* خسر المريخ لقب بطولة الظفرة أمام أصحاب الأرض لكنه قدم أداءً جيداً في مجملة، وإن شابته هنات دفاعية قاتلة، أهدرت على الأحمر تقدمه في ثلاث مناسبات. * قبل أن نتعرض إلى تفاصيل المباراة لابد أن نهنئ الفريقين على مستواهما الرفيع، لأنهما قدما لنا سهرة رمضانية كروية راقية المستوى، استمتعنا بها من أول ثانية وحتى لحظة النهاية. * وكما كتبنا من قبل فإن فرقة الظفرة تمتلك لاعبين كبار، يصنعون الفارق، مثل المغربي كمال الشافني، الموهوب صاحب ا لقدرات العالية، والسنغالي الخطير ماكيتي ديوب، بالإضافة إلى المدافع اللبناني المتميز نجارين، ونجوم الخبرة الوطنيين الإماراتيين، عبد السلام وعبد الرحيم جمعة وعلي عباس. * كان الشافني كلمة السر في فوز الظفرة، بالتعاون مع المدرعة السنغالية التي أتعبت مدافعي المريخ بشدة، وأجبرت الكوكي على استبدال ضفر مبكراً. * حتى في المريخ صنع الكبار الفارق، وأثروا على أداء الفريق إيجاباً، بقيادة كليتشي الذي أكد صدق نظرتنا فيه عندما راهنا على إمكاناته التهديفية، فسجل بدل المرة مرتين. * كليتشي أفضل من أوليفيه بمراحل بعيدة، وأكثر قدرةً على التسجيل من سليماني. * على ذات النسق أتى أداء الحضري في العلالي، وهو لا يلام قطعاً على الأهداف التي ولجت شباكه، ونحفظ له أنه أبعد كراتٍ في غاية الصعوبة، وتحمل عبئاً ثقيلاً في ظل تراجع المردود البدني للفريق ككل، وسوء أداء خط الدفاع في الحصة الثانية. * مرة أخرى أكد السد العالي قيمته كحارس متمكن، لم تزده الأيام إلا تعتقاً وتألقاً، بدليل أنه فعل المستحيل لينجي شباكه من الاهتزاز بعد أن تراجع أداء الفريق، وواصل الدفاع أداءه الضعيف. * تأثر لاعبو المريخ بحرارة الجو وارتفاع درجة الرطوبة، فتراجعت لياقتهم في الشوط الثاني، واستفاد مدرب الظفرة من تعود لاعبيه على الملعب والأجواء. * كان الجانب الهجومي للمريخ متميزاً بصورة لافتة، مكنت الفرقة الحمراء من هز شباك فارس الغربية مثنى وثلاث، لكن سوء أداء الخط الخلفي أضاع النصر الغالي. * وضح من لقاء الأمس أن اعتماد المريخ على لاعب محور واحد يقوي الناحية الهجومية للفريق، ويمكنه من التسجيل بسهولة، لكنه ينعكس سلبياً على النواحي الدفاعية. * في الحصة الثانية أشرك الكوكي رمضان عجب كلاعب محور ثانٍ بجوار علاء الدين سعياً إلى إعانة الدفاع على الثبات والمحافظة على التقدم، لكن رمضان لم يفعل المطلوب، وظهر بعيداً عن مستواه المعهود. * فرط لاعبو المريخ في تقدمهم ثلاث مرات، وظلوا يتراجعون كلما تفوقوا على الخصم المتمرس، حتى قال المغربي الشافني كلمته ورجح كفة فريقه بقدراته المهولة. * خسر المريخ الكأس لكنه استفاد بلا شك من مشاركته في البطولة، وقدم مستوىً جيداً في المباراتين، أكد به ارتفاع نسق تحضيراته للنصف الثاني من الموسم. * يجب على الأحمر ألا يتوقف عند محطة خسارة الكأس، لأنه حقق الهدف الذي شارك من أجله في البطولة، ويتمثل في رفع وتيرة الإعداد سعياً إلى المحافظة على صدارة الدوري وتحقيق لقب الكأس. * نتوقع من الكوكي أن يبادر بمراجعة التنظيم الدفاعي للفريق، ويعيد ترتيب الخط الخلفي، لأن اهتزاز الشباك الحمراء أربع مرات في مباراة واحدة (رغم تألق الحضري) يشير إلى خلل كبير ومؤثر في النواحي الدفاعية. قرار غريب * لم أستطع أن أهضم القرار الذي اتخذه مجلس المريخ أمس وقضى بإعفاء المدرب محمد عثمان الكوكي من مهمة تدريب الفريق وإسناد المهمة إلى طاقم وطني من أبناء النادي إلى حين التعاقد مع مدرب جديد. * إقالة مدرب بسبب الهزيمة في مباراة إعدادية إجراء غير لائق، لا يحدث في الأندية الكبيرة. * لو تم الإعفاء بين