اللجنة الفنية والثقافية للمدربين باتحاد كرة القدم المحلي الخرطوم شرفتني ان أكون واحداً من المحاضرين في برنامج ورشة التدريب للفعاليات والبرامج الثقافية خلال الموسم 2016 ولقد تضمنت البرامج محاضرات عملية ونظرية شارك فيها نخبة من المدربين حيث قدم كل من الاساتذة شوقي عبدالعزيز محاضرة عملية عن مراحل متطلبات الاعداد وكيفية التخطيط للموسم الرياضي صلاح فضل الله في يوم السبت 9يناير وفي السبت 16 يناير الدكتور معتصم خالد عن مراحل الاعداد المتقدم وفي النظري صلاح فضل الله والدكتور عوض ياسين عن مكونات الاحمال والسبت 23 الخبير أحمد بابكرعن تكامل مهارات وتكتيك وفي الجانب النظري الدكتور عثمان اندلي عن التغذية وفي اليوم الأخير 30 يناير الخبير أحمد بابكر عن بناء الفريق وكان خاتمة البرامج في نفس اليوم شخصي في محاضرة عن المدرب والاعلام الرياضي. وقد جرت فعاليات البرامج بملعب استاد الخرطوم للمحاضرات العملية من الصباح الباكر والنظرية في قاعة اتحاد الخرطوم وكان الحضور والمشاركة مميزاً الا ان اللافت غياب المدربين الذين يستأثرون بالاضواء الإعلامية لاشرافهم على كبرى الاندية والمنتخبات الوطنية وهو مسلك لا مبرر له لأن واجبهم ان يشاركوا ليثروا هذه المحاضرات لخدمة زملائهم خاصة من شباب المدربين فلماذا هذا التعالي..؟ سؤال أتمنى ان يجيب عليه الاخوة كبارالمدربين الفاتح النقر ومحسن سيد والديبة وجبرة وغيرهم من مدربي الفرق الكبيرة ومع هذا والحق يقال ان مستوى الوعي الثقافي كان لافتاً في الحضور مما أثرى الحوار على مستوى مميز. دفعني لهذا الموضوع ان تكون خاتمة المحاضرات عن المدربين والإعلام الرياضي مما يؤكد حقيقة ادراك هذا القطاع لاهمية الإعلام في شأن المدربين وهو موضوع في غاية الاهمية بل والخطورة لأن علة التدريب والمدربين وأكبر السوالب في مسيرتهم وهم العمود الفقري للارتقاء بالمستوى الفني للعبة هو الإعلام لهذا حسناً فعلت هذه اللجنة ليس لأنها شرفتني بهذه المحاضرة فهذا جانب ثانوي فالأهم ختيار هذا الموضوع في خاتمة البرنامج لأن فتح ملف الإعلام الرياضي أكثر أهمية لأنه يتحمل اكبر مسئولية في عدم توفير المناخ المناسب للمدربين حتى يقدموا اسهاماتهم الفاعلة لترقية المستوى الفني لهذا رأيت ان ما تحقق من هذه المحاضرة ان يفتح ملف الاعلام الرياضي والتدريب من أجل حوار صريح ومثمر لأهمية هذا القطاع ولأنه بكل اسف من أكبر ضحايا الإعلام الرياضي فهو المسؤول عن عجزه عن اداء دوره في مناخ مناسب لأسباب عديدة أرجو ان نتناولها بشفافية تامة بأمل الوصول لحلول عملية لأن عدم وجود تجانس بين الاعلام الرياضي وقطاع التدريب يعجزه عن القيام بواجبه وهذا ما يؤكده واقع الحال اليوم. شخصياً أرى ان أهمية مبادرة لجنة التدريب المحلية باستضافة هذه المحاضرة بفتح ملف الاعلام ودوره السالب في الرياضة وكيفية معالجته حتى يتخلى عن دوره السالب الذي يعتبر من أكبر العوائق في تطور الرياضة السودانية عامة وكرة القدم خاصة لأن أهم أسباب ترديها وانتكاستها يرجع في حقيقته لمصدرين من مصادر الخلل. الأول منها يكمن في ان مقومات التطور الثلاثة والتي تتمثل في الدولة والاندية والفيفا وثلاتتهم تم تهميشهم وتغييبهم من الاتحاد العام مع انه ليس الا وسيط بالوكالة عنهم وان كانت الفيفا اليوم بما تشهده من ثورة تصحيحية ضد الفساد يفتح الطريق لثورة اصلاحية شاملة لو استردت الدولة والأندية حقوقها المسلوبة. من الجانب الآخر وعلى المستوى الفني فان مقومات التطور ثلاثة وهي التدريب والحكم واللاعب وثلاثتهم اليوم ضحايا الإعلام الرياضي فدعونا نفتح هذه الملفات بشفافية تامة وان تكون ضربة البداية ملف التدريب والحكام واللاعبين للوصول لمعالجة جذرية لدور الإعلام في هذا القطاع الفني. وكونوا معي.