تعادل غير متوقع أمام الذئاب يقلّل حظوظ الأحمر في الصعود إلى منصة التتويج ريكاردو بدأ بطريقة خاطئة وحاول العودة إلى أجواء المباراة بعد فوات الأوان أسلوب المريخ عقيم والسيطرة من دون جدوى والفرقة الحمراء افتقدت الحلول الفردية كوستي: عمر جدو قبل المباراة وصلت بعثة المريخ إلى مدينة كوستي ووجدت استقبالات حاشدة وحرص أنس الطاهر سالم قطب المريخ ووالده الاحتفاء بالفرقة الحمراء والمشجعين والوفد الاعلامي وعموماً وجد المريخ تعاوناً جيداً في كوستي وحرص الجميع على الاحتفاء به وتوقعت الجماهير أن يرد المريخ الدين في الملعب ويقدم سهرة رمضانية ممتعة ولم يكن أكثر المتشائمين من أنصار المريخ يتوقع تعادله في المواجهة بينما كانت جماهير الرابطة متفائلة ولكنها ايضاً لم تخفي تخوفها من الخسارة أمام الفريق الأحمر الذي كان في أفضل حالاته وقبل وصول بعثة الفرقة الحمراء إلى كوستي ضرب المريخ بقوة وهزم الموردة بثلاثية نظيفة وقدم واحدة من أجمل مبارياته واعتقد الجميع أنه سينقل عروضه إلى مدينة كوستي لكن الوضع اختلف في الملعب خاصة بعد أن افتتح أصحاب الأرض التسجيل بواسطة كوة وسجل لاعب الرابطة هدفاً جميلاً أكد علو كعبه ورغم أن المريخ أدرك التعادل بعد ثلاث دقائق لكن كون شباكه تهتز مبكراً فإن هذه البداية لم تكن مبشّرة وبعد هدف التعديل سيطر المريخ على المباراة وأهدر العديد من الفرص لكن طريقة الفرقة الحمراء التي بدأت بها المواجهة ساعدت الفريق المضيف لأن المريخ اعتمد على مهاجم واحد وكان الأولى أن يشرك مهاجمين اثنين ويلعب بطريقة عادية كما إن اشراك ثلاثة مدافعين في قلب الدفاع منح الفريق المضيف ثقة وأعطاه الانطباع بأن المريخ متحفظ ويتخوف من المواجهة وبذلك ازداد اللاعبون ثقة وأصبحوا يتعاملون مع المريخ بندية وكان المريخ في حاجة إلى تدخل مبكر وتغيير طريقة اللعب والدفع بلاعبين أصحاب حلول لكن المدرب تأخر ولم يكن الوقت في مصلحته وهناك نقطة أخرى.. فلاعبو المريخ ومدرب الفريق الذين أغراهم الانتصار على الموردة لم يتوقعوا أن يصمد الرابطة كوستي أمام الجحافل الحمراء لكنهم فوجئوا بترسانة دفاعية وروح قتالية وحماس من لاعبي الرابطة ومع مرور الوقت كانت الأمور تزداد تعقيداً على فريق المريخ ومع فارق النقاط بين الأحمر والأزرق كان لاعبو المريخ يتعجلون التسجيل مما أفقدهم التركيز واستغل أصحاب الأرض هذه النقطة بالذات وكانوا أكثر تركيزاً وأكثر تماسكاً ولأن المصائب لا تأتي فُرادى فإن تبديلات المدرب ريكاردو لم تكن موفقة.. ففيصل العجب لم يدفع به المدرب في المباريات السابقة وأمام فرق لا تقاتل بشراسة الرابطة كوستي وأقحمه في الشوط الثاني أمام فريق متحمس كما إن خروج بلة جابر وموسى الزومة وقلق جعل المريخ يفقد العناصر صاحبة الحيوية وكان الفريق في حاجة إلى الهجوم عن طريق الأطراف بالذات لضرب التكتل الدفاعي وعكس الكرات أمام المهاجمين كلتشي وأديكو الذين يجيدون استخدام الرأس لكن تبديلات المدرب لم تكن موفقة كما بدايته وسارت الأمور في اتجاه الرابطة كوستي الذي استغل الوضع أحسن استغلال وتماسك وكافح واستحق الخروج بنقطة أمام فريق المريخ. مدربا الفريقين تعادل المريخ أمام الرابطة كوستي يرفع أسهم محمود عز الدين المدير الفني لفرقة الذئاب وبالمقابل يجعل أسهم ريكاردو تنخفض لعدة اعتبارات أولها أن ريكاردو يعرف الدوري الممتاز جيداً أكثر من محمود عز الدين وأشرف على فريق الهلال ويعلم أن الفرق الأخرى عندما تلعب أمام القمة تؤدي بطريقة دفاعية وتراقب العناصر المؤثرة ومن الطبيعي أن يعد فريقه بالصورة المطلوبة حتى لا يقع في هذا الفخ لكنه وقع في الفخ الذي نصبته الذئاب وايضاً استمر في اللعب بأسلوب 3/6/1 الذي كان مجدياً أمام الموردة لكنه لم يكن كذلك أمام الرابطة وتأخر في التبديلات كما إنها لم تكن موفقة وبغض النظر عن رأي الكثيرين في المدرب محمود عز الدين لكن التعادل أمام المريخ يُحسب له وكان انتصر على الأحمر في الدور الأول عندما كان يقود الأمل عطبرة ولا يُعقل أن يتفوق هذا المدرب صدفة في مرتين كما يُحسب هذا التعادل للاعبي الرابطة وبذات القدر يُحسب على لاعبي المريخ الذين كان الجمهور ينتظر منهم الفوز خاصة بعد انتصار الهلال على أهلي الخرطوم بخماسية مقابل هدف لكن لاعبي المريخ منحوا الهلال هدية لم يرفضها بطبيعة الحال واتسع الفارق إلى ست نقاط وقد يقول قائل إن لاعبي المريخ لا يتحملون المسئولية ويتحملها المدرب ولكن المريخ بكل ثقله وبكل نجومه أجانب ومجنسين ومحليين يفشل في تحقيق الفوز على الرابطة كوستي الذي صعد حديثاً للدرجة الممتازة ولا يملك امكانات المريخ!! بالتأكيد فإن هذا التعادل يقدح في كفاءة لاعبي المريخ كما يقدح في كفاءة المدرب ويرفع أسهم المدير الفني للرابطة كوستي وأسهم لاعبي الذئاب. نجومية المباراة قدم حارس مرمى الرابطة كوستي مستوىً متميزاً وتصدى للعديد من هجمات المريخ واستحق حسين النذير الجائزة المقدمة من شركة سوداني الراعي الرسمي لمسابقة الدوري الممتاز بعد المستوى الذي قدمه في المواجهة وكان حسين قال إن الجائزة لكل لاعبي الرابطة وأشار إلى أن كل نجوم الذئاب قدموا المطلوب منهم في المواجهة واستحقوا التعادل وبالاضافة إلى حسين النذير فإن عدداً كبيراً من لاعبي الرابطة قدموا مباراة متميزة بل كل الفريق كان جيداً وأنجز المهمة عكس المريخ الذي برز فيه أكرم الهادي سليم وأدى بحماس ولا يُسأل عن الهدف الذي أحرزه وكذلك سعيد السعودي أدى بحماس وغيرة بينما كان كلتشي اوسونوا أسوأ لاعبي الفريق وأدى بتثاقل واستسلم للرقابة المفروضة عليه كما إن اشراكه وحيداً في الشوط الأول بالذات سهّل مهمة دفاع الرابطة كوستي في محاصرته.