تشاد تتمادى في عدوانها على السودان    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الولايات
نشر في الصحافة يوم 26 - 02 - 2012

المقاهى بالدويم .. معالم طواها الزمن
الدويم: عبد الخالق بادى
المقاهى فى السودان موجودة منذ فترة طويلة، حيث بدأت مع سيطرة الإنجليز على السودان وتنامى الحياة المدنية فى العديد من مدن السودان، وفى مقدمتها مدينة أمدرمان التى كانت تعج بالمقاهى. ولعل أشهرها مقهى مشرقى، ونجد أن المقاهى كانت عبارة عن منتديات ثقافية ورياضية واجتماعية يجد فيها كل شخص برنامجا دسما يغذى به فكره ويكتسب فيه الكثير من الخبرات من خلال «الونسة» مع الكثير من المثقفين والاستماع لأحاديثهم التى تتسم بالكثير من الفوائد الأدبية والفكرية.
ومدن السودان المختلفة كانت بها مقاهٍ ساهم فى إنشائها العديد من الأشخاص الذين فى أغلبهم قادمون من شمال السودان، ومازال بعضها يعمل حتى يومنا هذا فى العديد من المدن، حيث توارثتها الأجيال وأصبحت جزءاً من شخصية تلك المدن، بل صارت معلماً بارزاً لا تخطئه عين وقبلة للزوار والسياح.
ومدينة الدويم مثل غيرها من مدن السودان نالت حظها من المقاهى منذ نشأتها الأولى فى ثلاثينيات القرن الماضى، فمن أوائل المقاهى مقهى محمد خير «قيردونة» رحمه الله الذى لم يكن مقهاه مكانا للكيف فقط، بل جعل منه مكاناً متعدد الأغراض، حيث كان يعلم الناس القرآن ويفقههم فى أمور الدين، فالرجل كان حافظاً للقرآن واستغل ما وهبه الله من علم، فكان يعقد حلقات للدرس بعد الانتهاء من عمله، وهناك مقهى إسحق عمسيب «رحمه الله» ثم جاء عهد مقاهى عبد القادر موسى وعمنا سيد أحمد «رحمهما الله»، ومقهى اليمانى، وهى جلها كانت فى السوق القديم ماعدا مقهى عبد القادر موسى الذى كان فى بداية السوق «الفوق» شرق بنك النيلين الحالي.
ومن المعروف تاريخيا أن وجود معهد التربية بخت الرضا إضافة للحركة التجارية النشطة خاصة فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى، وكانا سبباً مباشراً فى ظهور المقاهى وانتعاش عملها، حيث كان الطلب على الشاى والقهوة متزايدا من التجار ورواد السوق، كما أن المعلمين والدارسين ببخت الرضا كانوا من الزبائن الدائمين لها.
وقد اختلفت مدينة الدويم عن باقى مدن السودان فى أن كل المقاهى التى كانت موجودة بها قد اختفت وكانت آخرها مقهى سيد أحمد محمد خير «رحمه الله» الذى أغلق أبوابه فى تسعينيات القرن الماضى، حيث لم يكن هنالك من يحمل الراية من بعده، فتحولت من مقهى إلى معرض أثاثات، وهذا يعنى أن مدينة الدويم أصبحت الآن بلا مقاهٍ يرتادها أهل المدينة وزوارها كما كان يحدث فى الماضي.
إن دور المقاهى التى ذكرناها لم يكن محصرواً فى شرب المكيفات من شاى وقهوة، بل كان لها دور ثقافى واجتماعى ورياضى وإخبارى، فمن ناحية الثقافة كان معظم الموظفين والمثقفين بالمدينة يبدأون يومهم من المقاهى وفى المساء يلتقون للتسامر وتبادل الأفكار، والدور الإجتماعى كان فى تفقد الناس لأحوال بعضهم، كما أن الكثير من الرياضيين كانوا يلتقون فى المقاهى ويتناقشون حول المباريات، أما في الجانب الإخبارى فقد كانت جميع أخبار المدينة تجدها فى الصباح فى المقاهى، حيث يجد الشخص نشرة إخبارية كاملة وبالتفاصيل عما يحدث فى المدينة، ومن هذه المقاهى تنتشر الأخبار فى سائر أرجاء المدينة.
وقد أحدث اندثار المقاهى فى الدويم فراغاً كبيراً لم تستطع بائعات الشاى أن تملأه رغم كثرتهن، لأسباب تتعلق بأماكن وجودهن التى غالبا ما تكون غير ملائمة للكثيرين من ناحية السعة، بعكس المقاهى التى كانت ملاذا للكثيرين حيث يجدون فيها الملجأ المريح لقضاء وقت ممتع فى صحبة الإخلاء والأصدقاء، واصبحنا الآن نشاهد الكثير من الناس يجلسون تحت الأشجار وفي الدكاكين.
