رهنت قوى المعارضة، مشاركتها في الملتقى الجامع الخاص بالاستفتاء، بالاتفاق مسبقاً مع المؤتمر الوطني على اللجنة التحضيرية والموضوعات والإجراءات وآليات تنفيذ مخرجات الملتقى، وحددت أربعة أجندة للحوار في الملتقى الجامع هي «الوحدة، دارفور، الحريات، الاحوال المعيشية»، لكن المؤتمر الوطني بالمقابل قطع بأن الملتقى غير معني بتلك القضايا ،»وانما يبحث في قضية الاستفتاء دون سواها» وقال القيادي بهيئة الاجماع الوطني يوسف صديق في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الهيئة ، ان قوى الاجماع الوطني وافقت على تلبية دعوة المؤتمر الوطني للملتقى الجامع شريطة الاتفاق على الموضوعات والإجراءات مسبقاً ، ورأى ان الطريقة التي تمت بها الدعوة لن توصل الى حل، مشيرا الي ان القوى السياسية التي تمت دعوتها للملتقى أعلنت مقاطعتها لذلك الاجتماع مما أدى لتأجيله لأجل غير مسمى، ووصف دعوة المؤتمر الوطني للقاء الجامع بأنها التفاف على دعوة «نداء الوحدة» التي اطلقها تجمع جوبا، وابدى عدد من الملاحظات على الدعوة المقدمة من المؤتمر الوطني، مبيناً أنها لم تصل لكل الأحزاب، وانها وصلت باسم افراد وليس الاحزاب، يجانب أنها قدمت من المجموعة التي دعمت ترشيح البشير في الانتخابات «هيئة دعم الوحدة». واتهم صديق المؤتمر الوطني بأنه يسعى لاتخاذ الاحزاب «ديكوراً» لدعم مواقفه لذا رفضت. وكشف ان قوى الاجماع الوطني حررت خطابات دعوة لكل القوى السياسية للقاء الجامع ولم تضع فيه شروطاً للمشاركة بل حددت فيها «4» أجندة للحوار حول «الوحدة، دارفور، الحريات، القضايا المعيشية» وانه ليست لديها مخرجات مسبقة حول الملتقى، وقال الدعوة قدمت للمؤتمر الوطني مثله مثل أي حزب، والشرط الاساسي هو ان يقبل مبدأ الجلوس مع الاخرين الذي رفضه سابقاً ،وأضاف «نحن مازلنا عند موقفنا بالموافقة على الاجتماع مع المؤتمر الوطني وهذه رغبتنا ان يحدث اجماع وتخرج القرارات باسم القوى السودانية المختلفة التي توصلت لهذه القرارات، وان تكون تلك القرارات بأسم الشعب السوداني وليس حزب بعينه» واكد ان احزاب جوبا منفتحة تجاه المؤتمر الوطني ومتفقة حول القضايا الوطنية وموقفها موحد حول قضايا الوحدة والحريات والمعيشة. من ناحيته، اتهم عضو الهيئة الامين السياسي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر ، المؤتمر الوطني بالسعي لتحطيم تحالف جوبا ،ووصف الدعوة للملتقى بأنها «كنانة 2» ،وقال ان هذه الدعوات كانت في اطار حملات النفرة، ولا يمكن ان تصبح هذه القوى جزءا من الأزمة التي يصنعها المؤتمر الوطني» واعتبر ان المؤتمر الجامع الآن في يد القوى السياسية وليس المؤتمر الوطني. هي التي تشكل اللجنة التحضيرية لتحدد موعد اللقاء والآليات والموضوعات، واضاف «اننا سنبدأ بالقضايا الأساسية وقضية الحريات ستكون رقم واحد.» من جهته، قال ياسر عرمان نائب الامين العام للحركة الشعبية في تصريحات صحافية، ان المطالبة بتأجيل الاجتماع كانت بغرض التحضير للموضوعات والاجراءات بشكل جيد، وعمل مزيد من التحضيرات في مسألة الحريات ودارفور وتدني مستوى المعيشة، مشيرا الى ان الموضوعات التي طرحت في اجتماع الرئيس عمر البشير وسلفاكير لم يحضر لها بشكل جيد لذا تأجل الاجتماع بالاتفاق مع القوى السياسية. واضاف « نريد ان ندخل الاجتماع كأنداد وشركاء في التحضير والاعداد». لكن المؤتمر الوطني بالمقابل قطع بأن الملتقى غير معني بتلك القضايا ،»وانما يركز على قضية الاستفتاء.» واكد نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الدكتور محمد مندور المهدي في تصريح ل»الصحافة « حرص المؤتمر الوطني على التشاور مع القوى السياسية في كافة القضايا الوطنية ، وقال ان الملتقى الذي تم تأجيلة لمزيد من التشاور»مقرر له ان يبت في قضية الاستفتاء وليس سواها»، وان قضايا دارفور والحريات وغلاء المعيشة لها مسارات اخرى. ووصف مندور حديث احزاب ملتقى جوبا بأن الملتقى التفاف على دعوتهم لمؤتمر جامع لكل قضايا السودان « بالقديم «،وقال انه من حق احزاب المعارضة ان تطالب بملتقى جامع لهذه القضايا، مؤكدا ان حزبه حريص على التحاور مع القوى السياسية حول كل القضايا الوطنية ولم يغلق ابواب الحوار حول القضايا التي تستحق التشاورحولها.