بتحريض من الزملاء أعود للكتابة مرة، وهذه المرة في موضوع يهم السائقين وقادة المركبات بأنواعها، ألا وهو الصحة المرورية. ولا شك أن الصحة المرورية أصبحت تدرس في الجامعات، وصارت علما مرتبطا بالسلامة المرورية، بل يبدأ من الدراسات العلمية والهندسية من مبادئ السلامة المرورية، فخطأ بسيط كلف شركة السيارات مليارات الجنيهات بعد سحبها، فإن ذلك حدث في امريكا واليابان ولا اريد ان اتحدث عن الشركة حتى لا تكون دعاية مجانية. وفي بعض البلدان أصبحت الصحة المرورية تخصصاً في مجال الطب، فأغلب حوادث المرور تؤدي إلى ازهاق أرواح كثيرة لو وجدوا العناية الطبية السريعة لأمكن انقاذهم، والبعض يروح ضحية لعدم الدراية بالاسعافات في حوادث المرور وفهم لأدوات وطرق العناية الاولية في مكان الحادث. فالحوادث المرورية كما تعلمون تبدأ بالمخالفات، فمخالفة السرعة الزائدة تؤدي إلى الموت وبالجملة... والتخطي الخطأ... لأن التخطي الصحيح غير ممنوع... وذلك لتصحيح المفهوم السائد.. وذلك مثل مفهوم الاشارة «البرتقالية» وهذه تخاطب ذلك الذي في داخل دائرة الدوران «الصينية» فقط حتى يكمل مساره من الدائرة. لكني أسمع في الراديو اللون البرتقالي استعد!!! ولا شك ان الامثلة كثيرة لتراجع الحوادث العالمية وتقارير الصحة العالمية في المملكة العربية السعودية الشقيقة عن تراجع حوادث الأذى الجسيم.. مثل كسر في العمود الفقري - الرقبة - الحوض.. وكلها نتيجة لعدم ربط حزام. لا أريد تخويفكم ولكن التخويف هو واحد من أدوات التوعية المرورية.. ونحن في موسم قبول الجامعات سيصل الخرطوم الآلاف الذين يتابعون قبول بناتهم وأولادهم.. ولا بد من تكثيف التوعية خاصة في أماكن ضعف وعدم وجود التوعية المرورية في أطراف الولاية... صالحة - أم بدة «السوق الشعبي أم درمان» كمثال.. والصحة المرورية مهمة لأي سائق عند قيادة المركبة. ويقول علماء وخبراء المرور إن القيادة لأكثر من ساعتين مشكلة صحية، فيجب أن تنزل من المركبة وتتحرك حتى لا تصاب بأمراض الدوالي.. الدوخان.. تورم الأرجل والأطراف... والوجود في عربة مكندشة لمدة طويلة يؤثر في الصحة بل يؤثر في الاعصاب... وأنا لست طبيباً ولكني أفهم ان الذين لديهم متلازمة كالنوم... يجب عليهم مراجعة الطبيب وعدم القيادة وعلى الأقل لمسافات طويلة.. وحرى عدم اعطاء رخصة لأمراض محرمة مثل الصرعى وأمراض أخرى... وأمراض الاعصاب الأخرى... ولا شك ان قانون المرور ألزم اجراء الكشف الطبي... ولكن المهم عند تجديد الرخصة... مثل ما يشير القانون وهذا غير مفعل.. وطلب حالة جنائية لأصحاب المركبات العامة... والحذر اللازم يوجه لسائقي الحافلات السفرية بين الولايات للالتزام بهذه الاشياء وعدم القيادة باستمرار، وللأسف سلوك بعض السواقين يمكن أن يصل مدينة ما في أقل من الزمن المحدد ويتفاخر بذلك... ولا يتحين الوقت المناسب لسفره، ويجب عليه مراجعة طبيعة المنطقة والظروف المناخية، فالإنسان كما يقول الاطباء طبيب نفسه، وأعلم بظروفه الصحية من غيره. وذلك نلاحظه في الآتي: «أ» اذا كان الإنسان في حالة نفسية سيئة فإنه يجب ألا يقود مركبة. «ب» أو عندما يعاني من مشكلة أو أزمة أياً كانت. «ج» اذا كان يعاني من النوم المتكرر. «د» إذا كان من أصحاب الشرود الذهني. «ه» القيادة باستمرار دون توقف. «و» أو كان يعاني من مشاكل في النظر. «ز» استعمال سيارة مكيفة والخروج المفاجئ في جو حار. «ح» يجب تحديد خارطة طريق باستعمال: الطرق الأقرب... بعيداً عن الزحام. فاذا كنا نعاني من تكدس مركبات الشحن داخل المدينة لتقدم السلطات المحلية لماذا تدخل هذه المركبات المدن بمراجعة الأسباب تمنع من دخولها حتى لو حولنا الاسواق ومبيعات المباني.. والاسبيرات إلى مكان طرفي بهذا نوفر ونقلل من الزحمة المرورية ونقي المواطنين من الدخان العالق الذي يؤثر صحياً على كثير من الناس.. خاصة أصحاب أمراض الربو والصدر بل ان الاطباء يحذرون الذين أصيبوا بأمراض الربو والصدر والأزمة الصدرية... من قيادة المركبات وكذلك عدم التركيز وعمى الألوان... لا أريد أن أفصل لكن اجمل حتى رجال المرور يفترض ان لا يعملوا أكثر من ساعتين يومياً وقوفاً على الأرجل.. وإلا سيصاب بالدوالي.. لذا حتى في ساعات الوقوف يسمح للجندي بالتحرك حتى لا يتأثر صحياً.. وكذلك التعرض لضربة الشمس تؤثر سلباً على رجال المرور خاصة في الصيف وتكاثر تصبب العرق وفقدان السوائل وكذلك استنشاق عوادم المركبات لذا نرى ان السلطات تقوم بمراجعتهم وتحويلهم من مكان إلى آخر وتحديد ساعات عملهم ومراجعة طبية دورية لهم وتوفير وجبات أو سوائل... أو السماح لهم بتناولها.. التحية لك أيها القارئ والتحية لرجال المرور الذين يغدون صباحاً ويعودون مساء مبكرين في حضورهم ومتأخرين في عودتهم إلى أسرهم.. إلى اللقاء.