لماذا لم يلغِ الحكم السموأل لقاء النسور والمريخ بعد الاعتداء عليه تسلمت الصدى رداً من خبير التحكيم فيصل سيحة أجاب من خلاله على استفسار الأستاذ مزمل أبو القاسم رئيس مجلس الإدارة في زاويته المقروءة كبد الحقيقة وجاء في رد سيحة : الأخ العزيز مزمل أبو القاسم، السلام عليكم ورحمة الله، لقد اطلعت على تساؤلاتكم التي أثرتها في عمودكم (كبد الحقيقة) بتاريخ 5 مارس الحالي عن الأسباب التي جعلت الحكم السموأل محمد الفاتح حكم مباراة المريخ العاصمي والنسور الأمدرماني بعدم قيامه بإنهاء المباراة عقب تعدي قائد النسور عليه بالضرب بالبونية أدت إلى إسالة الدماء ولجوئه لتلقي الإسعاف خارج الملعب، ولما كانت هذه النقطة التي أثرتها تحتاج أن نقف عندها طويلاً، وما سأذكره هنا سيصيبكم وغيركم بالاندهاش والذهول، لأنه بكل أسف فإن الحكم في مثل هذه الحالة لا يمكنه إنهاء المباراة نسبة لمنطوق المادة (المعيبة) في القواعد العامة لاتحاد كرة القدم السوداني، والتي كنا قد اعترضنا عليها وعلى الطريقة التي ضاغ بها سكرتير الاتحاد مجدي شمس الدين تلك المادة والتي تتعارض مع قانون اللعبة وهو القانون الخامس (حكم المباراة) وسأتعرض للقانون لاحقاً ولكن دعني استعرض معكم منطوق المادة 86 (ثانياً) من القواعد العامة لعام 2013 والسارية حتى الآن، فقد جاء في الفصل التاسع (تنظيم المباريات ما يلي: أي لاعب يعتدي بالضرب بعُنف على حكم المباراة أو مساعديه أو البصق في الوجه أو الصفع أثناء أو بعد المباراة.. (والسؤال: ماذا عن قبل المباراة!!) يوقف نشاطه داخلياً وخارجياً لمدة لا تقل عن عام وعلى الحكم الاستمرار في إدارة المباراة الا اذا لم يكن لائقاً جسمانياً بسبب الاعتداء، (والسؤال الذي يفرض نفسه: ماذا اذا أصبح الحكم بعد هذا الاعتداء غير لائق ذهنياً أو عقلياً؟) بالله عليك يا أخ مزمل أنظر إلى هذه الكلمات التي صاغها مجدي المحامي الشاطر والتي كبل بها الحكام حتى يحمي استمرارية نشاطه الكروي دون أن يضع أي اعتبار لوضعية الحكم وما قد يترتب على هذا الاعتداء من آثار نفسية قد يعاني منها الحكم خصوصاً في حالة صفعه بالكف أو البص عليه، يريد مجدي من حكم المباراة أن يستمر في إدارة المباراة دون وضع أي اعتبار لحالة الحكم النفسية الذي ربما قد يؤدي هذا الأمر لاهتزاز قراراته التي سيتخذها بعد ذلك نتيجة لتأثره بالاعتداء الذي تم عليه! ولنا أن نتساءل عن موقف الحكم ووضعه داخل الملعب و(هو القاضي) المفترض احترام هيبته ومكانته فهل ياترى سيحترم اللاعبون القرارات التي سيصدرها بعد ذلك وكذلك نظرة الجمهور له وهو يقع على الأرض ويركل بالأقدام!! ولو استعرضنا القانون الخامس من قوانين كرة القدم (حكم المباراة) سنجد أن هذه الفقرة الموضوعة في القواعد العامة تتعارض مع نص القانون فقد نصت قرارات اللجنة الدولية التشريعية (القرار رقم 1) على ما يلي: ((لا يعتبر الحكم أو الحكم المساعد أو الحكم الرابع مسؤولاً عن: أي نوع من الإصابة التي تحدث للاعب أو الإداري