إن غياب المقاهى بالدويم كان على حساب أشياء كثيرة أولها شخصية المدينة التى أصبحت باهتة بسبب اختفاء هذه المعالم التى كانت جزءا من شخصيتها، وتكمل مظهرها المدنى الذى للأسف تراجع كثيرا فى السنوات الأخيرة، بعكس العديد من المدن التى حافظت المقاهى فيها على وجودها وأصبحت من تراثها وعنواناً بارزاً لها.
وبعض مواطنى المدينة تمنوا أن تعود المقاهى إلى السوق مجدداً، خاصة بعد إزدياد حركة الدخول والخروج منها بعد تشييد كبرى الدويم، بل هناك من تعجب لحال المدينة حيث يرى أن المدنية فيها قد تراجعت كثيراً، ويعتقد أن وجود المقاهى دليل على المدنية واختفاؤها يعني عكس ذلك.
مبادرون تنحاز للمواطنين بالنيل الأزرق
الدمازين: «الصحافة»
تلعب المنظمات الطوعية الوطنية أدواراً مقدرة في مناطق النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية تجاه المواطنين، وتعتبر مبادرون من المنظمات الوطنية ذات الأثر الملموس على أرض الواقع بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث ظلت تقف في أوقات السلم والحرب، ويقول مدير فرع المنظمة بولاية النيل الأزرق جاد الله أحمد النضيف إن مبادرون كان لها وجود فعال في الاحداث الاخيرة التي شهدتها الولاية، خاصة في ما يتعلق بالجانب الانساني، ويشير إلى انها عملت منذ بداية الازمة على نقل الجرحى وتقديم الخدمات الصحية والطبية والغذائية، كما قامت والحديث لمديرها بتنظيم حملات إصحاح بيئة ومكافحة بمحليات الدمازين وباو والكرمك.
ومنظمة مبادرون بدأت عملها بولاية النيل الأزرق في عام 2005م ولديها شراكات مع عدد من المنظمات الدولية المانحة، منها برنامج الأمم المتحدة الانمائي، والبرنامج الاوروبي، وبرنامج الأغذية العالمية وغيرها. وتحظى بثقة الجهات المانحة، وذلك بتوجيهها الدعم في مشروعات تصب في مصلحة المحتاجين، ونفذت مبادرون بحسب مديرها بالنيل الأزرق عدداً من المشروعات الكبرى التي وجدت صدى وتقديراً من قبل المواطنين، ويضيف: من أبرز البرامج التي قمنا بتنفيذها دمج وتسريح قرابة الألف مقاتل، حيث قمنا بتمليكهم مشروعات إعاشة مختلفة، كما قامت المنظمة بصيانة مصادر المياه في عدد من مناطق الولاية، وعملت على تركيب مضخات وصهاريج مياه، وعملت المنظمة على تأهيل وتدريب أعداد كبيرة من النساء في برامج كيفية التجفيف الغذائي.
وقامت منظمة مبادرون بزراعة «50» ألف شتلة في مختلف أنحاء الولاية، كما أخضعت مربي الماشية والرعاة لدورات مكثفة في التطعيم البيطري وكل ما يتعلق بصحة الحيوان، وملكت مواطنين مزارع خضروات ومشاتل، وتعتبر المنظمة راعية للنشاط الرياضي للشباب خاصة في الكرة الطائرة والدورات المدرسية، وترعي اتحاد الكرة الطائرة بالدمازين، ونفذت المنظمة برامج في تدريب وتأهيل معاقي الألغام، ودعمت عدداً كبيراً من رياض الأطفال، وأكبر المشروعات التي نفذتها بالنيل الازرق تمليك مراكب صيد حديثة وشباك لعدد كبير من الصيادين، كما دعمت اتحادهم بعربة مبردة لنقل أسماكهم إلى الخرطوم، وأدخلت المنظمة «500» أسرة في مظلة التأمين الصحي.
ويرى مدير الفرع بالنيل الأزرق جاد الله النضيف، أن منظمة مبادرون نجحت في نيل ثقة المانحين، وذلك من واقع جديتها في تنفيذ البرامج، ممتدحاً علاقة المنظمة التي وصفها بالطيبة مع المانحين وحكومة الولاية، وقال إن هذه العلاقة تحتم عليهم العمل المكثف من أجل إنفاذ برامج ومشروعات متنوعة تصب في مصلحة المواطنين، كاشفاً عن وضع المنظمة لخطط طموحة للمرحلة المقبلة.
