* ما تشهده فترات التسجيلات في أندية كرة القدم وبصفة خاصة في الهلال والمريخ من فوضى وعبث وإهدار للمال لهو أكبر دليل على أن المستوى الفنى للفرق السودانية خاصة ما تسمى زوراً بقمة الكرة السودانية سيتدنى بصورة أسوا مما هو عليه ففي كل فترة تسجيلات يتضاعف المال المهدر ويحتشد سماسرة الكرة الذين ادركوا أن السودان هو الدولة الوحيدة فى العالم المفتوحة سوق (للخرد) من أفشل اللاعبين والذين أدركوا سهولة مهمتهم فى تسويق هذه الخرد حيث إن ما يتتطلبه الموقف أن يصعدوا الصراع بين الهلال والمريخ مستغلين في ذلك الهوس الإعلامي الذي يكفي السمسار أن يروج خبراً يعلن فيه أن فريق من القمة يرصد ويفاوض لاعباً باسمه دون أن يكون حقيقة حتى يندفع الفريقان كل منهما يتوهم ان منافسه هو المعنى فتشتعل معركة سلاحها الإسراف في عروض المال من الجانبين وفي نهاية الأمر كلا الفريقين ضحايا المعركة التى افتعلها السماسرة وتأتي النتيجة محبطة داخل الملعب والمؤسف أن الاتحاد هو الذي هيأ السودان سوقاً للخرد بما فرضه من بدعة مثول اللاعبين فى مكاتبه وأمام مسئوليه لتوقيع العقود مع إن العقود ليست مرهونة بأن توقع في السودان وفي مكاتب الاتحاد وفي فترة التسجيلات مما يؤدي لهذه الحشود من السماسرة وأفشل اللاعبين وتصحاب المصالح فالأندية من حقها أن توقع عقودها مع محترفيها في أي مكان في العالم ومع أي لاعب حر أو تبقت له فترة ستة أشهر أو أقل لنهاية تعاقده على أن يقدم النادي عقد احترافه في فترة التسجيلات دون أن يعرف مكان اللاعب أو يفرض عليه المثول أمام الاتحاد لتوقيعه العقد لولا بدعة الاتحاد حول التسجبلات لسوق دلالة لاسوأ اللاعبين الذين يجدونها فرصة للحضور بلحمهم الخرطوم وخلال فترة التسجيلات حتى أصبحوا سوقاً زائفة لعقودات الوهم حتى إنه يمكن لأي نادٍ أو سمسار أن يختطف لاعباً لحظة دخوله لمكاتب الاتحاد لتحقيق المكاسب المادية يصبح سوقاً للمزايدة بين الفريقين مما حول تسجيلات اللاعبين لمزاد علني والرابح الأول والأخير من هذا العبث السمسار ومساعدوه فكلها عوامل تروج لأفشل اللاعبين * وليت العبث يقف عند هذا الحد فما هو أخطر أن الأندية وخاصة القمة المزعومة فإنها في سباف التسجيلات بعد أن أصبحت تحت قبضة السماسرة فإن هذه الأندية في كل فترة تسجيلات تستغني عن أكبر عدد من لاعبيها وتستبدلهم بلاعبين جدد لا يختلفون عنهم في الفشل مما يؤدي في نهاية الأمر لتغيير جلد الفريق بطاقم جديد من اللاعبين مما يفقد الفريق أي تجانس فى الأداء والتفاهم بين اللاعبين والاستقرار الفني في فنيات اللعب طالما انه في كل فترة تسجيلات يلعب بطاقم جديد الأمر الذي أعجز كل الفرق السودانية وبصفة خاصة (الغمة) وليس القمة فتصبح في نهاية الأمر فرق غير متجانسة تفتقد كل المقومات الفنية التي لن تتفق في فرق تغير جلدها فى كل فترة تسجيلات مما يعتبر تدميراً لهذه الفرق وبتكلفة عالية لا يصدقها عقل ويكفي أن نطالع اليوم خبراً أن فريقاً من القمة صرف حتى الآن 23 مليار ليغير جلد الفريق حتى أصبحت فرقنا تلعب الدورة الأولى لفريق يختلف عن فريقها في الدورة الثانية فكيف لهذه الفرق أن تطور من مستوياتها الفنية وفق الأسس العلمية مع أن هذه المبالغ المهدرة لمصلحة السماسرة واللاعبين الفاشلين لو أنها وجهت لمدارس البراعم والناشئين والشباب لوفروا فرقاً أقل تكلفة وأرفع مستوى ولكن هذا بالطبع غير مرغوب فيه لأنه لا يحقق المصالح الخاصة للسماسرة أو الإداريين وغيرهم من المنتفعين من هذا العبث * ولكم هو عجيب أن نشهد أن أندية مصر وبصفة خاصة النادي الأهلي الذي لم يصرف واحد في المائة من هذا المال المهدر فى الهلال فى الموسم الواحد ومع ذلك لقي أكبر نجومية على مستوى العالم لأنه وظف هذا المال لمدارس البراعم والناشئين والشباب وجلب لهم أفضل المدربين ومع ذلك فإنه لم يهمل دعه للفريق بالمحترفين ولكنه لم يحدث أن تعاقد في نفس الموسم مع أكثر من ثلاثة لاعبين جدد حتى لا يخل بتناسق وجماعية وتفاهم الفريق وحتى هؤلاء يختارهم بمعايير فنية وليس خضوعاً لمصالح السماسرة. * لهذا فما نشهده في كل فترة تسجيلات ليس إلا صيوان عزاء لتشييع الكرة السودانية ويسأل عنه الاتحاد وإدارات الأندية فإلى متي نشيع الكرة السودانية في الموسم مرتين.