امهلت حكومة جنوب دارفور بعثة «يوناميد» ساعات لتسليم المطلوبين لدى الشرطة من افراد حركة عبد الواحد محمد نور، الذين احتموا بالبعثة بعد الهجوم على معسكر كلمة»، وهددت بالدخول عنوة الى داخل المعسكر حال عدم تسليمهم ، وبينما اعلنت «يوناميد» عن رفع مستوى استعدادها بزيادة القوات داخل المعسكر لحماية 7 آلاف لجأوا اليها ، وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ،نداءً للاطراف بضبط النفس،والسعي لمنع تفاقم اعمال العنف في المعسكر. واتهم والي ولاية جنوب دارفور عبدالحميد كاشا، «يوناميد» بادخال السلاح الى داخل المعسكر لمساعدة افراد حركة عبد الواحد ،وتقديم المساعدات لهم . ووجه الوالي لدى اجتماعه ببعثة يوناميد امس بنيالا ،كافة الاجهزة التنفيذية والامنية بتشديد المراقبة والتفتيش لكافة مقتضيات افراد البعثة وحركة المسافرين من الاجانب بالمطارات ومنع مرور سياراتهم بالطرقات العامة بداخل المدينة ،وفى حال عدم الالتزام بذلك يتم القبض عليهم . وقال كاشا، ان كافة الاجانب بالولاية لم يلتزموا بالقوانين، ولاسيما ان الحكومة طلبت منهم صيانة الطرق الا انها رفضت ذلك ، وابدى اسفه لعدم تعاون البعثة مع حكومة الولاية لتسليم المتهمين من حركة عبد الواحد ،باحداث الفوضى بالمعسكر وقتل المدنيين وتهجيرهم قسرا منه والتخطيط لتصفية شيوخ المعسكر الذين شاركوا فى مفاوضات الدوحة. ولفت كاشا الى انه لن يسمح لافراد المنظمات وبعثة يوناميد ان يقوموا باعمال تتنافى مع تفويضهم ،واعتبر مخالفتها لتوجيهات الحكومة استعمارا وانتهاكا لسيادة البلاد ،وقال انه من المحزن ان ترفض البعثة طلب حكومة الولاية منها للتدخل لانقاذ حياة الابرياء بالمعسكر ، بحجة ان تفويضهم لا يسمح بذلك «وفى نفس الوقت يوفرون الحماية لافراد حركة عبد الواحد وينقلون جرحاهم ويمتنعون عن تقديم المساعدة للطرف الاخر» . وتابع بالقول»نكرر لهم دعوتنا بالتعاون والا عليهم ان يخرجوا من الباب الذى دخلوا به «. وتلى كاشا بياناً عثرت عليه الجهات الامنية كان بحوزة احد افراد حركة عبد الواحد بداخل المعسكر يقضى بتصفية 16 من قيادة الفور ،و15 من الداجو ،و12 من البرقد من ضمن الذين شاركوا فى مفاوضات الدوحة ،بجانب تصفية كل من يساعدهم ويتعاون معهم. من جانبه، قال معتمد محلية بليل محمد حامد خميس، ان هناك مؤامرة من قبل فصيل حركة عبد الواحد لاحداث فوضى داخل المعسكر ،بهدف اجهاض مفاوضات الدوحة ،مشيرا الى ان المعسكر يشهد نزوحاً غير مسبوق الى داخل المدينة ومنطقة بليل، واكد ان اصوات الاعيرة النارية حتى الساعات الاخير من صباح الجمعة تطلق داخل المعسكر ، وقال انهم تمكنوا من دفن ثلاثة من القتلى ونقل ستة من الجرحى لمستشفى نيالا لتلقى العلاج ، وان هناك قتلى حتى الان لم يتمكنوا من دفنهم نسبة لعدم وجودهم داخل المعسكر ،منوها الى ان المعسكر لازال يشهد اضطرابا وتم اغلاق الطريق المؤدى الى نيالا ومنع المواصلات من العبور، واشار الى ان ما يدور داخل المعسكر من اصوات يؤكد وجود اسلحة ثقيلة فى ايادى مجموعة عبد الواحد. وقررت حكومة الولاية تكوين لجنة طارئة لاحتواء الموقف ، واتخاذ التدابير والتحوط لتجميع الفارين من المعسكر . من جهتها ، قالت البعثة المشتركة «يوناميد»، ان آلاف النازحين، لجأوا الى مركز شرطة البعثة بمعسكر كلمة هرباً من العنف الذي نشب بالمعسكر،و أودى بحياة الكثيرين أمس الاول. واشارت البعثة، في تصريح صحافي امس،ان اعمال العنف وقعت بين مؤيدين لمحادثات الدوحة ورافضين لها،موضحة ان الكثيرين منهم كانوا يحملون العصي والاسلحة البيضاء،كما سمع دوي الرصاص داخل المعسكر. وكشفت يوناميد ان نحو 7 آلاف معظمهم من النساء والاطفال لجأوا الى مركز شرطة يوناميد طلباً للحماية،مؤكدة ان البعثة رفعت من درجة الاستعداد،وقامت بزيادة قواتها لتأمين سلامة النازحين. واشارت الى ان البعثة تعمل ايضاً مع المنظمات المحلية لتقديم المساعدات الطبية للمحتاجين،الى جانب تسيير دوريات على مدار الساعة داخل المعسكر، وكشفت عن مساع يقوم بها افراد من البعثة للتوسط بين النازحين،وإجراء مصالحات،مشيرة الى ان هناك اتصالات مع السلطات بحكومة جنوب دارفور،واكدت البعثة ان تحركاتها اثمرت عن اعادة الهدوء في اجزاء واسعة من المعسكر. من ناحيته، وجه نائب رئيس البعثة محمد يونس، نداء لكل الاطراف بضبط النفس،لتفادي تفاقم اعمال العنف. كما طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كل الاطراف بمخاطبة مجموعاتها لاعمال الحوار السياسي لمنع وقوع اي اعمال عنف اخرى.
