* قبيل انطلاق مباراة القمة الأخيرة بدقائق تقدم الكابتن فيصل العجب نحو زميله هيثم مصطفى وقدّم له شارة قيادة الفرقة الحمراء، بل تكرم بوضعها على زند البرنس بنفسه. * لفتة بارعة ولمسة رائعة تشير إلى تميز مجتمع المريخ وتؤكد تفرد نجم كبير اسمه فيصل العجب سيدو، حفر اسمه بحروف من ذهب في مسيرة الكرة السودانية، وقدم لها أجمل اللمحات وأحلى الأوقات. * لم تكن تلك اللفتة غريبة على العجب الذي عرف بهدوئه الشديد وتهذيبه الجم وأخلاقه العالية. * أكبرنا في العجب فعلته الجميلة، وقدرناها مع الملايين من عشاق العجب، الذين ظلوا يهتفون له حتى وهو جالس في الدكة حباً فيه، وتقديراً له، وتثميناً لمسيرة طويلة وعامرة بالإنجازات الكبيرة والأداء المتميز والخلق القويم. * رحب العجب بهيثم، وضغط على المجلس كي يضمه للمريخ، ورافقه عند التسجيل، وكان ذلك كله متسقاً مع سلوكيات فيصل كنجم كبير ولاعب مثالي في أدائه وسلوكه ومبادراته الجميلة. * ظل ملف العجب مع المريخ نظيفاً وخالياً من الشوائب وعامراً بكل ما هو جميل. * بل إننا نحفظ له مواقف مشرفة اختار هو أن يبقيها طي الكتمان، وسنذكر أحدها كي نوضح للجميع أن قيمة العجب لا يتكمن في كونه لاعباً مبدعاً فحسب، في كونه إنساناً يمتلك إحساساً عالياً بالآخرين. * قبل حوالي العامين من الآن تعرض أحد أقطاب المريخ الكبار إلى ظرف مالي حرج، استدعى حبسه في بمادة (يبقى إلى حين السداد). * علم فيصل العجب بالنبأ فحمل أوراق شقة تخصه وذهب بها إلى أحد أصدقاء القطب المذكور أعلاه، وطلب منه بيعها واستخدام ريعها في سداد قيمة الشيك الذي وضع القطب المريخي وراء القضبان. * عرفت بالخبر فاتصلت به وشكرته على مبادرته الجميلة، فطلب مني أن أبقي الأمر طي الكتمان، وأنا أعتذر له عن عدم وفائي بعهدي له، لكنني اضطررت إلى ذلك كي أوضح للناس قيمة العجب كإنسان خلوق ووفي. * سعى العجب لفك كربة قطب لمجرد أن الأخير ساهم في تسجيله للمريخ في بواكير العام 1997! * لكل ذلك لم نستطع أن نهضم ما فعله قائد الفرقة الحمراء عندما أقدم في ساعة غضب على تصرفٍ لا يشبهه ولا يليق به، برفضه السفر مع زملائه إلى أنغولا بادعاء أنه لم ينل بقية مستحقات إعادة قيده للمريخ. * العجب ليس مجرد لاعب عادي ليتعامل مثل الآخرين. * فيصل رمز كبير وقامة سامقة في كوكب المريخ، ومكانته الكبيرة في نفوس محبي الأحمر تفرض عليه ألا يأتي بأي تصرف يحسب عليه. * لم يعاقب العجب مجلس المريخ ولا الكوكي عندما تخلى عن قيادة الفريق في أولى غزواته الخارجية للموسم الجديد، بقدر ما عاقب الملايين من محبي النادي الأحمر ممن تغنوا بفن العجب. * عد يا فيصل وكن كبيراً وصبوراً وخلوقاً كما عهدناك. * (البينك وبين) جماهير المريخ عامرة بالود، فلا تشوهها بما لا ينبغي أن يصدر من مثلك. * من أحبوك وهتفوا لك من الأعماق وأنعموا عليك بلقب الملك وغنوا لك (العجب حبيبي) لا يستحقون منك إلا ما يشبهك ويليق بمكانته السامقة. * العجب بشر، والبشر خطاءون، وخير الخطائين التوابون. * كن كما عهدناك يا فيصل. ولا تلطخ ملفك الناصع بنقطة سوداء لا نتمناها ولا نرجوها لك أبداً. * نقطة نظام وتعظيم سلام: حافظ على (طبع الملوك) ولا تسمح للغضب بأن يشوه الصورة الناصعة يا سلطان. كي لا ننسى * دق إعلام الهلال الطار، وأطنب في مدح فريقه بادعاء أنه سيطر على القمة وهاجم المريخ ووصفه بالضعف عقب لقاء القمة الأخير! * المحصلة النهائية تؤكد أن اللقاء أقيم في إستاد الهلال، وانتهى بالتعادل السلبي. * نال كل فريق نقطة، وانتهى البيان! * لا رجحت جودة العرض كفة الهلال بالنقاط، ولا تضرر المريخ من سوء أدائه في الديربي! * إذا كانت المحصلة بالتفوق النسبي فإن الأرقام (المحايدة) تؤكد أفضلية