برغم مخاطر الألغام
شاب يزور جنوب طوكر على متن دراجة نارية في أول سابقة
بورتسودان: محمود ود أحمد
في بادرة تعد الاولى والاخطر من نوعها قام احد الشباب الذي يعمل بمؤسسة صندوق اعمار الشرق بوظيفة «مهندس مؤقت» بالتوجه لمنطقة لجنوب طوكر عبر دراجته النارية «موتر» ومعرروف أن هذه المحلية تبعد حوالى 300 متر او اكثر من بورتسودان، بالاضافة لوعورة الطريق وكثرة الالغام على جانبي الطريق التي تسببت في وفاة اكثر من حالة. وزار هذا الشاب الذي يدعي صالح ابراهيم «منتاي» اكثر من ست مناطق بدءاً بمرافيت ودرهيب وعقيق المحلية وعدارت وورهط، ومنها ذهب الى عقيتاي منطقة اجداده. وقال صالح منتاي في حديثه ل «الصحافة»: اعمل في مؤسسة صندوق إعمار الشرق، وفي الاسبوع الماضي اتجهت المؤسسة لتلك المنطقة في زيارة عملية، وقبل التوجه للمنطقة شرحت للمدير المسؤول بأن تكون عقيتاي ضمن المناطق التي يراد زيارتها لأنني ولدت في بورتسودان ولم ازرها قط، حتي ازور منطقة اجدادي. ووافق المدير وطلب من القائمين على امر الرحلة باضافة عقيتاي ضمن المناطق، واتجهنا وزرنا عدداً من المناطق بجنوب طوكر، ولم يزور التيم منطقة عقيتاي وترك ذلك في نفسي أثراً. وفي صبيحة اليوم الثاني اخذت دراجتي النارية واتجهت مباشرة للمنطقة ومررت بسواكن وطوكر. وفي اثناء مروري كنت اقرأ الغرابة في عيون الناس اين يتجه ذاك الشاب؟ ووصلت منطقة مرافيت الساعة الخامسة مساءً، وكنت مرهقا فبت فيها وتحركت صباح يوم السبت، ومررت على درهيب ومنها عدارت، وبعد مسافة منها تعطل مني اطار العجل واحترت ماذا افعل، وبعد ساعة وجدت افراداً من قبيلة الرشايدة الذين تفاجأوا وسألوني عن أسرتي، واخبرتهم وساعدوني وشجعوني على هذه «المجازفة» ومنها تحركت بسرعة صاروخية ووصلت منطقة عقيتاي، ووجدت عزاءً هناك، فقمت بالواجب وعرفتهم بنفسي واسرتي وتعرفوا على الاسرة، وبدأت بعد ذلك بالتصوير وبدأت لتقط صوراً لمعالم المنطقة، وفي اثناء ذلك اخذت لقطة من «شفخانة» المنطقة ولم ادر أنها ثكنات لجهة نظامية، فتعرضت لمساءلة من هذه الجهة واخيرا تفهموا بأنني من المنطقة، وكتبت اقراراً بذلك، وبعد ذلك رجعت لبورتسودان سالكا نفس الطريق.
وهنا لا بد من الاشارة لنقطة مهمة، وهي في الوقت الذي تعذرت فيه على الحكومة زيارة منطقة جنوب طوكر لوجود الالغام زارها هذا الشاب بدراجته هذه، وحتى الرئيس جاء في زيارة للولاية مرتين ولم يزر تلك المحلية، وكان قد وعد أهل المنطقة في زيارته الاولى بزيارتها إلا أنه لم يزرها في المرة الثانية، لذلك اصبحت قصة هذا الشاب حكاية تروى في الأفراح والاتراح هناك في بورتسودان.
السودان و إرتريا .. علاقات تتخطى الحدود
كسلا : صالح حسن البجاوي
كثيرة هي الروايات التي تؤكد عمق علاقات المجتمع الكسلاوي بدولة ارتريا وليس ذلك بحكم التقارب المكاني والحدود المشتركة فحسب بل تمتد إلى ابعد من ذلك بكثير ولعل الناظر إلى المجتمع الكسلاوي يجد اثر التداخل والتقارب في مختلف المناحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإذا ما بحثنا الأمر من زاوية تاريخية نجد أن أول ما فيه فكر المك نمر عقب إحراقه للدفتردار هو لجؤوه للشرق حيث أسس مدينة المتمة الأثيوبية لم يكن ذلك من فراغ فدول القرن الأفريقي وتحديدا دولتي ارتريا وأثيوبيا تمثل العمق الاستراتيجي للسودان فضلا عن التداخل الكبير للقبائل الحدودية القاطنة بتلك المناطق .... كما يروى أن بعض القبائل كانت وحتى عهد قريب لا تدفن موتاها ألا بقرية مجاورة داخل الأراضي الارترية وذلك تيمنا منهم بصلاح شيخ تلك القرية ولعل التشابك القائم بين جل قبائل شرق السودان وتداخل أراضيهم اوجد لهم مصالح مشتركة اقتصادية واجتماعية تبرز معالمها في العديد من أوجه الحياة فضلا عن علاقات المصاهرة القائمة أصلا الأمر الذي خلق نسيجا متفردا للمجتمع الكسلاوي وحين نقول المجتمع الكسلاوي نقصد بذلك كافة المكونات القبلية الساكنة بولاية كسلا بل والولايات الشرقية عموما فجد أن الشارع العام بكسلا لايخلو من مشهد يدلل على عمق أواصر التواصل بين الشعبين الارتري والسوداني فتسمع الأغاني الارترية تملك الآذان منطلقة من اغلب المحلات