من داخل فيلا فخمة تطل على شارع الستين بمنطقة الرياض ارقى احياء العاصمة ، دشن مرشح رئاسة الجمهورية كامل الطيب ادريس حملته الانتخابية بلقاء خصص للتشاور مع الشباب عرض فيه المرشح ملامح برنامجه القادم وحظي بعدد من المداخلات والانتقادات لمجموعة من الرؤي المقدمة قبل ان يعود مرة ثانية ليتوافق مع بعض منتقديه وتفسير عدد من النقاط التى اثيرت من قبل الحضور . اللقاء لم يبدأ كما هو معلن فى الرابعة وانطلق بعد ساعة وربع كاملة ، بعد حضور المرشح برفقة زوجته الدكتور عزة وابنائه محمد ومؤمن ، جلسوا جميعهم فى المنصة ، انطلق اللقاء بكلمات للناطق الرسمي عبدالباقي الظافر ومرشح ولاية الخرطوم عبدالرحيم العالم بعدها تقدم الدكتور كامل ادريس الى المنصة و على الرغم من العدد القليل الا ان ادريس ابدى تفاؤلا كبيرا وتحدث بحماس عال للغاية ، ابتدره بقسم مغلظ متعهدا من اجل حل قضيتين اولا ، وقال لن يهدأ لى بال مالم تحل قضية دارفور حلا يرضي اهلها ويحفظ البلاد ، واردف حتى ارى شعب هذا البلد يتقدم الامم ، بعدها تطرق الى مجموعة من النقاط على رأسها مشكلة العطالة فى محاولة ذكية تحسب له فجل الحاضرين هم من خريجي الجامعات او المتأهبين للتخرج منها وعلى غير عادة السياسيين اتخذ كامل طريقا مختلفا لعرض برنامجه ليل امس فمشكلة العطالة التى تحدث عنها بلا استفاضة وربطها باحكام بمشكلة الصحة فى محاولة منه لانزال معادلة لحل المشكلتين فى وقت واحد وبأقصر الطرق، مؤكدا ان محاربة الملاريا لوحدها ودحرها كمرض مستوطن ومسبب للوفيات يقفز بالناتج الاجمالي المحلي الى 16% كمثال وهناك أزمات اخرى علاجها يساعد على حل الاخريات ، وشن هجوما عنيفا على مجموع الاحزاب السياسية بالبلاد وحملها مسؤولية الانقلابات العسكرية التى قال انها اقعدت بتقدم البلاد وكبلتها ، لافتا الى ان الجيش السوداني لم يكن جزءا من الانقلابات كمؤسسة لكن الاحزاب هى التى اخترقته . حديث مرشح الرئاسة امس وجد عددا من المؤيدين وفى الاتجاه ذاته،كان صوت الناقدين موجودا فاحدى الشابات التى قابلتها بعد انتهاء اللقاء قالت «هناك عدد من التساؤلات لم يجيب عليها نحن نريد حلولا مفصلة، فالجنوب ماض للانفصال ودارفور لازالت تحترق « الحديث ذاته، كان يردده ادريس عندما تطرق الى الملفين الاكثر تشابكا، مؤكدا امتلاكه للحلول السريعة دون ان يفصل فيها فهو جدد حديثه السابق بانه يحتاج الى 100يوم فقط لحل الأزمات، وطالب الشعب السوداني بالجلوس للتفاكر من اجل وحدة البلاد التى قال ان الطريق لها سيكون بتقديم حوافز لشعب الجنوب تفوق ماجاء بنيفاشا ، وعن أزمة دارفور، دعا الى تقديم اعتذار لاهلها ، وقال انه سيكون اول الموقعين فيها، وطالب بتضمينها فى وثائق السودان بجانب توفير الحقوق لهم وتعويضهم تعويضا عادلا، وفى رده علي موقفه من المحاكمات، جدد رفضه للمحاكمة الخارجية وقدم بدلا عنها المحاكمات الداخلية، وقال الاقدام على المحكمة الجنائية سيدخل البلاد فى غلطة تاريخية لن يخرج منها . وعن شكل الدستور، اكد العمل على تعديله واضافة بعض النقاط وحذف الاخريات، لكنه اشار الى ان المواطنة هى اول ماستكتب فى دستور البلاد الدائم ، وقال ان علاقة الدين بالدولة اصبحت من الاسئلة البالية التى مضي عليه الزمن لكن ساقول لكم لن نحجر على احد فالحريات مكفولة للجميع داخل دولة السودان التى فقط تعرف المواطنة وتوفر على ضوئها الحقوق . وانتقد مبادرة مياه حوض النيل وقال انها مجحفة فى حق السودان الذي وصفه قائلا انه يملك اطول الانهار واخصب الاراضي واثمن المعادن واكرم البشر، لكنه مظلوم من ناحية استغلالها، واعدا باعادة الحياة الى مشروع الجزيرة كاول مشروع اقتصادي يملك دراسته وحلوله الكاملة، وكشف عن مد القائمين على الامر من قبل بطريق الحل دون ان يقوموا بتنفيذه . غاب ليل امس الهتاف والتكبير والتهليل وكل اشكال التعبئة السياسية التى اول ما تكون حاضرة فى ليالى ومحافل الاحزاب السياسية ، واستخدم التصفيق بدلا عنها وخرج المرشح المستقل كامل ادريس راضيا عن المؤيدين الذي كان قوامهم الشباب ، الا ان الناطق الرسمي باسم الحملة عبدالباقى الظافر قال انهم سيلتقون كل قطاع لوحده حتى نناقش المشاكل ونضع الحلول كما يريدها أهل الأزمة ، وعندما سألت الدكتور كامل ادريس عن خطواتهم القادمة، قال الان وضعنا الاولى، وسنصل .