* استمتعت أمس الأول بالرباعية الحمراء التي حققها مريخ السعد وفخر البلد وهو يسحر جماهيره بسهرة كروية رائعة ويفوز على السالمية الكويتي ويضع أقدامه على أبواب المباراة النهائية عشية يوم غدٍ الثلاثاء أمام منظم البطولة فريق الظفرة الإماراتي. * لم أجد أجمل ما جادت به قريحة شاعرنا الزبير عوض الكريم لأبدأ بها هذه الزواية وهي أبيات غاية في الحلاوة والجمال وهو يناجي سيدة فرح ليطمئنها على حال المريخ. * يا بت فرح الليلة لو شفتي الاسم كيف أضحى مصدر فرح.. كيف أضحى للعشاق حبيب يحلو الغزل فيه ويصح.. أصبح شعاراً في كل دار فوق للسحاب مختال سرح آه من صفارو العسجدي.. ماخد ا لبريق من قوس قزح آه من كؤوسو المنزلة مين غيرو يقدر ينزلا ويهدي البلاد أجمل فرح.. * المريخ عشية السبت الأخضر فعلاً كان مصدر فرح حيث أزال انتصاره الكبير عنوة واقتداراً جزءاً من الأحزان التي طوقت الوسط الرياضي برحيل الأستاذ عبد المجيد عبد الرازق * سار المريخ على درب انتصاراته الباهرة والجميلة والتي تشهد لها جميع مشاركاته في بطولات الإمارات وظهر المريخ بشكل جميل في الشوط الأول وبرهن أنه الزعيم الحقيقي للكرة السودانية والمنقب الحقيقي عن بطولاتها وأعجبني المعلق الإماراتي وهو يتغزل في المريخ ويردد أن المريخ هو الفريق السوداني الوحيد الحاصل على بطولة قارية. * لم يفاجئنا الكوكي بالتشكيلة ويبدو أن الكوكي استجاب للضغوط الإعلامية وأصبح مدرباً مطيعاً يعرف بأن المثل القائل (البتغلب بيه العب بيه) وهو عرف سائد في جميع الأندية العالمية لذلك دفع الكوكي بكتيبة المقاتلين التي تضم الحضري في حراسة المرمى وكان موفقاً وباسكال وضفر والزومة الذي صفقت له الجالية السودانية كثيراً وهتفت (الزومة حكومة) وبلة جابر العائد بقوة علاء الدين يوسف والباشا وهيثم مصطفى نجم المباراة والمايسترو الذي عرف كيف يوزع السيمفونيات وأمامهم مباشرة سليماني وأوليفيه وأعتقد أن هذه الكتيبة سيكون لها شأن كبير في هذا الموسم وهي الكتيبة المرشحة بقوة لخوض المباراة النهائية مساء الثلاثاء القادم. * شوط أول كامل الدسم إبداع وإمتاع ورغبة قوية في التفوق ونجح لاعبو المريخ في تقديم السهل الممتنع وإمتاع جماهيرهم في الإمارات التي تكبدت مشاق الحضور إلى مدينة الظفرة التي تبعد كثيراً من أبوظبي. * ثلاثة أهداف بنات حفرة تفنن لاعبو المريخ في استثمار الفرص التي وجدوها وحولوها إلى أهداف حقيقية.. الهدف الأول جاء من كرة مقشرة أرسلها بلة جابر ليحولها المدافع الكويتي إلى ركنية وقد نجح العريس سليماني في تحويلها الى هدف في اللحظات الأخيرة أشعل به المدرجات وأعطى المريخ الثقة. * أما هدف وأوليفيه الثاني فقد خدع فيه الحارس الكويتي عندما مال بجسمه إلى الجهة اليسرى بدون كرة فتبعه الحارس ليلف أوليفيه حوله ليحرز هدفاً جميلاً ملعوباً ذكرنا بالأهداف العالمية. * أما هدف ضفر الذي جاء من ضربة ركنية ففيه تجلى عامل السرعة والمباغتة وهو يرسلها فيرست تايم في سقف المرمى * المريخ نجح في إظهار قدراته وساعدت اللياقة البدنية لاعبيه في امتلاكهم لزمام الشوط الأول للمباراة وتسيدوا الملعب طولاً وعرضاً وأحرزوا ثلاثة أهداف سهلت مهمتهم في فرض أسلوبهم في المباراة. * تعامل لاعبو المريخ بصورة جيدة مع التحركات المزعجة لفريق السالمية وشكل رباعي الدفاع حائط صد وترسانة قوية في مواجهة كل المحاولات الكويتية التي باءت بفشل ذريع * خط وسط المريخ كان تائهاً وتباعدت خطوطه والحسنة الوحيدة تمريرات سيدا التي أرعبت الكويتيين واستطاع المريخ من خلالها أن يشن العديد من الهجمات أثمرت الهدف الثاني للمريخ. * المريخ تأثر كثيراً بالأهداف التي أحرزها وانخفض الإيقاع والتغييرات التي أجراها الكوكي بالإضافة تأثير الرطوبة كثيراً على تحركات اللاعبين في الملعب وخصمت الكثير من رصيد الفريق، أما التبديلات فقد أثرت بشكل ملحوظ على درجة الانسجام والتفاهم بين اللاعبين. * وواضح جداً أن المجموعة التي لعبت مباراة الاتحاد الأخيرة والمباراة التي سبقتها هي مجموعة متفاهمة ومنسجمة ويقيني أن الكوكي سيبدأ بها مباراة نهائي الكأس عشية الثلاثاء * هذا هو المريخ الذي قال عنه شاعر المريخ عوض فرح أنا المريخ أنا العاتي أنا الصاروخ.. أنا الدايما سنان مجلوخ.. أنا الفي وسطي ما في شروخ.. أنا البلعب معاي يدوخ أنا السواي وما حداث أنا الفريق السوداني الوحيد البجيب الكأس * أقول لأولئك الذين يبخسون دائماً انتصارات المريخ إن فريق السالمية الكويتي من الفرق الكبيرة في المنطقة العربية وله وضعه في خارطة الكرة الآسيوية ويمتلك محترفين على درجة من الكفاءة ولعب أمام المريخ النجم العربي المصري عمرو زكي ونجم المنتخب الأردني (عدي الصيفي) * التحية مثنى وثلاث ورباع لنجم المريخ العائد علاء الدين يوسف والذي أثبت فعلاً أنه أفضل من يجيد الرقابة اللصيقة هو يمنع الهواء من عمرو زكي حتى أجبره على ادعاء الإصابة والخروج نظيفاً قبل نهاية المباراة. * المريخ أثبت فعلاً أنه نجم البطولات العربية بلا منازع وانتزع التصفيق من الجالية السودانية والجاليات الأخرى وكسب الثقة والمعنويات وأرضى طموحات قاعدته العريضة في إمارات الخير. * نهيب بكل جماهير المريخ في الإمارات التدافع نحو مدينة الظفرة يوم غدٍ الثلاثاء للوقوف خلف مريخ السعد وهو يصعد لمنصات التتويج ويعود بالكأس الجوي. * وأتمنى أن يصعد هيثم مصطفى لاستلام الكأس حتى تتملئ هنا المستشفيات وأقسام الحوادث. * وكل سنة وأنتم بخير.