التجارية ومحلات المرطبات والمركبات العامة ولا يقف حاجز اللغة عثرة للتجاوب والاستمتاع ولعل ذلك يعود في الأصل إلى أن الغناء الارتري اغلبه تشكل من الوجدان السوداني الأصيل فنجد أن رموز الغناء الارتري كانوا اعضاءا فاعلين باتحاد الغناء والموسيقى يكسلا وتربطهم علاقات وشيجة برموز الفن السوداني كما هو الأمر ذاته في دولة ارتريه حيث نجد أن هنالك العديد من المحلات لا تبث إلا الغناء السوداني لروادها كما أن هنالك العديد من التعاملات الفنية بين الشعراء والفنانين أبرزها أعمال الشاعر الارتري المبدع محمد مدني والذي يطرب الشعب السوداني بأعماله وروائعه التي تؤديها فرقة عقد الجلاد كما أن الأعمال التي يؤديها الفنان أخليلو برختي الارتري المشهور والتي صاغ اغلب كلماتها الشاعر الكسلاوي أمين إسحاق ولحنها الملحن الشاب ابن كسلا بيتر قرقوري المعروف ببيتر إحساس هذا في الجوانب الثقافية أما على الاجتماعي نجدا أن التواصل يتعدى المصاهرة ووصل إلى الثقافات الغذائية فنجد أن طبق (الزغنى) هو احد مكونات عزائم الأفراح في معظم البيوتات الكسلاوية بالإضافة إلى بعض العادات والتقاليد الارترية التي أصبحت تمارس في كثير من الممارسات فنجد أن العروس تردي لباساً يعرف ب(الزورئ) وهو زى شعبي ارتري معروف وأصبح متداولاً بين الكثير من حسان كسلا .
التدخل والتماس لساكن ولاية كسلا جعل من الدولتين مساحة للتبادل التجاري الذي لم يشهد انقطاعاً رغم التقلبات السياسية وذلك لاستناده على خلفية اجتماعية وثقافية حتمت التواصل فمازال اغلب ساكني ولاية كسلا من القبائل الحدودية التي لم ولن تعترف بالحدود الوهمية التي أوجدها المستعمر ويعتبرون أن كلا الدولتين امتدادا طبيعيا لهم فكانت كسلا ومازالت سوقا لأغلب مواطني دولة ارتريا وكذلك الحال لمواطني كسلا ويشهد على ذلك سوق (هيكوتا) والحفائر بمنطقة ابوطلحة بمحلية ريفي غرب كسلا ومنطقة حمدايت وعواض وغيرها من المناطق الحدودية المتاخمة لدولة ارتريا، كما نجد الخضار الوارد من منطقة ساوا الارترية والتي يزرعها مواطنون من كسلا والذي يغطي أسواق المدينة الأمر الذي جعل سوق كسلا سوقا يختلف عن باقي الأسواق السودانية ويتميز بالمعروضات الواردة من ارتريا كما هو الحال في أسواق بعض المدن الارترية التي تعتمد بشكل أساسي على البضائع الكسلاوية وجاء الطريق القاري كسلا ارتريا والذي تم افتتاحه مؤخرا سيدعم صلة لم تنقطع ويسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين كسلا وارتريا مما يعود بالنفع للبلدين فقد فرض الواقع الثقافي والاجتماعي بين الشعبين على حكام البلدين مراعاة ذلك وحتم ضرورة تحسين العلاقات تعزيزا للمصلحة المشتركة الامر الذي خلق نوعا من الرباط الانساني المتماسك وان كانت في بعض الاحيان العلاقات السياسية تشوبه وتعكر صفوه حينا ولكن يبقى التواصل الاجتماعي والثقافي والانساني متينا ومتحصنا امام ذلك في لوحة تؤكد ان القيم الانسانية هي ثيرمومتر الشعوب.
المسكيت.. طلع الشياطين تظهر في الجزيرة
المناقل: محمد أحمد الصديق البلولة
شجيرة المسكيت تِلك الشُجيرة اللعينة التي غزت الأراضي السودانية وأراضي الجزيرة على وجه الخصوص . وسيطرت على القرى وحُرُماتِها. وجاءت هذه الشجيرة الضارة من دولة المكسيك بأمريكا الجنوبية وانتشرت في أسيا وأفريقيا واستراليا وبلاد الهند. وتوجد عادةً في المناطق القاحلة وشبه القاحلة . وتم استخدامها والاستفادة منها كأحزمة واقية لحماية الأراضي من التصحر ومحاولة الاستفادة من سيقانها في صناعة الفحم كبديل لأشجار السنط والطلح . لكن اتضح أنّ ضررها أكثر من نفعها. واشتهرت بكونها صاحبة الرقم القياسي في اختراق جذورها لباطن الأرض . فقد سجلت حالات نمت فيها الجذور لعمق وصل لحوالى ثلاثة وخمسين متراً «170 قدما» داخل أعماق الأرض. لذلك سببت العديد من المشكلات في المدن بمهاجمة جذورها لأنابيب الصرف الصحي وأساس البنايات، بالإضافة لتدمير العديد من المزارع. مع العلم بأنها سرعان ما تكوِّن أحزمة خضراء حول المزارع والقرى يُعجِبك ويبهرك منظرها وتُسْحِر عيونك خضرتها. لكنها كخضراء الدمن الواردة في الحديث النبوي الشريف «إياكم و خضراء الدمن».
