* يمكن لكتاب الهلال أن يتفننوا في الكتابة عن قوة فريقهم وتميزه في بطولة الدوري الممتاز، وأن يوردوا ما شاءوا من إحصائيات تدعم مزاعمهم، وتثبت صحة إدعاءاتهم، لكنهم لن يستطيعوا مهما فعلوا أن يتجاهلوا تميز المريخ في الدوري الحالي، وامتلاكه فرصة كاملة لمواصلة الصدارة ما لم يرد لاعبوه غير ذلك. * الأرقام المحايدة التي لا تكذب ولا تتجمل ولا تنحاز تشير إلى أن المريخ هو الفريق الأكثر فوزاً والأوفر حصداً للنقاط في المسابقة الحالية، وأن صدارته للمنافسة أتت نتيجةً لكونه الأقدر على قهر الخصوم. * فاز في 12 مباراة من مجمل 18 لقاء خاضها في الدوري الحالي، مقابل عشرة انتصارات فقط للهلال. * تعادل في ثلاث مباريات مقابل سبعة تعادلات للهلال. * صحيح أن الهلال خسر مباراة واحدة مقابل ثلاث خسائر للمريخ، لكن التعادلات السبعة التي تعثر بها الفريق الأزرق تعادل في محصلتها أكثر من ثلاث هزائم بمعدل فقدان النقاط. * لذلك كله يبقى من أوجب واجبات لاعبي المريخ ومدربهم الألماني مايكل كروجر أن يظهروا الوجه الحقيقي للمتصدر، ويؤكدوا جدارته بالتحليق في قمة الدوري بأداءٍ قوي وفوزٍ مؤزر، يحققونه على حساب فريقٍ شاب وطموح، تمكن من تحقيق الفوز عليهم في آخر مباراتين. * هزم الأهلي المريخ في عقر داره في آخر مباراة للفريقين في الدوري السابق. * وكرر تفوقه عليه في آخر مباراة جمعت الفريقين في الدوري الحالي، ونال مهاجم النمور نادر الطيب شرف قيادة فريقه للفوزين. * الأهلي خصم شرس وطموح، ونتائجه مع القمة تؤكد هذه الحقيقة بجلاء. * نجح النمور في إنزال الهزيمة بالمريخ والهلال في الدور الأول للدوري، ونعتقد أن الأهلي شندي نال حظوة أول فريق ينجح في قهر العملاقين معاً في دورة واحدة للدوري منذ انطلاقه قبل ستة عشر عاماً، وتحديداً في العام 1996! * الفارق بين الفريقين ست نقاط، حيث يمتلك المريخ 39 نقطة مقابل 33 للأهلي الذي تتخطى طموحاته مرحلة الفوز على العملاقين إلى السعي للفوز باللقب، وهو يمتلك مؤهلاته تماماً. * لكن طموحات الأهلاوية ستصطدم بطموحات فريق لا ترضى جماهيره بالهزيمة أمام أي خصم، وتعتبر المركز الثاني مثل الأخير. * مباراة المريخ والأهلي شندي تمثل قمة كروية جديدة في مسيرة الكرة السودانية، نتمنى أن نستمتع فيها بأداءٍ عالٍ ومستوىً متميز يؤكد ريادة الناديين وجدارتهما بالتنافس على لقب الممتاز. أجواء حميمة * يعيش دوري سوداني الممتاز أجواء محتقنة وملبدة بغيوم الشغب والخراب، وتسيطر عليه ثقافة رجم الملاعب بالحجارة، والرغبة في تحطيم المنشآت وإيذاء الخصوم. * تعددت أشكال الخروج عن السلوك القويم في الموسم الحالي، وطفرت الدماء من الوجوه والرؤوس، وتطايرت المقاعد، وتأذى الحكام من الضرب والاتهامات الظالمة، ووقف الاتحاد متفرجاً على كل ذلك بلا حولٍ ولا قوة، وعجز عن حسم الانفلات الذي تمدد بشدة، وبات يشكل الخطر الأكبر على مسيرة الكرة السودانية. * في وسط تلك الأجواء الملبدة بالعنف والرغبة في الإيذاء اختار مشجع مريخي يقيم في الإمارات (اسمه وليد باترا) أن يطرح مبادرة راقية، هدف بها إلى تقليص حدة الاحتقان، ونشر ثقافة الحب بين رياضيي السودان، واقترح أن تبادر جماهير المريخ بتقديم الورود للاعبي الأهلي، أن تحصبهم بالبرتقال بدلاً من الحجارة. * التقطت صحيفة الصدى المقترح، وقدمته إلى الأخ الأستاذ حمد السيد مضوي عضو مجلس المريخ، وإلى جماهير المريخ ممثلة في لجنة التعبئة، فوافقا عليه فوراً، وشرعا في تحويله إلى واقعٍ معاش. * قبل انطلاق لقاء اليوم سيحمل عدد من لاعبي المريخ السابقين بقيادة العجب ومنتصر الزاكي وجندي نميري وحاتم محمد أحمد ونجم الدين أبو حشيش بوكيهات الورود، وحبات البرتقال المزودة بملصقات تحض على المحبة، وتحارب