أو المشاهد، أية اضرار بالممتلكات أياً كان نوعها، أية خسائر تلحق بأي فرد أو نادي أو شركة أو اتحاد أو هيئة مشابهة تحدث نتيجة أي قرار يتخذه الحكم بخصوص تطبيقه مواد قانون اللعبة أو بخصوص الإجراءات الطبيعية التي تتطلب منه إيقاف اللعب واستمراره وقيادة وضبط المباراة وقد يشمل ذلك. * القرار المتعلق بحالة ميدان اللعب أو ما حوله أو الظروف الجوية التي تسمح أو لا تسمح بإجراء المباراة، [فلو قام الحكم السموأل بإلغاء المباراة قبل بدءه لها بسبب خطوط الملعب الواهية والغير واضحة المعالم لما لامه أحد]. * القرار بإلغاء المباراة لأي سبب كان.. وهذا القرار يخالف المادة التي ابتدعها مجدي في القواعد العامة الأمر الذي يجعل الحكم يضرب القانون بعرض الحائط ويطبّق القواعد العامة خوفاً من العقاب الذي سيطاله لو أنهى المباراة وهو يمشي على قدميه وأتذكر قبل سنوات طويلة كانت هناك مباراة في الدوري المصري بين الزمالك والمحلة على ما أظن احتسب فيها الحكم هدفاً مشكوكاً فيه على فريق الزمالك وعندما أشار الحكم إلى لاعب الزمالك بتنفيذ الركلة الموضوعية لاستئناف اللعب قام لاعب الزمالك بالتقاط الكرة الموضوعة على الارض فوق نقطة منتصف الملعب وأعطى الكرة لحكم المباراة الذي عاد ووضعها مرة أخرى على الأرض وأشار بصافرته إلى لاعب الزمالك لاستئناف اللعب مرة ثانية الا أن لاعب الزمالك كرر نفس الأمر مرة أخرى وأعطى الكرة للحكم الذي أخذها بين يديه وخرج هو ومساعديه من الملعب ولم يعد مرة أخرى لإدارة المباراة وهذا يعني أنه قد قام بإنهاء المباراة نسبة لرفض لاعبي الزمالك الاستمرار في لعب المباراة. * ولكن تعال شوف عندنا نصوص القواعد العامة التي تطلب من الحكم إعطاء مهلة لا تقل عن 15 دقيقة للفريق الرافض للعب، في مصر طبّق الحكم قانون اللعبة وعندنا هنا بالضرورة تطبيق نصوص القواعد العامة التي تعلو على قانون اللعبة، شفتوا كيف تُدار شئون التحكيم عندنا في السودان؟! وسأعود بالتفصيل لتوضيح بعض المواد المعيبة في القواعد العامة وكذلك ملاحظاتي على نصوص شروط منافسات الاتحاد السوداني لكرة القدم. أرجو يا أخ مزمل أن تسمح لي بأن استعير منك بعض المساحة للتعقيب على الملاحظات القيمة للأستاذ رمضان أحمد السيد رئيس تحرير صحيفة الجوهرة التي أشار فيها في عموده بتاريخ 5/3 حيث أنها مرتبطة بقوانين اللعبة وكذلك بالقرارات التي اتخذها الحكام في المباريات السابقة ولأهمية الأمر فقد رأيت التصدي لها بتوضيح الرأي القانوني بالنسبة للنقاط التي أثارها الأخ رمضان والتي ربما تكون غائبة عن البعض، فقد عقّب الأخ رمضان على حديثي بالتلفزيون عن حالة ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم السموأل لصالح المريخ في مباراته ضد النسور الأمدرماني وذكر بأنني قد (زغت) من توضيح الحقيقة حيث أنه كان يريد مني أن أعطي رأياً قاطعاً عن هذه الحالة إما بصحة أو عدم صحة قرار الحكم، وأقول للأخ رمضان لو أنه كان متابعاً بدقة حديثي عن هذه الحالة