* خسرت بطولة الكونفدرالية أمس حامل لقبها (ليوبار الكنغولي)، مثلما خسرت فريقاً عملاقاً اسمه أهلي شندي السوداني! * فعل النمور كل شيء، وقدموا مباراة للذكرى، فرضوا فيها سيطرتهم على الملعب طولاً وعرضاً، وأدوا بمستوىٍ بديع، أحرجوا به أصحاب الأرض، وتفوقوا عليهم في كل شيء. * لولا دروشة الكاميروني إسماعيل بابا وتسرع عماري لتأهل الأهلي بالدرب العديل. * يكفي الأهلي إجادةً أنه منع الإسماعيلي من ولوج مناطقه، وفرض عليه التراجع إلى الدفاع، ولم يسمح له بصناعة أي فرص مؤثرة، ما خلا واحدة في الحصة الأولى. * في المقابل أهدر بابا وعماري وباسيرو بامبا فرصاً سهلةً، كانت أي واحدة منها كفيلة بإرسال الإسماعيلي إلى المعاش المبكر! * عاندت المجنونة الفريق الأفضل، ورفضت أن تبتسم للأقوى في ليلة اختلط فيها طعم الفرح بالحزن. * سعدنا بجودة أداء النمور، وبالثقة التي خاضوا بها المباراة، وفتنتنا شجاعتهم، وارتفاع معدل تركيزهم. * فرحنا باختفاء ظاهرة التمرير الخاطئ، وتقارب الخطوط، ودعم الزميل، ومتانة الدفاع، وحسن بناء الهجمات المرتدة، وحزنا لأن ركلات الحظ رفضت أن تطاوع الطرف الأفضل. * الإسماعيلي لا يستحق الصعود، لكن المستديرة ترفقت به. * والأهلي لا يستحق الخروج، لكن المجنونة عاندته. * بخروج الأهلي أغلقت الكرة السودانية باب المشاركات الإفريقية للعام الحالي مبكراً. * وكما قال صديقي عبد المنعم النقر: هزمنا إسماعيل وليس الإسماعيلي! * وهو يقصد إسماعيل بابا الذي لعب على حساب نادر، ولو حدث العكس لتأهل الأهلي. * ما بتدي حريف يا نمور. فرصة من ذهب للزعيم * التمويل معضلة الكرة السودانية المزمنة. * للتدليل على ذلك نقول إن نادي الخرطوم لم يتمكن من مقارعة العملاقين واعتلاء صدارة الدوري إلا بعد أن حظي برعاية كبيرة من جهاز الأمن والمخابرات الوطني. * الحديث نفسه ينطبق على أهلي شندي الذي لم يفارق نطاق التنافس المحلي في دوري شندي إلى رحاب الممتاز، ومنه إلى المنافسة في البطولات الإفريقية إلا بعد أن رعاه الأرباب، وأحضر له اللاعبين الأجانب وضم أفضل الوطنيين وتعاقد مع المدربين الأجانب، ووفر المعسكرات المحلية والخارجية. * حتى هلال كادوقلي الذي طفرت نتائجه، واحتل مركزاً متقدماً في روليت الدوري تمتع بدعمٍ كبير من مولانا أحمد هارون والي ولاية جنوب كردفان. * ولولا الدعم المادي الكبير الذي وفره الأستاذ عثمان يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور لمريخ الفاشر لما تمكن الفريق من بلوغ الممتاز. * حلّق الخرطوم في الصدارة لأنه حظي بعناية كبيرة ورعاية فائقة من جهاز الأمن، ولا أدل على ذلك من أن الفريق سافر بطائرة خاصة إلى كادوقلي لمنازلة هلالها في اليوم نفسه، ولعب وفاز وحافظ على صدارته وعاد إلى الخرطوم في اليوم نفسه. * لو كان الحال مثل السابق لعانى لاعبو الخرطوم الأمرين من ويلات الرحلة الطويلة والمرهقة إلى كادوقلي بالبص، ولما ظهروا بالمستوى الذي مكنهم من قهر اولاد الجبال في عقر الدار. * لذلك كله نقول إن من حق جماهير المريخ أن تستبشر بمجلس اللوردات الأحمر، الذي ضم مجموعة كبيرة من أساطين البنزنس في السودان. * مجلس يطقطق! * يجمع أصحاب المال والفكر، وثلة من رجال الأعمال الناجحين. * لن يعاني المريخ بعد اليوم من هم التسيير. * لكننا نطمح إلى أكثر من ذلك، ونتقرب من اللوردات الجدد أن يحدثوا تحولاًَ جذرياً في علاقة النادي بالاستثمار، ويوفروا له بنية أساسية جاذبة تمكنه من استغلال اسمه