ذكريات المرء في مراحل تعليمه المختلفة بكل أفراحها وأتراحها ثرائها وفقره نعمها ونقمها تظل محطات تاريخية مهمة بل أصبحت للكثيرين منهم مصدر الهام فكري أدبي وثقافي ونقطة تحول في مسار الكل، خاصة عندما تكون تلك المرحلة جامعية فهي بلا شك سوف تشكل المرء وتلقي بظلالها طيلة حياته. ففي الجامعات تشكلت المفاهيم السياسية والآيدولوجية وطموحات القيادة لكثير من الساسة والمفكرين وفي الادب نبغ كثير من الشعراء والكتاب وفي مجال الاعلام عرف الكثيرون كاعلاميين بمجالاته المختلفة المقروء والمسموع والمرئي وكذلك في بقية مجالات الحياة المختلفة. تكتسب القضية قيمة عندما تكون تلك الجامعة أو تلك الكلية في زمان تعد فيه جامعات البلد المعني على اصابع اليد ففي تلك السنوات تفعل عملية الخصخصة فعلها فالذي يقبل بالجامعة يكون قد دخلها وكله استعداد علمي ومعرفي وثقافي فهو خلاصة الخلاصة وتوفر له الجامعة كل ما يحتاجه لكمال التحصيل المعرفي والعلمي - المعلم المؤهل - المكتبة ذات الطبعات الحديثة - البيئة الجامعية المثلى وبذلك يكون الطالب قد أمن الخوف والجوع على نفسه وفي بعض الاحيان أهله كما في تجربة معهد المعلمين العالي. فمعهد المعلمين العالي تجربة فريدة وفلتة نسأل الله أن تكرر بما هو أفضل في كليات التربية لتصبح منارات للعلم والمعرفة. ففي هذا الاثناء تنادى نفر طيب من خريجي معهد المعلمين العالي وكلية التربية منذ الدفعة الأولى حتى العام 2010م للتفاكر في واقع أم رؤوم أرضعتهم علماً وفكراً ومعرفة حتى استوى عودهم وقوى ساعدهم واكتمل بناؤهم بجوانبه المختلفة فكانوا بذلك منارات في مجالات العمل المختلفة هؤلاء سوف يتفاكرون في الواقع الراهن لكلية التربية الذي لا يسر أحد بعد تعديل سياسات القبول التي ضاعفت أعداد الطلاب في مباني خصصت لبضع مئات من الطلاب. كما يتفاكرون فيما ينبغي ان تكون عليه كلية التربية في المنظور القريب خاصة وان كلية التربية تستقبل اليوبيل الذهبي العام القادم. سوف يلتقون جميعاً - خريجي معهد المعلمين العالي وكلية التربية للنهوض بكلية التربية لتصبح مثل رصيفاتها بجامعات العالم الأول من حيث البنيات التحتية - المعامل - تأهيل القاعات والمكتبات بأشكالها المختلفة. فالخريج المؤهل ثروة بشرية بل هو أعظم الثروات لأنه يفجر ويستغل الثروات المختلفة لمصلحة البلاد والعباد. فخريجو معهد المعلمين العالي وكلية التربية ملأوا الآفاق وشغلوا الناس كثيراً. تبوأوا المناصب العليا داخل البلاد وخارجها فكانوا خير رسل وخير حملة علم ومعرفة ففي مؤسسات الدولة السودانية فان لهم وجود وفي دول المهجر كان لهم وجود فاعل وكذلك في المؤسسات الدولية. معهد المعلمين العالي حمل لواء العلم والمعرفة ردحاً من الزمن. حملت بعده كلية التربية قنديل العلم والمعرفة لتنير حالكات الدروب في طريق وعرة وفي زمن ملئ بالمصاعب والابتلاءات. ففي يوم السبت 2010/7/31م سيأتون جميعاً رجالاً ونساءاً شيباً وشباباً وسوف يلتقي هؤلاء بأولئك في محفل يصعب على الوصف. سوف يكون لقاءاً حافلاً ونقطة تحول لكلية التربية ونريد في ذلك اليوم أن تقول كلية التربية لمؤسسات التعليم العالي، محلياً واقليمياً هؤلاء هم أبنائي وفلذات كبدي رعيتهم صغاراً فلم ينسوني وهم كبار، عاشوا في كنفي عندما كانوا من عامة الناس ولكنهم لم يسلوني وهم أصحاب شأن وسلطة. ذهبت بهم السبل في مشارق الأرض ومغاربها ولكن عندما دعوتهم جاءوا مهرولين فيا لهم من أبناء بررة وذرية صالحة. نريدهم أن يرددوا مع التجاني يوسف بشير: السحر فيك وفيك من أسبابه ٭ دعة المدل بعبقري شبابه يا معهدي ومحط عهد صباي ٭ من دار تطرق من شباب نابه قسم البقاء إليك في اقدام ٭ من شاد مجدك في عظيم كتابه وافاض فيك من الهدى آياته ٭ ومن الهدى والسحر من نصابه رحم الله فلتات الزمان التجاني يوسف بشير. ذلك الوفي لزمانه وثقافته ومجتمعه ومؤسساته المختلفة المعهد - الخلوة - الكنيسة.