الكراهية والعنف، ليقدموها إلى لاعبي الأهلي ومشجعي الناديين. * مبادرة بسيطة، تحوي إشارات عميقة، تؤكد نقاء الرياضيين وصفائهم وبعدهم عن العنف وكراهيتهم لمناظر الدماء النازفة، من شأنها أن تخفف غلواء التعصب السلبي، وتعزز ثقافة المحبة بين الرياضيين. * نتمنى أن يشارك الدكتور المبدع عمر محمود خالد في المبادرة الراقية بإلقاء قصيدته الجميلة المعبرة التي يقول في مطلعها (نحن في الوسط الرياضي، لا بنخاصم لا بنعادي). * وأتمنى أن يكون قطب الهلال الدكتور أحمد دولة حاضراً في مقصورة الزعيم ويشارك في الحدث الكبير. * النمور تستاهل. * والمريخاب من يومهم مبدعين. آخر الحقائق * المريخاب.. أسياد الجلد والراس، أهل الكؤوس الجوية والبطولات الخارجية والإنجازات التاريخية، والأرقام القياسية، أبطال جوبا وموانزا ومانديلا والشارقة. * مريخاب يحمدون من حباهم بكل الأرقام القياسية في عالم الكرة السودانية، ومنحهم ما لم يتوافر لغيرهم، الدوري المقفّل، المقفّل ناقص نقطة، البطولات الخارجية، الكؤوس الجوية والدروع البلاترية! * تفرد الشعار الأحمر على ما سواه من شعارات الأندية بتمدده خارج مساحة الوطن الحبيب، ليثبت تميزه وتفرده وريادته، ويحقق ما أعجز الآخرين. * من غير المريخ أحضر الكؤوس بالأجواء طائعة؟ * من غيره أبدع الفنون نشوةً حبيبة ورائعة؟ * من غيره قد لون التاريخ بالذهب؟ * من غيره قد وهب الأفراح ما وهب؟ * من غيره قد دوخ الأبطال أينما ذهب؟ * مريخ السودان، أو سودان المريخ كلاهما سيان. * المريخ: ملح الأرض، عشق الفطرة، خيار الباحثين عن الحب والخير والجمال. * جمال الفال وراحة البال وهجعة زول بعد ترحال، دنيتنا ومشاويرنا وغنواتنا الما بتنقال. * لا تسألونا كيف ولمَ أحببناه ومتى عشقناه، فحب المريخ ولد فينا قبل الشهقة الأولى، وتمدد في الخلايا قبل أن تغزوها كريات الدم الحمراء. * فتحنا العيون فاكتحلت بأشرف الألوان، وتشربت بأروع المعاني. * لا يهمنا، فاز، تعادل أو خسر، فالعشق الصافي لا يعترف بالهزيمة! * إن (المريخ) لكالربيع تحبه للحسن فيه، وتهش عند لقائه ويغيب عنك فتشتهيه! * (نحن بين الناس صفوة.. نحن في الإحساس قدوة.. نحن في المريخ أخوة.. نعشق النجم ونهوى.. نحن في التاريخ سفر.. يملأ التاريخ زهواً.. واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى). * بشراك يا زبير.. (يا سيدة لو شفتيهو كيف فارق بلادنا وانتشر؟ في كينيا معروف والخليج، في آسيا والصين والمجر، تاريخ مطرز بالفخار، من عهد قرعم لي صخر، تاريخ مطرز بالذهب، من شرفي لي برعي وطلب، وكمال وجقدول والعجب، أيامنا من بعدك بقت، يا سيدة في بهجة وطرب)! * ننتظر من لاعبي المريخ ان يقرنوا إبداع جماهيرهم وكتابهم وشعرائهم بإبداع الكفر داخل المستطيل الأخضر. * نال الخرطوم علقة ساخنة في فاشر أبو زكريا. * فتحت خسارة الكوماندوز طريق الحصول على المركز الثالث للأهلي. * لكن العقبة التي تواجه النمور كؤود. * يعجبني كفاح النسور للبقاء في الممتاز برغم خصم النقاط. * أمس قهروا التماسيح بهدف، وجددوا آمالهم في المحافظة على موقعهم بين الكبار. * وفي عطبرة عمق الإكسبريس جراح الفهود، وهزمهم بجدارة. * أهلي عطبرة فريق محترم، يلعب الكرة النظيفة، ولا يعرف إيذاء الخصوم إلا بتجويد الأداء داخل الملعب. * على لاعبي المريخ أن يجتهدوا للظفر بالنقاط، لأن مهمتهم لن تكون سهلة على الإطلاق. * نتمنى أن تنجح لجنة التحكيم في اختيار طاقم تحكيم مؤهل لإدارة اللقاء الحساس. * حذار من انتقاء المغمورين. * الأهلي خطير وطموح، وطموحات المريخ أعلى. * سقف الطموحات الحمراء يطاول عنان السماء. * لقاء الزعيم والنمور.. ديربي الكرة السودانية الجديد. * آخر خبر: الاتحاد في محك الشغب!