وهذه الأحزمة تمكنت من أن تحتضن الكثير من قرى الجزيرة. والناظر من على البعد لتلك القرى التي وقعت فريسة لهذه الأحزمة البالغة الخطورة يحسب أنها غابات استوائية وسط السودان. والسبب في ذلك يرجع لإهمال المواطنين وضحالة ثقافتهم بأضرار هذه الشجيرة اللعينة. أما شجرة العُشر وهي الأخرى سريعة الانتشار علاوةً على أنها تستطيع أن تتعايش مع كل الظروف حتى سميت بالشجرة المجنونة. وشجرة العُشر هي شجرة معمرة مستديمة الخضرة ويصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار تنتشر في معظم أنحاء البلاد خاصة في المناطق ذات المناخ الحار، وتنمو في أنواع مختلفة من التربة، ويدل كثرة وجودها في مكانٍ ما على تعرض الأرض للرعي الجائر. ولا ترعى الحيوانات العُشر ولا يستفاد من خشبها لأنه هش . والعشر من الأشجار التي لا تستخدم طبياً. وجميع أجزائها سامة خصوصاً العصارة اللبنية الموجودة في جميع أجزاء النبات، فهي خطيرة لأنّها تتسبب في فقدان البصر إذا أصابت العين. وبلعها يسبب تهيج الجهاز الهضمي وآلاماً في المعدة و غثياناً، إما إذا كانت الكمية كبيرة فتؤدي لنبض سريع غير منتظم وتشنجات وهبوط في القلب.
ولم يقف تأثير هذه الشجيرات على المزارع والقرى فقط بل حاولت أن تغزو كثيراً من المدن، وعلى سبيل المثال لا الحصر انتشرت في مدينة معتوق ومدينة المناقل، وكادت أحياؤها الطرفية تقع فريسةً لتلك الأشجار الملعونة خاصةً «الأحياء الشرقية وحي دار المقام والمنطقة الصناعية الشرقية». كما أنها لم تسلم منها الأحياء داخل المدينة. وبدأت الانتشار على ضفاف مجاري المياه والأراضي المنخفضة خلال فترة الخريف. لكن عيون المسؤولين بالمحلية كانت لها بالمرصاد. وبرعاية الأستاذ ابراهيم الحسن عبد الله معتمد المناقل واشراف الاستاذ ابراهيم سليمان ابراهيم المدير التنفيذي للمحلية، تم تجهيز حملة للقضاء عليها بقيادة الأخ بشير مرسال المدير التنفيذي لوحدة مدينة المناقل الإدارية ومتابعة نائبه الأخ أنور مبارك حميدة. ونُفِذت هذه الحملة عبر آلية إدارة الصحة بالوحدة الإدارية. وتم توفير المعينات لإنجاحها كما عقد العزم على استئصال هذه الشجيرة وشجرة العُشر من اجل مدينة خالية من تلك الشجيرات البالغة الخطورة.
ومن جانبه أكدّ الأخ بشير مرسال المدير التنفيذي لوحدة المدينة الإدارية أنّ الوحدة أكملت استعدادها لإعداد خطة لإصحاح البيئة وتأهيل المجاري واستئصال الأشجار الضارة بالبيئة استعداداً لفصل الخريف في وقت مبكر. وذلك بتسخير سواعد الشباب، مشيراً لحماس الشباب والطلاب وتجاوبهم مع نداءات الوحدة الإدارية ومشاركاتهم في حملات إصحاح البيئة التي نظمتها الوحدة الإدارية داخل الأحياء على أمل أن تعقد الوحدات الإدارية الأُخرى بالمحلية العزم بأحياء سُنة النفير للقضاء على شجرتي المسكيت والعُشر.
وللقضاء على هذه الأشجار لا بد من تضافر الجهود الشعبية والرسمية وذلك بمشاركة كل شرائح المجتمع خاصةً الشباب والطلاب والمرأة مع توفير المعينات التي تدفع العمل. وكل ذلك من أجل القضاء على شجرتي المسكيت والعُشر بالأراضي الزراعية لأنهما تفقدها خصوبتها علاوةً على أنهما تسيطران على مساحات شاسعة في وقت وجيز إذا أهملت من جانب أصحابها، هذا بالإضافة للضرر الذي يلحق بالأراضي السكنية.