لأمكنه التعرف على وجهة نظري التي أبديتها، فقد ذكرت بأن مدافع النسور قد قفز عالياً للعب الكرة برأسه وقلت بأنه شئ طبيعي بأن تتحرك أيادي أي لاعب وهو يقفز أو يجري بأن تتحرك بطريقة غير إرادية بغرض حفظ التوازن وذكرت ايضاً بأن حركة قدمي اللاعب كانت غير واضح ما اذا كانا داخل أم خارج منطقة الجزاء وأنه لا يمكن من الصورة الرديئة التي تم بثها التعرف على حالة موقع القدمين ولا اليدين ايضاً وبالطبع فإن عدم وضوح خطوط الملعب وبالتحديد منطقة الجزاء فقد كانت واهيه وغير واضحة المعالم قد ساهم في عدم امكانية تحديد الحالة بصورة قاطعة وقد أوضحت أن مثل هذه الحالة (لو كانت حقيقة) مع التدقيق عن مكان تواجد يدي اللاعب المدافع فاذا كانت داخل منطقة الجزاء وكانت هناك حالة تعمد من اللاعب المدافع بلمس الكرة بيده فعلى الحكم في هذه الحالة احتساب ركلة جزاء وبالتالي فإنه لا يمكنني إعطاء رأي قاطع للأسباب التي أوضحتها عاليه. أما عن حديثك بخصوص حالة التسلل والتي أشار إليها مساعد الحكم الأول بتسلل مهاجم أهلي شندي في مباراته مع الهلال العاصمي وتم على إثرها نقض الهدف، فقد علقت على هذه الحالة وشبهتها بحالة ركلة الجزاء المحتسبة لصالح المريخ، فقد قلت إنهما خاضعتان لتقدير الحكم وهذا بالطبع غير صحيح حيث أن لمسة اليد عندما لا تكون واضحة ففي هذه الحالة يقوم الحكم بتقدير طبيعة المخالفة ويكون القرار خاضعاً لرؤية الحكم، أما عن حالة التسلل فهي حالة ليست خاضعة للتقدير لأنها مخالفة مرتبطة بالتواجد في مكان خاطئ يرتكبه اللاعب المهاجم أي أنها حقيقة واقعة (matter of fact) وفي مثل هذه الحالة على مساعد الحكم أن يشير لحكم المباراة موضحاً بأن اللاعب المهاجم متواجد في موقف تسلل والحكم هو من يقرر بمعاقبة هذا اللاعب بالتسلل واضعاً في اعتباره الآتي: بأن هذا اللاعب قد خرق القانون بارتكابه احدى الحالات الثلاث التالية: متداخلاً في اللعب، متداخلاً مع الخصم، استفاد من وجوده في موقع التسلل. فلو المهاجم المتواجد في موقع التسلل قد خرق أياً من الحالات الثلاث أعلاه هنا يقوم حكم المباراة بإطلاق صافرته معلناً تسلل هذا اللاعب. وتعريف معنى موقف تسلل فهو يعني أن اللاعب المهاجم أقرب إلى خط مرمى خصمه من كل من الكرة وثاني آخر مدافع وعلى الحكم المساعد عندما يشير لحالة تواجد المهاجم في موقع تسلل أن يضع في اعتباره حالة بروز رأس اللاعب المهاجم أو جسمه (جذعه) أو قدميه عندما يكون واقفاً في خط واحد مع ثاني آخر مدافع ويستثنى من ذلك يدي المهاجم اذا كانت هي البارزة. باذن الله سأتعرض بالشرح للحالة التي حدثت في السعودية في مباراة الاتحاد والقادسية والتي أشهر فيها الحكم بطاقتين صفراوين لأحد لاعبي القادسية وسمح له بالاستمرار في اللعب دون أن يشهر له البطاقة الحمراء إلى أن استدرك ذلك لاحقاً فقام بإشهار البطاقة الحمراء له.. وسيكون ذلك في فقرة الامبراطور يوم الجمعة المقبل وكذلك لي عودة لحديث الزميل خبير التحكيم عامر عثمان، ولكم الشكر.