الفقر والحاجة والبحث عن ما يسد الرمق أشياء بغيضة وقاسية التفاصيل باتت هي العنوان الأبرز لمعظم حياة المواطنين في شتى أنحاء البلاد ،ولتجاوز محطات الفقر طرق الكثيرون مختلف الأبواب بحثاً عن المال الذي يؤمن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة ،ومثل ظهور الذهب في أنحاء مختلفة من السودان بارقة أمل للكثيرين الذين ينشدون ويتمنون أن يسهم في تغير الواقع نحو الأفضل..وبمثلما تدافع الشباب والكبار ويمموا وجهاتهم صوب مناطق الذهب بالولاية الشمالية ونهر النيل وشمال كردفان ،فعل مواطنو القضارف ذات الشئ عقب إكتشاف الذهب بجبال منطقة سالمين بمحلية قلع النحل التي تبعد عن حاضرة الولاية 150 كيلو متر ،ولمعرفة الحقائق على الأرض ذهبت (الصحافة ) الى المنطقة التي ذاع صيتها وأضحت على كل لسان وقبلة يقصدها الباحثون عن الغناء السريع وأولئك الذين ضاقوا ذرعا بواقعهم في ولاية غنية الموارد الا أن أحصاءاتها تشير الى ان 90% من أهلها يعيشون تحت خط الفقر، المشهد في منطقة التنقيب بسالمين يحكي عن معاناة حقيقية ويوضح حجم الفقر الذي يرزح تحت وطأته مواطنو القضارف والوافدون من ولايات أخرى ككسلا والجزيرة ونهر النيل والخرطوم ،ففي المنطقة التي تتوسط مجموعة من الجبال يوجد أكثر من ألف مواطن ومواطنة جميعهم يضربون على الأرض بمعاولهم لتستجيب لهم وتخرج مافي باطنها من ذهب ويتمركزون في مساحة لاتتجاوز الكيلو مترين .وأكثر مايلفت الانتباه الوجود المكثف للنساء اللاتي حضرن من مناطق مختلفة من الولاية ومعظمهن يقضين أياماً وليالٍ في منطقة الذهب . وتقول حواء أبكر وهي صبية في مقتبل العمر إنها جاءت من إحدى قرى محلية قلع النحل من أجل البحث عن الذهب ،وارجعت هذا الأمر الى الظروف القاسية التي تعانيها أسرتها وقالت إنها ظلت موجودة في منطقة التنقيب منذ أسبوع ولم يفتح الله عليها حتى الآن ولو بحبة واحدة من الذهب. وأوضحت أنها لاتخشى المبيت وسط الجبال وذلك لان ظروفها تحتم عليها الصبر على كل الصعاب التي تواجهها ،وهنا نشير الى أن النساء مثل غيرهن من الرجال والشباب يفترشن الأرض ويلتحفن السماء نهارا وليلا ويواجهن صعوباتٍ بالغة في قضاء حاجتهن والاستحمام وذلك لعدم وجود مراحيض .