محطات المياه بأرياف كسلا.. إحلال الطاقة الشمسية بديلاً للديزل
صالح حسن البجاوي
الحاجة ام الاختراع، وهي التي تجعل القريحة والفكر البشري يعمل ويوظف المتاح لتحقيق معاني اعمار الارض، وكثيرة هي التجارب التي تثبت صحة ما نقول، ولعل تجربة ولاية كسلا واحدة من التجارب المبتكرة التي تستحق التوقف عندها وجعلها أنموذجا يحتذى به ويعمم، وهي من المشاريع المبتكرة قليلة التكلفة مقارنة بعوائدها الكبيرة على الحياة اليومية للناس، خاصة على أهلنا في الأرياف البعيدة غير المزودة بمصادر الطاقة المتجددة، ومنارات يهتدي بها الباحثون عن تغيير وتجديد أنماط الحياة، وصولا للنهوض بهذه المجتمعات التي علينا أن نعترف بأنها تعاني إشكالات كبيرة تتطلب الالتفات لها وإيجاد ما أمكن من حلول لها، خاصة أن معظم هذه الإشكالات ناتجة عن عوامل غير اقتصادية كأن تكون مشكلات إدارية، قانونية وغيرها. وفي هذا الإطار وكنموذج للمحاولات التي تستهدف إحداث التغيير الإيجابي هنالك مشروع الأمن الغذائي وسبل كسب العيش الذي تنفذه منظمة براكتكال آكشن بأرياف ولاية كسلا، وهذا البرنامج كما وقفنا عليه بأنفسنا وقال وأفادنا عنه المختصون من العاملين فيه، فهو يستهدف تحقيق ثلاثة أهداف كبيرة في حزمة واحدة، وهي أولا أن يحصل الإنسان على الخدمات الأساسية كاملة من ماء وصحة وتعليم، وذلك بتفعيل الموارد الموجودة أصلا وتسخيرها لخدمة المجمتمع، وثانياً تحريك هذه المجتمعات وبث الثقة فيها لتستلم زمام المبادرة في التقدم والنماء، وثالثا تمكين المرأة باعتبارها ركيزة أساسية في التنمية والتقدم.. ويقول المهندس موسى إبراهيم موسى ضابط الشؤون الهندسية بالمنظمة إن الناس تدفع مبالغ طائلة لتؤسس نظاماً جيداً لمياه الشرب في منطقة ما مثلاً، ولكن نتيجة لعدم المتابعة وسوء الإدارة فإن هذا المورد لا يحقق الفوائد المرجوة منه، ولذلك نهج براكتكال آكشن هو الاستفادة القصوى من الموارد الموجودة أصلاً، وتحريك المجتمعات لتحصل على الفائدة القصوى منها أكثر من الاتجاه إلى الصرف الكبير على إنشاء موارد أو مشروعات جديدة قد لا تكون أولوية بالنسبة للمجتمع المعني، وهو ما يعرف لدينا بالتنمية المستدامة التي تعتمد على تأهيل الإنسان باعتباره محركاً أساسياً لإحداث التغيير الإيجابي المطلوب.
تجربة ربط محطات مياه الريف بالطاقة الشمسية:
هذه تجربة مبتكرة وغير مسبوقة بولاية كسلا، حيث نفذت بصورة كاملة حتى الآن في مجتمعين اثنين في أم سفري وباقدير، فيما يجري العمل في تأهيل مجتمعات أخرى لتنفذ فيها في المستقبل القريب، وقد وقفنا على التجربة عن قرب، حيث وجدنا محطة المياه التي كانت في الماضي تعمل بالديزل، وقد تم إحلالها لتعمل بتقنية الطاقة الشمسية، حيث يقول عمر آدم علي خير مدير محطة باقدير إنهم في الماضي البعيد كانوا يشربون هم وأنعامهم من مياه «الجمامات»، وهي عبارة عن آبار مكشوفة، ومن ثم قامت هيئة مياه الريف بحفر بئر ارتوازية وعمل صهريج سعته مائة وعشرون برميلاً، وكان ذلك تطوراً جيداً، ولكن تكلفة التشغيل العالية جداً من وقود وصيانة دورية وغيار زيت كانت تؤدي إلى تعطيل عمل المحطة أحيانا لفترات طويلة، مما يؤدي لقلة مياه الشرب واستجلابها من مناطق بعيدة جدا بتكلفة عالية. ويضيف: ولكن منذ أن قامت براكتكال آكشن بتحويل محطة مياه القرية لتعمل بالطاقة الشمسية ارتحنا تماما من كل هذه المشكلات، وتوفرت المياه بأكثر من حاجة القرية، ونحن الآن بحمد الله مرتاحين شديد من جانب الماء.
وفي ذلك يقول الأستاذ شيخ إدريس أركة ضابط تحريك المجتمعات: إننا قمنا بصيانة الحفائر الموجودة أصلاً وتحويل الآبار من العمل بالديزل إلى العمل بالطاقة الشمسية، ويضيف أنهم بالفعل استفادوا من فائض المياه الذي نتج عن ذلك في تحريك الطاقات الكامنة في إنسان المجتمعات التي يعملون بها خاصة النساء.