المريخ على الهلال في اللقاءات الأخيرة للقمة. * خلال الموسمين السابق والحالي التقى السيدان ست مرات، وفاز المريخ مرتين، وفاز الهلال مرة، وانتهت ثلاث مباريات بالتعادل! * في أربع مباريات من الست المذكورة تقدم المريخ على الهلال بالتسجيل. * فاز المريخ على الهلال في كأس السودان، وضربه في الكونفدرالية، ولم يفز الهلال إلا في مباراة بشة، التي أكدت حقيقة أن جودة الأداء لا تغني عن صاحبها شيئاً ما لم تقترن بالتسجيل! * يومها تفوق المريخ بالعرض، وفعل كل شيء بالكرة، وخرج مهزوماً لأنه لم يسجل. * في المباريات الست التي جرت خلال الموسمين السابق والحالي تفوق المريخ بالأداء في خمس مباريات، ومع ذلك لم يفز سوى مرتين! * الكورة أقوان، والعرض مكانه (البترينات)! * انتهى البيان! آخر الحقائق * المصابون بفوبيا المريخ (فرحانين) بالعرض! * وعقلاء الأهلة (زعلانين) من ضياع نقطتين كانتا في متناول اليد. * في مباراة هلال كادوقلي تفوق المريخ بالعرض واكتفى الخصم بالدفاع ونال نقطة! * وفي مباراة القمة تفوق الهلال بالعرض ولم يقدم المريخ شيئاً وخرج بالنقطة! * ما فيش حد أحسن من حد. * هذا هو جنون كرة القدم الذي صنع منها اللعبة الشعبية الأولى. * من قبل غنى وردي: (فرصة وضيعتيها.. تاني وين تلقيها)؟ * لا أعتقد أن الهلال سيجد المريخ في حالة أسوأ من التي ظهر بها الفريق الأحمر في القمة الأخيرة. * لم يقدم الزعيم أي شيء، ولم يصنع أي فرصة، ولم يهاجم بتاتاً، ولم يسدد أي كرة باتجاه مرمى المعز وخرج من ملعب الهلال بنقطة شبيهة بالتي نالها الفريق الأزرق! * لعب الهلال ضد الحضري وحده وعجز عن الفوز! * العقدة مستمرة! * همنا (الجفلن خلهن أقرع الواقفات)! * نهدي المقولة للكوكي ونقول له إن اعتذارك لجماهير المريخ عن سوء أداء الفريق في القمة لن يفيدك ما لم يقترن بتحقيق نتيجة إيجابية في أنغولا! * راجع حساباتك وأعد تنظيم خطوطك وقدم لنا ما يشبه المريخ. * توفرت لك ثلاثة أعمدة كبيرة في الفرقة الحمراء. * الملك فيصل ساحر السحرة، وسيدا معشوق الملايين، وعصام الحضري عميد لاعبي إفريقيا وأكثرهم فوزاً بالبطولات المحلية والدولية. * نصيحة نتمنى أن تجد حظها من الاهتمام لدى التونسي: ابتعد عن التوليف. * حسناً فعل أكرم الهادي عندما قرر اللحاق بالبعثة بعد أن رفض مرافقتها إلى لواندا. * سنصبر على حماقاته كما صبرنا على انفعالات الحضري، ونرجو ألا تتكرر. * يا بُني استفد من وجودك بالقرب السد العالي وتعلم منه أسرار الحراسة. * سينتهي عقد الحضري مع المريخ بنهاية الموسم الحالي، وبمقدورك أن تحل محله عشر سنوات مقبلة. * على الكابتن الهادي سليم أن ينصح ابنه بعدم التعجل، ويوصيه بالابتعاد عن الحماقات. * الهادي نفسه جلس احتياطياً للطيب سند في السبعينات ولم يتمرد على المريخ. * عندما أتته الفرصة بسفر الطيب سند إلى الإمارات لعب وأجاد وقاد المريخ للفوز بكأس جوبا وهتفت له جماهير المريخ: (مريخنا عظيم بالهادي سليم)! * خليك محضر خير يا الهادي. * جلس حامد بريمة احتياطياً للهادي والطيب سند، وعندما أتته الفرصة ملأ الدنيا وشغل الناس. * التحية لموسى الزومة وسعيد مصطفى لأنهما يجسدان معاني الاحتراف في أبلغ صورها. * يجلسان على الدكة فلا يتبرمان، ويطلبهما المدرب فلا يتأخران. * المحترف الحقيقي لا يرفض قرارات المدرب، ويجهز نفسه للعب متى ما طلب منه، ولا يغضب إلا إذا فشل النادي في سداد مستحقاته. * حكاية (زعلان عشان ما لعبوني) دي انتهت من زمن (دافوري حلة حلة) يا أكرم! * الحضر قبض مستحقاته فعاد فوراً وحير مهاجمي الهلال وأخرج لهم لسانه وهو على أعتاب الأربعين! * يا جبل الجليد.. من الفرعون أحسن تستفيد! * آخر خبر: السعودي والزومة نعم المحترفين!