريسة وابراهيم يحيى وديم الصغير وعبده مصطفى في الوسط وغيرهم كثر.. لهذا ما كان للكابتن هيثم ان يسود نجوميته بفعلة كهذه يقصد بها اثارة الفتنة واستعداء الجماهير على مدربه ايا كان رأيه فيه فهذه سقطة يكابر من يقبل بها او يجد له عذرا فيها.. فالمدرب وبصرف النظر عن أي رأي فيه فانه طالما ارتدى طاقية المدرب فان هيثم تحت امرته وأي خروج عن هذا المبدأ يحسب عليه. واين انت يا كابتن من الفيفا صاحب الكلمة العليا في كرة القدم, فهل يعلم هيثم ان الفيفا لما قرر فى مؤتمره العام ان يقيد مشاركة اللاعبين الاجانب مع الاندية وقرر الا يشرك النادي اكثر من خمسة لاعبين اجانب عند بدء المباراة الا انه لم يجرؤ ان يتدخل في اختصاصات المدرب الفنية لهذا لم تفرض عليه او يتدخل في سلطته في تغيير اللاعبين حتى يحافظ على هذه النسبة بحيث يحظر عليه ان يستبدل لاعبا وطنيا بلاعب اجنبي حتى يحافظ على مشاركة خمسة اجانب فقط في المباراة, لهذا ابقى على سلطة المدرب الفنية واحترم حقه في ان يستبدل ثلاثة لاعبين وطنيين بثلاثة اجانب, اذا كانت هذه رؤيته الفنية حتى لو ادى هذا لان يصبح عدد الاجانب فى الملعب ثمانية لاعبين لانه لو قرر غير ذلك يكون قد تدخل في اختصاص المدرب فنيا بان يبقي على اللاعب الوطني حتى لو كان مستواه يستوجب استبداله ليخرج لاعبا اجنبيا مستواه افضل وهكذا خضع الفيفا لصلاحية المدرب الفنية المطلقة وهو يعلم انه باحترامه لهذه السلطة يفتح المجال لمشاركة ثمانية لاعبين اجانب بدلا عن الخمسة التي راى انها تقيد الاندية بها فلم يتدخل في التغيير حتى لو كان هذا على حساب ما يرغب فيه بالتقليل من مشاركة الاجانب, فكيف تفعل يا هيثم ما لم يفعله الفيفا رغم جبروته وعلو مقامه؟! فكيف لك يا هيثم تعطي نفسك الحق في ان تحكم المدرب في الاحلال والابدال؟ ثم لماذا تريد ان يكون هذا الحق لك وحدك وما دمت ترى انه لا يملك حق استبدالك وفق تقديراته هو فمعنى هذا ان يوقف المباراة ليأخذ رأيك في اللاعب الذي يستبدله بل واظنه يتعين عليه ان يترك لك امر العشرة لاعبين الذين يشاركونك المباراة ما دمت انت ثابت في التكوين ومحظور استبدالك وكأنك تقول له انا ثم سمي عشرة يشاركونى ولا يحق لك ان تستبدلني لا اخفي عليك انني بحثت عن اي مبرر لتصرفك هذا فلم اجد فيه الا غرورا لا مكان له في عالم كرة القدم, ف(بيليه) افضل نجم عرفه العالم استبدله مدربه هنا في السودان وامام الهلال فلم يبد اي تذمر احتراما لان المدرب لا بد ان تكون لديه اسبابه وهو وحده الذي يقدر الموقف في الملعب, فليس معنى استبدال اللاعب يعني التقليل منه.. وكم من مرة جلس كابتن المريخ العجب على كنبة الاحتياطي واظنه ليس اقل اهمية منك في ناديه! وهل يعلم البرنس ان ثلاثة من افضل النجوم الذين عرفهم السودان الكباتن الدحيش وقدورة وحسبو صاحب الهدف الذي حقق كأس الامم الافريقية الوحيد للسودان سنة 70 لما تذمروا في وجه المدرب في اولمبياد ميونخ 72 أبعدهم من التشكيلة على الرغم من انهم لو شاركو لحققوا للسودان مركزا افضل في الاولمبياد كما تمت معاقبتهم بالايقاف عند عودتهم للسودان و فى مقالة سابقة عن الكوتش سليمان فارس تناولت مواقفه كمدرب, فهل يعلم هيثم انه ابعد الكابتن جيمس مدافع التحرير وافضل لاعبيه ومن افضل المدافعين الذين عرفتهم الكرة السودانية في الاندية والمنتخب الوطنى لما اراد ان يفرض شخصيته عليه ابعده من تشكيلة الفريق وهو مقبل على مواجهة هامة امام الهلال فكان في موقفه درسا لم ينساه جيمس. وهل تعلم يا هيثم ان الكابتن ابوالعائلة رئيس نادي المريخ شطب فرقة المريخ الاولى الحافلة باكبر النجوم الذين عرفهم المريخ واستبدلها بالاحتياطي وهو مقبل على مواجهة مع الهلال ليقدم بهذا درسا في الانطباط ويستحضرني موقف للكابتن صالح سليم رئيس النادي الاهلي يوم ان اراد افضل لاعب عرفته افريقيا وليس مصر الكابتن الخطيب ان ينصب نفسه فوق مدرب الفريق وادارة النادي, فلقنه درسا وهو يرفض حتى مقابلته واحاله لمدير الكرة وللمدرب بحكم انهما جهة الاختصاص مما ادى لتوقفه عن اللعب حتى عاد لاعبا عاديا منضبطا لا يختلف عن بقية اللاعبين. خارج النص: عفوا اذا أرجأت الحلقة الثانية والاخيرة حول موضوع وكيل اللاعبين مولانا عبدالله محمد الحسن وموعدكم مع هذه الحلقة غدا باذن الله.