ويضيف المهندس موسى أن المياه بدلا من أن تكون للشرب فقط يمكن الاستفادة منها في مجالات أخرى وصولا للهدف الأكبر وهو النهوض بالمجتمع، وهذا بالضبط هو ما شاهدناه ماثلاً في مزرعة النساء في قرية باقدير التي تم إنشاؤها عن طريق المنظمة، ومساحتها حوالى فدان ونصف الفدان، وتم إدخال أحدث التقانات الزراعية عليها عبر نظام الري بالتنقيط، وقد وجدناها وهي في مرحلة الإنتاج. وعن هذه التجربة تحدثنا الأستاذة ناهد علي «ضابط تنمية المرأة» قائلة إنها تستهدف رفع مقدرات النساء والعمل على زيادة دخولهن المادية حتى يسهمن في تنمية مجتمعهن، وهو جزء من عمل المنظمة لتمكين المرأة في المجتمعات الريفية لتقوم بدورها جنبا إلى جنب مع الرجل. وعن النظام الإداري في إدارة المزرعة توضح ناهد أنه تم تقسيم نساء الحي إلى ثلاث مجموعات تتكون كل مجموعة من سبع نساء يقمن خلال يومين في الأسبوع بالإشراف والمتابعة وتنظيف الحشائش وكل العمليات الفلاحية، فيما خصص يوم الجمعة لاجتماع رئيسات المجموعات الثلاث والتنسيق بينهن لتجويد العمل.
الحاجة فاطمة جمع إدريس رئيسة إحدى المجموعات الثلاث وجدناها داخل المزرعة ومعها عضوات مجموعتها وهن منهمكات في الأعمال الفلاحية الروتينية من إزالة الحشائش وحصد الخضروات كالرجلة والجرجير والملوخية وغيرها، وعبرت الحاجة فاطمة عن آمال عراض وضعت على هذه المزرعة التي وصفتها بأنها فكرة ممتازة بالنسبة لهن لملء أوقات فراغهن في ما يفيد، وشكت من الآفات الزراعية كالأرانب والسناجب التي تعتدي ليلاً على المزرعة وتؤثر سلباً على الإنتاج. وقد تعلمت من أفراد المنظمة، ولم تنس أن تطلب من محلية ريفي كسلا التي تتبع لها القرية أن تقوم بأعجل ما تيسر بإيجاد وظيفة ثابتة لمدير المحطة لأنه يعمل منذ ثلاث سنوات متطوعاً وليس له راتب ثابت يعول به أسرته كما قالت، وعن أماكن تسويق منتجات المزرعة تقول أفراح كرار إنها تنتج الخضروات بأنواعها والفراولة، بالإضافة لأشجار الموالح التي تم غرسها ولم تبلغ بعد مرحلة الإنتاج. وأكدت أن كل المنتجات يستفدن منها في الاستهلاك المحلي في القرية وتسويق ما تبقى خارج القرية، ولكن هنالك صعوبات تواجههن في تسويق فائض الإنتاج في الأسواق المجاورة.
قضية الضابط ووالي البحر الأحمر.. زيادة احتقان
بورتسودان: محمود ود أحمد
وسط ترقب وحذر شديدين أجلت المحكمة العامة ببورتسودان قضية الرائد احمد باناي الذي اراد دخول مكتب الوالي عنوة، وذلك بسبب تغيب المتحري في البلاغ وسفره المفاجئ للقاهرة. وتم تكليف المقدم شرطة محمد آدم بدلا منه للاطلاع على تفاصيل اليومية. وحددت الجلسة الثانية في الرابع من مارس القادم. هذا وقد شهدت المحكمة حضوراً كثيفاً من المواطنين خاصة من اسرة الرائد احمد باناي. وقامت الاجهزة الامنية بتطويق مداخل الطرق المؤدية للمحكمة.
ومن جهة اخرى كلفت وزارة العدل اثنين من وكلاء نيابة بوصفهم ممثلي الاتهام بالاضافة لمحامي الشاكي الذي ينتمي لشركة الهدف، فيما يقف على الجانب الآخر مستشار الوحدة النظامية التي ينتمي اليها الرائد واثنان من المحامين. وهذه القضية اصبحت قضية رأي عام، خاصة ان الطرف الآخر فيها هو والي الولاية. وبعض الجهات في الولاية حاولت ان تغير من مسار القضية وزجها في المسار القبلي، وبالفعل اتجهت في نفس هذا المسار. وتمثل ذلك في حضور ناظري البني عامر والهدندوة، وجلسات متواصلة بين العمد وقيادات المؤتمر الوطني بالولاية، الا ان هذا الامر لم يكتب له النجاح، بدليل ان القضية اتجهت الى القضاء.
