بدأت ولاية جنوب كردفان في التعافي من ويلات الحرب التي دارت رحاها وقتا ليس بالقليل على تخوم الولاية التي تأثرت سلبا بالاحتراب الذي عطل التنمية المنشودة وأوقف عجلة التطور وعصف بالاستقرار والأمان ،وشهدت الولاية عقب توقيع إتفاقية السلام الشامل تقدما مطردا ومتنامٍ في العديد من أوجه الحياه ولم يعد المشهد كما كان على أيام الحرب حيث ظلل سماؤها في العامين الأخيرين استقراراً أمنياً واجتماعياً واضحين وبدأت عجلات التنمية في الدوران ،وتلعب المنظمات الطوعية التي يتجاوز عددها بالولاية المائتين أدواراً مقدرة في مساعدة إنسان الولاية عبر مناشط وخدمات مختلفة ،وتعتبر منظمة مبادرون لدرء آثار الكوارث والحروب من المنظمات الوطنية الرائدة في مجال العمل الطوعي الإنساني ،وظلت منذ إنشائها في العام 2005 تلعب أدواراً بالغة الأهمية وتسجل حضوراً طاغٍ في العديد من الولايات والمدن المتأثرة بالحروب، واسهاماتها تبدو واضحة للعيان في مدن الدمازين ،الرنك،بانتيو، واو،نيالا،زالنجي ،ولاية الوحدة ،وفي ولاية جنوب كردفان تبدو ذات تواجد واضح وإسهامات مقدرة وفعاله في مختلف المناشط الإنسانية حيث تعمل في محاور التعليم والصحة والأمن الغذائي وبناء القدرات ومساعدة ضحايا الألغام ،فعلى صعيد التعليم نجحت في ادخال تجربة فريدة وغير مسبوقة في الولاية وهي رياض الاطفال حيث قامت بتأسيس عدد كبير من الرياض في مختلف المحليات والقرى وتقوم بتوفير الزي الرسمي للأطفال ووسائل التعليم والألعاب وفيما مضى كانت رياض الأطفال حكرا على أطفال المدن الكبرى بالولاية الا ان المنظمة كثفت من تواجد الرياض بالقرى والفرقان التي تبدو في امس الحاجه للرياض والمدارس، وقامت أيضا في ذات المحور بصيانة العديد من المدارس كمدرسة كريمة أساس وبدر الكبرى والزيتونه ، وتقوم هذه الأيام بانشاء مدرسة بتلودي ،ولاتكتفي المنظمة بذلك بل تقوم بتدريب معلمات رياض الاطفال.. وعلي صعيد الصحة لها أدوار مقدرة في إصحاح البيئة خاصة في الخريف وذلك بمشاركة شباب القرى والأحياء ولها برامج متنوعة في مكافحة الأمراض مثل الأيدز ،وفي مجال الأمن الغذائي قامت باكبر مشروع شهدته الولاية مؤخرا وهو تدريب المزارعين على الزراعة بالحيوان وقامت بتوفير الآليات المطلوبة وهذا المشروع أسهم في زيادة المساحات المزروعة وضاعف من الإنتاج ،وقامت المنظمة أيضا بتوزيع البذور المحسنة واقامت دورة تدريبية لمساعدين بيطريين من الرعاة وملكتهم وسائل حركة ومعدات طبية لمعالجة وتطعيم الثروة الحيوانية وهذا العمل تحديدا وجد الإشادة من كل أهل الولاية ،وعلى صعيد بناء القدرات أشار رئيس المنظمة عمر محمد حامد الشريف أحد الكوادر الوطنية الشابة الى أن محور بناء القدرات يحظى بإهتمام كبير من جانب المنظمة وذلك لإيمانها التام أن الإنسان أساس التنمية والتطور وقال:نملك معمل حاسوب متكامل قمنا من خلاله بتدريب أكثر من خمسة ألف دارس من المتطوعين والشباب والموظفين وذلك دون مقابل،وفي إطار العلاقة التي تجمعنا مع القوات الهندية قمنا بابتعاث العديد من المتطوعين الى الهند وذلك للتدريب ،وأشار الى أن المنظمة قامت بتنظيم عمل متأثري الإلغام واوجدت لهم كياناً مؤثراً وفعالاً ينوب عنهم في حل قضاياهم ومخاطبة الجهات المختلفة ، وأرجع تجاوب أهل الولاية مع المنظمة وخاصة الشباب الى جدية عمل مبادرون وإسهاماتها المقدرة التي كانت السبب المباشر في دخولها مع شراكات مختلفة مع جهات عديده على رأسها حكومة الولاية وأبان أنهم في هذا الصدد لايقومون بعمل الا بعد الرجوع الى الجهات ذات الصلة في حكومة الولاية مثل وزارة التربية والصحة وذلك للتنسيق منعا للتضارب ،وكشف عن علاقات المنظمة مع الجهات المانحه مثل اليونسكو ،اليونسا، الفاو ،الإتحاد الاوربي، والهجرة والدولية وغيرها من منظمات ظلت ترعي وتدعم برامج مبادرون ،وأوضح مساهمات مبادرون في البرامج الوطنية كالإنتخابات التي قاموا خلالها ببرامج تثقيفية شاملة ،وفي ختام حديثة أشاد بحكومة الولاية على إنجازاتها المتعددة على الأصعدة كافة وتعاونها مع منظمة مبادرون.