تسببت الامطار الغزيرة والأعاصير العاتية والسيول الجارفة التي اجتاحت أجزاء واسعه من محليتي حلفاالجديدة ونهر عطبرة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس في أحداث أضرار بالغة على الأصعدة كافة ،حيث تسببت في إصابة عشرة مواطنين ونفوق 500 رأس من الماشية وإنهيار عدد كبير من المنازل والمدارس والمتاجروأعمدة الكهرباء ،وعطلت حركة التنقل بين القرى والمحليتين ،ويواجه سكان عدد كبير من القرى ظروفا قاسية في السكن والأكل والشرب وذلك لتوقف حركة النقل بالإضافة الى تأثر محطات المياه بانقطاع الكهرباء ،وظهرت في عدد من القرى المتأثرة اسهالات مائيه نسبه لاعتماد السكان على الترع في الشرب ،ورغم أن المنظمات الإنسانية هرعت لمساعدة المنكوبين بمواد الاغاثة المختلفة ورغم مجهودات المحليتين الا أن الوضع ينذر بكارثة حقيقية في مقبل الأيام وتحديدا على صعيد الصحة حيث لازالت المياه راكدة والمنازل منهارة ،مما حدا بابوبكر الربيع عضو المجلس الوطني عن دائرة حلفا بتوجيه نداء إستغاثة لرئيس الجمهورية مطالبا بتوجيه الاجهزة ذات الصلة بالتدخل لانقاذ المتضررين . أضرار بالغة بقرى نهر عطبرة يبدو الوضع بقرى محلية نهر عطبرة أكثر تعقيدا وذلك لتعرض الكثير من القرى لأضرار بالغة وأبرزها قرية (5) عرب التي شهدت إنهيار 250 منزل كليا وجزئيا وخمسه فصول و60% من متاجر السوق وطالت الإنهيارات أعمدة الكهرباء داخل وخارج القرية وبلغت (26) عاموداً وهو الأمر الذي جعل القرية تعيش في ظلام دامس منذ أربعة أيام وعلى أثر ذلك توقفت محطة المياه ويعتمد السكان في الشرب على الترعة مباشرة الشئ الذي أسهم في ظهور عدد من حالات الإسهالات المائية ،وتأثرت أيضا محطة الوقود والسلخانه ،أما القرية (6) عرب فقد انهار فصل على رؤوس الطلاب وأصيب أربعة أثنان حالتهما مستقرة وأنهار فصلان ومكتب وعدد من المنازل وذات الشئ حدث بالقرية (8) عرب وقرية شبيكة حيث انهارت أربعة فصول ومكتبان وفي أم القرى توفي رجل واصيبت امرأة وسقطت جراء الامطار خمسة فصول أم شديرة ، وتأثرت القرية واحد عرب بسقوط (50) قطية و(150) راكوبة وتسعه أعمدة وثلاث طواحين وتسع أعمدة كهرباء وثلاثة فصول ونفقت500 من الماشية وأصيب ثلاثة رجال وأمرأتان ، ويعاني سكان هذه القرى أشد المعاناة على الأصعدة كافة وناشدوا السلطات الاتحادية بالتدخل العاجل وذلك لان الكارثة حسب وصفهم أكبر من إمكانيات المحلية والتي اجتهدت بدورها حيث كونت لجنة طوارى برئاسة معتمدها أحمد عدلان إبراهيم الذي أشار إلى أن هناك اضراراً بالغة قد خلفتها الأمطار والأعاصير على قرى محليته وطالب بتقديم المزيد من الدعم ،وكانت منظمات سودان بلان ومفوضية العون الإنساني وقوول وديوان الزكاة والدفاع المدني والخدمة الوطنية قد سارعت في تقديم مساعدات عينية وغذائية للمواطنين في القرى المتضررة وتم إرسال مولدات كهربائية لتشغيل محطات المياه ،الا أن الشاهد يوضح تقاصر كل هذه الجهود في احتواء ماحدث من أضرار جسيمة طالت الإنسان والحيوان وتنذر بخطر صحي قادم . المشاهد تتكرر بمحلية حلفاالجديدة الوضع بمحلية حلفا لايبدو افضل حالا من محلية نهر عطبرة وذلك لان الاضرار أصابت أكثر من 880 منزل حسب الاحصاءات الأولية ولم تسجل حالات وفاة وطالت الخسائر 13 حياً وقرية بالمحلية وتعتبر قرى الاسكان ثمانية وخمسة وأحد عشر وسته عشر من أكثر القرى تضررا وخاصة القرى ثمانية التي أضحت شبه مقطوعه عن العالم الخارجي بسبب وعورة الطرق المؤدية اليها بالاضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي جراء انهيار عشرين عمود كهرباء وسقوط خمسة واربعين منزلاً ،وقال بكري الربيع عضو المجلس الوطني إن اهل القرى 8 و5 ظلوا لمدة ثلاثة أيام بدون غذاء كاف ويواجهون معاناة حقيقية في كل شئ بما فيها مياه الشرب ،اما إدريس على محمد ممثل مفوض العون الإنساني فقد أكد خطورة الاوضاع بالمحلية الذي أشار إلى انه يحتاج لجهود مكثفة من قبل الدولة والمنظمات المختلفة وقال إن زيادة جرعات الكلور في مياه الشرب أمر لابد من التركيز عليه حتى لاتنتشر الأمراض المعويه واشار إلى أنهم بذلوا جهوداً مقدرة خلال الأيام الماضية بالتنسيق مع المنظمات لتوفير الاحتياجات الأساسية والعاجلة للسكان المتأثرين ، وتأثرت أحياء اخرى بمدينة حلفا بسبب عدم إمكانية تصريف المياه التي غطت الساحات والطرق وتحاصر المنازل خاصة في السوق وأحياء الأشغال،الثورة وهو محاصر بالمياه من كل الإتجاهات ،الإنقاذ،دبيرة ،العمال، دار السلام بالاضافة إلى قيلي وارقين وغيرها من أحياء وقرى، وكان وزير الشؤون الهندسية بولاية كسلا قد سجل زيارة تفقدية لعدد من القرى والاحياء المتأثرة الا أن المواطن أحمد حسن انتقد ضعف إستجابة حكومة ولاية كسلا وعدم تفاعلها مع الحدث الكبير ،فيما توقع عثمان صالح أن تلحق أضرار بالغة بمحليتي حلفا ونهر عطبرة في حالة هطول أمطار أخرى وذلك لعدم وجود مصارف ووعورة الطرق التي لم تطالها يد التأهيل ولم يغطها الأسفلت منذ أن تم إنشاء حلفاالجديدة رغم الموارد الضخمة التي تضخها في خزينة حكومة الولاية . من جانبه أشار أحمد عبداللطيف معتمد محلية حلفا إلى أن الجهود مبذولة ومتواصلة لتخفيف الأضرار التي لحقت بالمواطنين في مختلف أنحاء المحلية وقال إن هناك العديد من الجهات الحكومية على صعيد المركز والمحلية تفاعلوا مع الحدث بالاضافة إلى المنظمات الطوعية التي ثمن ماقامت به من جهد ومساعدات . المشاهد على ارض الواقع بالمحليتين توضح فصول معاناة حقيقية يعيشها المواطنون ويرزح تحت وطأتها السواد الأعظم من سكان أكثر من 30 قرية أو حي وهؤلاء يحتاجون للعون والمساعدة والدعم من مختلف الجهات حتى تعود الحياة إلى طبيعتها. وهنا لا بد من الاشارة الا أن معظم الطرق بالمحليتين غير مسفلتة وهو الأمر الذي يحد من حركة المواطنين في الخريف بالاضافة إلى أن أعمدة الكهرباء لم تطالها يد التأهيل منذ فترات طويلة مما جعلها عرضة للسقوط عند الأعاصير والأمطار. ومثل ما يتخوف المواطنون من هطول أمطار في الأيام القادمة نشاركهم في ذات التخوف وذلك لأن هطول امطار مجدداً يعني الكثير .