الدورتين أو عقب خروج الفريق من البطولة الإفريقية لكن القرار مهضوماً. * لا يمكن فصل قرار الإقالة من هزيمة الفريق أمام الظفرة. * شخصياً أعتقد أن الكوكي غير مسئول عن الخسارة، وأنها حدثت لسببين أساسيين، أولهما تراجع المردود اللياقي للاعبي المريخ في الحصة الثانية بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وتبعات اللعب في أواخر الشهر المعظم، وثانيهما وجود لاعبين اثنين من أصحاب القدرات الخاصة في فرقة الظفرة. * صنع السنغالي ماكيتي ديوب والمغربي كمال الشافني الفرق وقادا فريقهما للفوز على المريخ لأنهما يمتلكان مهارات عالية، وإمكانات فنية وبدنية على أعلى مستوى. * لولا وجود الشافني وديوب مع الظفرة لفاز المريخ بكل سهولة. * المريخ في طور الإعداد، وقد شارك في بطولة الظفرة بغرض إكمال إعداده، ومستواه الفني يتطور، وما قدمه في لقاء الأمس لا يقارن مطلقاً مع مستواه في الدور الأول للممتاز. * حتى توقيت القرار غير لائق، إذ لا يعقل أن تتم إقالة المدرب وهو موجود في معسكر إعدادي مع فريقه خارج السودان. * محاولة تبرير القرار بعدم استلطاف الجماهير للكوكي غير مهضومة. * الأندية الكبيرة لا تحاسب مدربيها بنتائج مباريات الإعداد. آخر الحقائق * لعب هيثم مصطفى مباراة كبيرة، وركض على مدار الشوطين بهمة ونشاط. * أمسك بعصا المايسترو، ونظم ألعاب فريقه بتمكن. * لم يكف هيثم عن الركض حتى عندما تراجع مردود من يصغرونه بسنوات. * من جانبه تحمل علاء هم الركض في محور الوسط وحيداً معظم فترات المباراة، بسبب ضعف الأدوار الدفاعية للباشا وفيصل موسى. * أدخل الكوكي رمضان عجب ليعين علاء الدين في محور الوسط. * لكن رمضان ما زال بعيداً عن مستواه بسبب ابتعاده الطويل عن الملاعب للإصابة. * لعب بلا تركيز، وارتكب مخالفات غير مبررة في مواقع خطيرة. * كليتشي قونو في جيبو! * كتبنا العبارة المذكورة في هذه المساحة أمس، وأكد الأباتشي صحتها. * يختفي فتراتٍ طويلة، لكنه يظهر فجأة بلمسة سحرية يضع بها الكرة داخل الشباك. * أما أوليفيه فيركض كثيراً ولا يفعل شيئاً مفيداً. * الحضري.. الكبير كبير. * لولا وجوده وتألقه لضاعف الظفرة غلته في الشباك الحمراء. * تألق المغربي كمال الشافني لم يفاجئنا. * لاعب كبير وصاحب قدرات مهولة، مكنته من اللعب لعدة أندية فرنسية كبيرة وشهيرة. * لعب الشافني لسوشو وأجاكسيو وأوكسير. * أما ماكيتي ديوب فيكفي أنه تزعم هدافي دوري المحترفين الإماراتي في الموسم السابق برصيد 17 هدفاً. * في المريخ تألق غاندي في الحصة الأولى، وسجل أروع أهداف المباراة. * وكان بلة جابر شعلةً من النشاط والحركة على مدار الشوطين، لكنه لم يحظ بالمساندة المطلوبة في مواجهة المغربي الخطير. * أرهق ديوب باسكال وضفر (ومن بعده أمير كمال)، وساهم مع زميله كلوتي في زعزعة دفاع المريخ. * لن نفرط في لوم الكوكي، لأن فريقه لم يكتسب كامل جاهزيته البدنية بعد. * مستوى المريخ يسير إلى الأفضل. * شتان بين مستوى الفريق في النصف الأول من الموسم، ومستواه الحالي. * المشاركة في دورة الظفرة تجهيز الفريق بديناً وتكتيكياً لما تبقى من استحقاقات الموسم. * ونعتقد أن الفريق حقق هدفه المطلوب. * فلماذا التسرع بتغيير المدرب لمجرد الخسارة في مباراة إعدادية؟ * نرجو التوفيق لإبراهومة، نتمنى أن يفلح المجلس في التعاقد مع كروجر في الوقت المناسب. * جرب المريخ وصفة تبديل المدربين ومحاسبتهم بالقطعة كثيراً ولم يجن منها شيئاً. * كنا نريد الكأس لتكتمل به فرحة العيد، وتقترن مع فرحة عودة صحيفة (اليوم التالي) للصدور اليوم. * آخر خبر: بطولة ناجحة، ومستوى متميز.