الكبير وجماهيريته الطاغية في تمويل النادي، بمشروعات كبيرة تدر عليه دخلاً ثابتاً يقيه شرور الاعتماد على الأفراد. * مدة تكليف اللجنة أربعة أشهر قابلة للتمديد. * وهي فترة قصيرة بحساب الأيام، ونحن نعلم أن معظم اللوردات الجدد قبلوا التكليف المرهق استجابةً لرغبة والي الجمال والوزير الشاب الطيب حسن بدوي الذي أمد المجلس بأربعة أسماء من الوزن الثقيل. * اليوم سيعقد مجلس اللوردات أول اجتماعاته في إستاد المريخ. * نتوقع من لجنة التعبئة وشباب المريخ أن يخفوا لاستقبال قادة النادي الجدد، ويحسنوا استقبالهم ليمنحوهم أجمل انطباع عن القلعة الحمراء. * جهزوا اعلامكم وطرقوا طبولكم وتعالوا لتمنحوا أعضاء اللجنة الدافع المعنوي والاستقبال الذي يليق بمكانة الرجال الذين انبروا لتحمل المسئولية في أصعب توقيت. * وجود هؤلاء يمثل فرصة لا تعوض للمريخ كي يطور نفسه، ويحسن بيئته الاستثمارية، ويوفر لنفسه مداخيل جديدة وثابتة تمكنه من مواصلة النهضة التي بدأها والي الجمال خلال السنوات العشر الماضية. * نتوقع أن يجتهد خصوم المريخ لتنفير اللوردات من الوسط الرياضي، ولا نستبعد أن يتم استهدافهم وتخويفهم من العمل في المريخ، بأساليب رخيصة. * لكننا نعول على روعة جماهير المريخ، ورقي مجتمعه كي يحببهم في النادي الكبير. آخر الحقائق * زعم بعض كتاب الهلال أن نائب رئيس المريخ الجديد الشيخ عبد الباسط حمزة هلالي الهوى. * عبد الباسط مريخي أصيل، ظل يدعم النادي باستمرار، ويرفض إعلان الدعم. * من قبل زعموا أن والي الجمال هلالابي فرد عليهم بعمل غير مسبوق في المريخ. * طور المنشآت وحسن البنيات الأساسية وأعاد بناء الإستاد. * ننتظر من عبد الباسط أن يسير على درب الوالي الغالي. * كما ذكرنا أمس: مساعد الياي أخطر من الياي. * غرم الكاف المريخ عشرين ألف دولار بسبب شغب الجماهير في لقاء ريكرياتيفو. * المبلغ المذكور لن يشكل أي هاجس لمجلس اللوردات. * المال على قفا من يشيل. * لكن تكرار الشغب في مباريات المريخ الإفريقية سيؤدي إلى حرمان الفريق من اللعب في بطولات الكاف مستقبلاً. * قال لي الأخ عبد الصمد محمد عثمان إن الوالي لم يستشره قبل أن يختاره للجنة التسيير، لكنه قبل التكليف. * ولا غرابة، عبد الصمد مريخابي بدرجة مشير. * يكفيه فخراً أنه شارك في تحقيق إنجاز مانديلا 1989! * عمل مديراً للكرة ورئيساً للقطاع الرياضي عدة مرات. * شاهدته بأم عيني وهو يحضر الطعام والفواكه بنفسه للاعبي المريخ في معسكراته خلال حقبة التسعينات. * نهنئه بعقد قران ابنته وقد تدافع أهل المريخ لمشاركته الأفراح أمس. * كما نهنئ الأخ الصديق الطيب عمر عضو لجنة التعبئة الحمراء بمناسبة نجاح ابنته ليلى في امتحانات شهادة الأساس، حيث أحرزت 271 درجة من مدرسة بتري. * والتهاني موصولة لعضو اللجنة أسعد إبراهيم بمناسبة نجاح ابنته ليندا وقد احرزت 275 درجة. * مانشيت صحيفة الأسياد أمس: الوزير جاب اللوردات للمريخ وخلى لينا البرير! * هو البرير مش لورد يا الرشيد؟ * البرير لورد، وبحر لورد، وهاشم ملاح لورد، وكرار التهامي لورد والعسقلاني ذاتو لورد! * المشكلة ما عندكمش لورد للاتصالات! * وما فيش لورد للبترول والغاز! * هسه لو غازكم قطع تعملوا شنو؟ * نخشى أن يكون تأثير انقطاع الغاز أسوأ من تأثير قفل السيستم! * في المريخ حالياً توجد أكثر من عشر شركات للإنشاءات. * نبني ونعمر القلعة الحمراء، ونعيد حفر حوض البط، ونبني برج الحمام الأزرق! * آخر خبر: الأهلي حديد!