محمود بدلي احد القيادات السياسية المعروفة بالولاية قال: مرت على الولاية احداث كثيرة مماثلة، ولكن بحكم الاعراف نجلس بوصفنا قيادات ونحلها، وقضية الضابط الذي خنق العامل بصالة سواكن ليست بعيدة من هذا الحدث، ولكن قيمنا لا تسمح لنا بتصعيد القضايا. واضاف بدلي في حديثه ل «الصحافة» قائلاً: نحن باعتبارنا اسرة ونسيجاً اجتماعياً في الولاية، لو نعلم ان ابننا الرائد مخطئ لن نقف معه على الاطلاق، ولكننا نعرف تماما أن ما تم «فبركة إعلامية» واضاف بدلي في حديثه أن المؤتمر الوطني ساعد في تأزيم القضية وتحويل مسار القضية الى الجانب القبلي. وفي اتصال «الصحافة» بأحد قيادات الوطني الذي رفض ذكر اسمه قال إن حزب المؤتمر الوطني ليست له علاقة بالامر، وان الامر بايدي الجهات العدلية.
وفي ذات الصعيد قال المهندس حامد إدريس عضو مجلس تشريعي الولاية: مرت علينا اكثر من قضية خاصة ونحن بوصفنا بجا نقوم بحلها عبر التقاليد، واضاف حامد في خاتمة حديثه ل «الصحافة» أن المؤتمر الوطني يريد خلق ازمة بالبحر الاحمر، ولكننا نثق في القضاء في اخراج القضية لبر الامان.
الجدير بالذكر أن قضية الرائد مرتبطة بإزالة حي عشوائي بالقادسية أحد الاحياء الطرفية بالولاية.
عثمان آدم أحد المواطنين المقيمين بالحي قال: توجد معنا في الحي اسرة الرائد احمد باناي وحتى عندما جاءت القوة النظامية لاقتلاعنا بالقوة كان الرائد موجوداً وتناقش مع الاجهزة النظامية بكل منطق.
اما علي ادريس «مواطن آخر» فقد قال إن السيد الرائد اتجه للوالي وكان القصد تقديم التماس لأهل المنطقة، لأن زمام الأمور كلها بيد الوالي فهو الآمر والناهي.
بلغ عددها «1474»مساجد سنار
وتحديات الصيانة
سنار: «الصحافة»
بلغ عدد المساجد بولاية سنار «1474» مسجداً وهو الأمر الذي اعتبره مدير هيئة الأوقاف بالولاية التحدي الكبير للمجتمع والجهات الحكومية، مشيراً إلى أن توفير مرتبات الائمة والمؤذنين يمثل واجباً وذلك لدعمهم والوقوف بجانبهم لأداء مهامهم الدينية، وقال إن هيئة الأوقاف بالولاية تعمل جاهدة لتوفير مصادر دخل ثابتة توجهها نحو الدعوة وتأهيل المساجد، غير أنه قال إن الأوقاف المشروطة لا تتيح لهم توجيه المال لغير مكانه المحدد، وقال: حسب الفقه والقانون لا نستطيع التصرف في أموال الوقف المشروط التي تمثل 97% من الأوقاف الموجودة بالولاية التي تبلغ «150» دكاناً و «32» مكتباً و «13» عقاراً، لذلك خاطبنا والي الولاية بالصعوبات التي نواجهها، ومشكوراً وافق على التصديق للأوقاف بعدد من المواقع بمختلف أسواق الولاية، لتصبح وقفاً عاماً نستفيد من ريعه في تنفيذ برامجنا ودعم وتأهيل المساجد وتوفير مرتبات للأئمة، كما قام الاخ الوالي مشكوراً بتخصيص مساحات زراعية لنستثمرها، وبحمد الله تم تشييد ثلاثة مجمعات للاوقاف بمدن الدندر، أبو حجار والمزموم تضم خمسين متجراً، وكان مجمع الأوقاف بسنجة قد تم تشييده خلال خمسة أشهر فقط العام الماضي، ومثل إضافة جيدة للأوقاف، ويشير مدير الأوقاف إلى أنهم يخططون لطرق وقف التنفيذ وقال: يتمثل هذا المشروع في تشييد دكاكين بالمدارس عطفاً على الاستفادة من الكافتريات الموجودة بها، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية ومديري المدارس والمجالس التربوية، ويتم تخصيص عائدات هذا المشروع الى الطلاب الفقراء، فمن ريعه نوفر لهم وجبة الفطور مجاناً، بالإضافة إلى الإنابة عنهم في دفع الرسوم وتوفير الاحتياجات المدرسية، بالاضافة الى التكفل بعلاجهم، وسيتم وضع لوائح لهذا المشروع.
ويقول إن الوقف عمل خيري يحث عليه الدين الاسلامي ويقوم به المجتمع، وقال إن اشاعة ثقافته تقع على عاتق الجميع وذلك لما فيه من فوائد وثواب يناله من يطرق أبواب الوقف في الدنيا والآخرة، وقال إن دورهم في الأوقاف يتمثل في حماية الوقف بمختلف أنواعه والإشراف على توجيه عائداته في الغرض الذي أوقف من أجله، وقال إن من خططهم دعوة المجتمع لوقف المياه لما فيه من فائدة كبرى، وذلك عبر حفر الآبار في القرى وتوجيه ريع بيع المياه إلى الأيتام والأرامل بذات القرى، مطالباً الجميع بالاهتمام بالوقف وتشجيعه لما فيه من ثواب وفائدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.